حديث: رجم اليهودي واليهودية عند باب المسجد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ثبوت رجم المحصن في التوراة

عن ابن عباس قال: أمر رسول الله ﷺ برجم اليهودي واليهودية عند باب مسجده، فلما وجد اليهودي مس الحجارة قام على صاحبته، فجنا عليها يقيها مس الحجارة، حتى قتلا جميعا، فكان مما صنع الله عز وجل لرسوله في تحقيق الزنا منهما.

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٣٦٨) عن يعقوب وسعد، قالا: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن إسماعيل بن إبراهيم الشيباني، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: أمر رسول الله ﷺ برجم اليهودي واليهودية عند باب مسجده، فلما وجد اليهودي مس الحجارة قام على صاحبته، فجنا عليها يقيها مس الحجارة، حتى قتلا جميعا، فكان مما صنع الله ﷿ لرسوله في تحقيق الزنا منهما.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح، وفيه عظة وعبرة عظيمة. سأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله:
أولاً: شرح المفردات:
● أمر رسول الله ﷺ برجم اليهودي واليهودية: أي حكم عليهما بالرجم لحد الزنا، وكانا محصنين.
● عند باب مسجده: في مكان قريب من مسجده ﷺ ليكون عبرة للناس.
● وجد اليهودي مس الحجارة: أي أحس بألم الحجارة التي تُرمى عليه.
● قام على صاحبته: وقف فوقها ليحميها.
● جنا عليها: انحنى عليها وغطاها بجسده.
● يقيها مس الحجارة: يحميها من ألم الحجارة التي تُرمى عليها.
● قتلا جميعا: ماتا معاً.
● فكان مما صنع الله لرسوله: أي من فضل الله وتأييده لنبيه.
● في تحقيق الزنا منهما: في إثبات تهمة الزنا عليهما وإقامة الحد.
ثانياً: شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن يهودياً ويهودية قد زنيا، فحكم عليهما النبي ﷺ بالرجم حداً للزنا، وكان ذلك قرب باب مسجده ﷺ.
وفي أثناء تنفيذ الحد، عندما بدأ الناس برميهما بالحجارة وأحس اليهودي بألم الحجارة، قام بفعلة عجيبة تدل على بقاء شيء من الغيرة والإنسانية فيه، حيث انحنى على المرأة وقام بتغطيتها بجسده ليحميها من الحجارة، حتى ماتا معاً في هذه الوضعية.
ثالثاً: الدروس المستفادة منه:
1- عدل الإسلام وشريعته: حيث طبق النبي ﷺ حد الله على اليهوديين، مما يدل على أن شريعة الإسلام تطبق على الجميع بلا تمييز.
2- إثبات حد الرجم: وهو حد ثابت في الشريعة للزاني المحصن.
3- الحكمة من إقامة الحدود علناً: حيث كانت إقامة الحد عند باب المسجد ليكون عبرة للناس وزاجراً لهم عن المعاصي.
4- عجائب القدر الإلهي: حيث هيأ الله هذا المشهد الذي يثبت به ذنب الزنا بشكل واضح، فلو كانا بريئين لما فعل هذا الفعل الذي يدل على العلاقة بينهما.
5- بقاء الفطرة الإنسانية: ففي لحظة الموت ظهرت غيرة الرجل على المرأة التي كانت معه، مما يدل على بقاء بعض الخصال الإنسانية حتى عند من يقترف الكبائر.
6- التأييد الإلهي للنبي ﷺ: حيث سخر الله هذا الموقف لتأييد نبيه وإثبات صحة حكمه.
رابعاً: معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من معجزات النبي ﷺ ودلائل نبوته، حيث أن الموقف كان دليلاً واضحاً على صحة الحكم.
- فيه بيان أن أهل الذمة (غير المسلمين في الدولة الإسلامية) يُطبق عليهم حد الزنا إذا زنوا، لأنهم يقِرون بهذا الحد في شرائعهم.
- يستفاد منه أن إقامة الحدود من أسباب تطهير المجتمع من الفواحش.
- القصة تدل على عظمة الشريعة الإسلامية في تحقيق العدل والمساواة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين وأن يرزقنا العمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٣٦٨) عن يعقوب وسعد، قالا: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن إسماعيل بن إبراهيم الشيباني، عن ابن عباس فذكره.
ورواه الطبراني في الكبير (١٠/ ٤٠٣) والحاكم (٤/ ٣٦٥) كلاهما من وجه آخر عن محمد بن إسحاق، قال حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة بإسناده وفيه: قد أحصنا فسألوه أن يحكم فيهما بالرجم فرجمهما في فناء المسجد.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه حسن الحديث إذا صرح بالسماع. وإسماعيل بن إبراهيم الشيباني حجازي ثقة، وثّقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في «الثقات» وهو من رجال «التعجيل» (٤٧).
وليس من رجال «التهذيب» إبراهيم بن إسماعيل، ويقال: إسماعيل بن إبراهيم السلمي ويقال الشيباني حجازي فهو مجهول كما قال أبو حاتم. فقد فرق بينهما أبو حاتم الرازي وابن حبان، وجمع بينهما البخاري فتبعه المزي.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم، ولعل متوهما من غير أهل الصنعة يتوهم أن إسماعيل الشيباني هذا مجهول، وليس كذلك. فقد روى عنه عمرو بن دينار الأثرم». انتهى.
وفي الباب ما رُوي عن أبي هريرة قال: أول مرجوم رجمه رسول الله ﷺ من اليهود. رواه أبو داود (٤٤٥٠) عن محمد بن يحيى، حدثنا عبد الرزاق وهو في مصنفه (١٣٣٣٠) أخبرنا معمر، عن الزهري، حدثنا رجل من مزينة ممن يتبع العلم ويعيه نحن عند سعيد بن المسيب، فحدثنا عن أبي هريرة قال: زنى رجل من اليهود وامرأة، فقال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبي، فإنه نبي بعث بالتخفيف، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججنا بها عند الله، قلنا: فتيا نبي من أنبيائك، قال: فأتوا النبي ﷺ، وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم، ما ترى في رجل وامرأة زنيا؟ فلم يكلمهم كلمة حتى أتي بيت مِدْراسهم، فقام على الباب، فقال: «أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى، ما تجدون في التوراة على من زنى إذا أحصن؟» قالوا: يُحمم، ويُجبّه ويُجلد، والتجبية أن يحمل الزانيان على حمار وتقابل أقفيتُهما ويطاف بهما. قال:
وسكت شاب منهم، فلما رآه النبي ﷺ سكت ألظّ به النشدة، فقال: اللهم إذ نشدتنا، فإنا نجد في التوراة الرجم، فقال النبي ﷺ: «فما أول ما ارتخصتم أمر الله؟» قال: زنى ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم، ثم زنى رجل في أسرة من الناس فأراد رجمه، فحال قومه دونه وقالوا: لا يرجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه، فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم، فقال النبي ﷺ: «فإني أحكم بما في التوراة، فأمر بهما فرجما».
قال الزهري: فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا﴾ [المائدة: ٤٤] كان النبي ﷺ منهم.
ورواه الإمام أحمد (٦٣٨٥) عن عبد الرزاق بإسناده مختصرا، ورواه أيضا أبو داود (٤٤٥١) من وجه آخر عن محمد بن إسحاق، عن الزهري قال: سمعت رجلا من مزينة يحدث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: زني رجل وامرأة من اليهود، وقد أحصنا حين قدم رسول الله ﷺ المدينة، وقد كان الرجم مكتوبا عليهم في التوراة، فتركوه وأخذوا بالتجيية يُضرب مائة بحبل مطلي بقار، ويحمل على حمار، وجهه مما يلي دبر الحمار، فاجتمع أحبار من أحبارهم، فبعثوا قومًا آخرين إلى رسول الله ﷺ فقالوا: سلوه عن حد الزاني، وساق الحديث فقال فيه: قال: ولم يكونوا من أهل دينه فيحكم بينهم. فخيّر في ذلك قال: ﴿فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ [المائدة: ٤٧] ورواه البيهقي (٨/ ٢٤٧) من طريق أبي داود وفيه أيضا رجل من مزينة لم يسم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رجم اليهودي واليهودية عند باب المسجد

  • 📜 حديث: رجم اليهودي واليهودية عند باب المسجد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رجم اليهودي واليهودية عند باب المسجد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رجم اليهودي واليهودية عند باب المسجد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رجم اليهودي واليهودية عند باب المسجد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب