حديث: تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن الحدود كفارة

عن عبادة بن الصامت قال: كنا مع رسول الله ﷺ في مجلس فقال: «تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق. فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب شيئا من ذلك فعوقبَ به، فهو كفارة له، ومن أصاب شيئا من ذلك، فستر الله عليه فأمره إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذّبه».

متفق عليه: رواه البخاري في الحدود (٦٧٨٤) ومسلم في الحدود (١٧٠٩/ ٤١) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي إدريس، عن عبادة بن الصامت فذكره.

عن عبادة بن الصامت قال: كنا مع رسول الله ﷺ في مجلس فقال: «تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق. فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب شيئا من ذلك فعوقبَ به، فهو كفارة له، ومن أصاب شيئا من ذلك، فستر الله عليه فأمره إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذّبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الأساسية التي تبين أصول البيعة والإيمان.

أولاً. شرح المفردات:


● تبايعوني: تعاهدوني وتوافقوني على الالتزام بهذه الأمور.
● وفى: أتمّ ووفى بالعهد ولم ينقضه.
● أصاب شيئاً من ذلك: ارتكب واحدة من هذه الذنوب العظيمة.
● فعوقب به: إذا أقيم عليه الحد الشرعي في الدنيا.
● كفارة له: تكفر عنه ذنبه وتمحوه.
● ستر الله عليه: لم يفضحه الله ولم يقم عليه الحد.
● فأمره إلى الله: مصيره ومآله متعلق بمشيئة الله عز وجل.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنهم كانوا في مجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم، فطلب منهم أن يبايعوه على التزام أربعة أمور عظيمة هي من أكبر الكبائر وأعظم المحرمات:
1- عدم الإشراك بالله شيئاً: وهو أعظم الذنوب على الإطلاق، لأنه يتعلق بحق الله تعالى في التوحيد.
2- عدم الزنا: وهو من الفواحش التي تهدم الأعراض وتضيع الأنساب.
3- عدم السرقة: وهي انتهاك لأموال الناس وحرماتهم.
4- عدم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق: وهو الحفاظ على أعظم مقاصد الشريعة وهي النفس.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحوال للمؤمن الذي يقع في شيء من هذه الذنوب:
1- المنوفي: الذي يحافظ على العهد ولا يقع في هذه الذنوب، فأجره على الله، وهو وعد بالثواب العظيم والجنة.
2- المعاقب في الدنيا: الذي يرتكب ذنباً ثم يقام عليه الحد الشرعي (مثل جلد الزاني أو قطع يد السارق)، فهذا العقاب يكفر ذنبه ويطهره منه.
3- المستتر: الذي يذنب ولكن يستره الله ولا يكتشف أمره، فلا يقام عليه حد في الدنيا، فأمره إلى الله يوم القيامة، إن شاء غفر له بعفوه ورحمته، وإن شاء عذبه بعدله.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- عظم هذه الذنوب الأربعة: فقد جمعها النبي صلى الله عليه وسلم في بيعة واحدة لخطورتها.
2- فضل الوفاء بالعهد: وأن الجزاء على الله تعالى وهو أكرم الأكرمين.
3- رحمة الله تعالى: حيث جعل العقوبة في الدنيا كفارة للذنب.
4- سعة مغفرة الله: فحتى من استتر عليه ذنبه، فإن باب المغفرة مفتوح بمشيئة الله.
5- الحث على الاستقامة: واجتناب هذه الكبائر التي تهلك صاحبها.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الحدود الشرعية كفارات لأصحابها إذا أقيمت عليهم في الدنيا.
- فيه ترهيب من التهاون بالذنوب، لأن من ستره الله في الدنيا لا يضمن أن يعفو عنه في الآخرة.
- البيعة في الإسلام تقوم على الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على الوفاء بعهده، وأن يسترنا في الدنيا والآخرة، وأن يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحدود (٦٧٨٤) ومسلم في الحدود (١٧٠٩/ ٤١) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي إدريس، عن عبادة بن الصامت فذكره. واللفظ لمسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 5 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا

  • 📜 حديث: تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب