حديث: علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال: لا يقتل السيد بالعبد

عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ صارخًا. فقال له سول الله ﷺ: «ما لك؟» قال: سيدي رآني أقبّل جارية له، فجب مذاكيري، فقال النبي ﷺ: «علي بالرجل» فطلب، فلم يقدر عليه. فقال رسول الله ﷺ: «اذهب فأنت حر» قال: على من نُصرتي يا رسول الله؟ قال: يقول: أرأيت إن استرقني مولاي؟ فقال رسول الله ﷺ: «على كل مؤمن أو مسلم».

حسن: رواه أبو داود (٤٥١٩) وابن ماجه (٢٦٨٠) وأحمد (٦٧١٠) والبيهقي (٨/ ٣٦) وعبد الرزاق (١٧٩٣٢) كلهم من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره وإسناده حسن من أجله.

عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ صارخًا. فقال له سول الله ﷺ: «ما لك؟» قال: سيدي رآني أقبّل جارية له، فجب مذاكيري، فقال النبي ﷺ: «علي بالرجل» فطلب، فلم يقدر عليه. فقال رسول الله ﷺ: «اذهب فأنت حر» قال: على من نُصرتي يا رسول الله؟ قال: يقول: أرأيت إن استرقني مولاي؟ فقال رسول الله ﷺ: «على كل مؤمن أو مسلم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم، رواه الإمام أحمد في مسنده، وفيه دروس وعبر جليلة في إنصاف المظلوم ونصرة المستضعفين.

أولاً. نص الحديث ورواته:


الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وهو من الصحابة العلماء العباد، وقد جاء في رواية الإمام أحمد في المسند.

ثانياً. شرح المفردات:


● صارخًا: أي يصرخ ويستغيث، ويطلب النجدة.
● جب مذاكيري: "جب" أي قطع، و"المذاكير" هي الذكر، أي قطع ذكره (أعضائه التناسلية)، وهي جريمة بشعة.
● علي بالرجل: أي أحضروا لي هذا الرجل (السيد الظالم).
● فلم يقدر عليه: أي لم يتمكنوا من إحضاره، вероятно هرب.
● أنت حر: أي أنت الآن رجل حر، لست عبدًا.
● على من نصرتي؟: أي من سينصرني ويحمني إذا تعرضت للظلم؟
● استرقني مولاي: أي إذا حاول سيدي السابق استرقاقي مرة أخرى وادعى أنني عبد له.

ثالثاً. شرح الحديث:


1- الموقف الأول: الاستغاثة والاستنجاد: جاء الرجل المستعبد إلى النبي ﷺ في حالة مزرية، يصرخ ويستغيث بعد أن تعرض لأبشع أنواع الظلم والتعذيب الجسدي. هذا يوضح أن بيت النبي ﷺ كان ملجأ للمظلومين، وأنه كان يُشرع بابَه للجميع.
2- الموقف الثاني: التحقيق الفوري: لم يتردد النبي ﷺ لحظة. سأل مباشرة: «ما لك؟» ثم أمر بإحضار الظالم ليحاسبه وينصف المظلوم. هذا من عدله ﷺ وسرعة استجابته لنصرة المظلوم.
3- الموقف الثالث: الحكم العادل: عندما هرب الظالم ولم يمكن إحضاره، لم يترك النبي ﷺ المجني عليه دون إنصاف. حكم له بالحرية فورًا. وهذا حكم عادل جدًا، لأن من يرتكب مثل هذه الجريمة البشعة يكون قد سقط حقّه في الولاية والتملك، واستحقاق العبد للعتق جزاءً لما فعله سيده.
4- الموقف الرابع: الضمان الاجتماعي: خاف الرجل الذي نال حريته أن يطالبه سيده السابق أو يعيد استرقاقه. فسأل النبي ﷺ: من سينصرني الآن؟ فرد عليه النبي ﷺ بأن جماعة المسلمين كلهم سيكونون نُصَراءه وحماة له. هذه رسالة قوية بأن المجتمع المسلم يتكافأ ويتبنى قضايا المظلومين.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب إنصاف المظلوم: على ولي الأمر والحاكم أن يكون سريع الاستجابة لمظالم الناس، وأن يضمن حقوقهم.
2- الحرية حق أصيل: الإسلام يكفل الحرية للإنسان، ويشرع الوسائل لتحرير العبيد، ومثل هذه الجرائم تسقط حق السيد في ملكية عبده.
3- التكافل الاجتماعي: المجتمع المسلم كالجسد الواحد، إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد. فحق النصرة واجب على كل مسلم تجاه أخيه المظلوم.
4- تحريم التعذيب والإيذاء: ما فعله السيد الظالم من قطع للعضو محرم شرعًا وهو من الكبائر، وفيه أذية بالغة وإتلاف للجسد.
5- العدل مع الضعفاء: الإسلام رفع من شأن المستضعفين وأمر بالعدل معهم، وحذر من ظلمهم لأنهم لا ناصر لهم إلا الله ثم المؤمنين.

خامساً:

فوائد إضافية:
- الحديث يدل على عظمة الشريعة الإسلامية في حفظ كرامة الإنسان وحريته.
- فيه تأكيد على مبدأ المسؤولية الجماعية في نصر المظلوم.
- استجابة النبي ﷺ للصراخ واستغاثة المظلوم تدل على تواضعه ﷺ وحرصه على رفع الظلم.
أسأل الله أن يجعلنا من أنصار المظلومين، والذين يسمعون كلمة الحق فيتبعونها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٥١٩) وابن ماجه (٢٦٨٠) وأحمد (٦٧١٠) والبيهقي (٨/ ٣٦) وعبد الرزاق (١٧٩٣٢) كلهم من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره وإسناده حسن من أجله.
قال أبو داود: «الذي عُتق كان اسمه روح بن دينار».
قال أبو داود: «الذي جبّه زنباع».
قال أبو داود: «هذا زنباع أبو روح كان مولى العبد».
وفي أحمد: أن زنباعًا أبا روح وجد غلامًا له مع جارية له، فجدع أنفه وجبّه. فأتى النبي ﷺ فقال: «من فعل هذا بك؟» قال: زنباع. فدعاء النبي ﷺ فقال: «ما حملك على هذا؟» فقال: كان من أمره كذا وكذا. فقال النبي ﷺ للعبد: «اذهب فأنت حر» فقال: يا رسول الله، فمولى من أنا؟ قال: «مولى الله ورسوله» فأوصى به رسول الله ﷺ المسلمين، قال: فلما قُبض رسول الله ﷺ جاء إلى أبي بكر، فقال: وصية رسول الله ﷺ، قال: نعم، نجري عليك النفقة وعلى عيالك. فأجراها عليه، حتى قُبض أبو بكر، فلما استخلف عمر جاءه، فقال: وصية رسول الله ﷺ، قال: نعم، أين تريد؟ قال: مصر، فكتب عمر إلى صاحب مصر أن يعطيه أرضًا يأكلها. فلعله في بداية الأمر لم يقدر سيده، ثم قدر عليه وأنه ﷺ لم يقده.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 80 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه

  • 📜 حديث: علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب