حديث: من أصاب حدًا ثم صلى مع الإمام غفر له

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في رجم ماعز بن مالك

عن أنس بن مالك قال: كنت عند النبي ﷺ فجاءه رجل، فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدًّا فأقمه علي. قال: ولم يسأله عنه، قال: وحضرت الصلاة، فصلى مع النبي ﷺ، فلما قضى النبي ﷺ الصلاة قام إليه الرجل، فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدًّا فأقم فيّ كتاب الله. قال: «أليس قد صليت معنا؟» قال: نعم قال: «فإن الله غفر لك ذنبك، أو قال: حدك».

متفق عليه: رواه البخاري في الحدود (٦٨٢٣) ومسلم في التوبة (٢٧٦٤) كلاهما من طريق عمرو بن عاصم الكلابي، حدثنا همام بن يحيى، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال فذكره.

عن أنس بن مالك قال: كنت عند النبي ﷺ فجاءه رجل، فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدًّا فأقمه علي. قال: ولم يسأله عنه، قال: وحضرت الصلاة، فصلى مع النبي ﷺ، فلما قضى النبي ﷺ الصلاة قام إليه الرجل، فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدًّا فأقم فيّ كتاب الله. قال: «أليس قد صليت معنا؟» قال: نعم قال: «فإن الله غفر لك ذنبك، أو قال: حدك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من صحيح البخاري، يحمل معاني глубокими في رحمة الله تعالى وعدله، وفي هدي النبي ﷺ في التعامل مع التائبين.

شرح الحديث:


الراوي: أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ.
المناسبة: مجيء رجل إلى النبي ﷺ معترفًا بذنب وجب فيه حدّ.


1. شرح المفردات:


● أصبت حدًا: ارتكبت ذنبًا من الذنوب التي فيها حد مقرر في الشريعة (مثل الزنا أو السرقة أو شرب الخمر...)، و"الحد" هو العقوبة المقدرة شرعًا.
● فأقمه علي: طلب من النبي ﷺ أن ينفذ عليه العقوبة التي أوجبها الله تعالى لتطهيره من ذنبه في الدنيا.
● ولم يسأله عنه: لم يستفسر النبي ﷺ عن نوع الذنب؛ تكريمًا له وصونًا لعرضه، وتركًا للتفصيل الذي قد لا فائدة منه.
● قضى الصلاة: انتهى من الصلاة.
● فإن الله غفر لك ذنبك، أو قال: حدك: بشارة من النبي ﷺ بأن صلاته معهم كانت سببًا لمغفرة الله تعالى له، فسقط عنه الحد.


2. شرح الحديث:


يصور لنا هذا المشهد المؤثر رجلاً أتى النبي ﷺ وهو يعلم أن عليه عقوبة في حق الله (حدًّا)، ولكنه لم يهرب أو يتخفى، بل جاء طائعًا مختارًا طالبًا تطهيره بالحد في الدنيا قبل الآخرة.
● مجيء الرجل واعترافه: هذا يدل على صدق توبته وخوفه من الله تعالى. فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولكن هذا الرجل أراد أن يكفر عن ذنبه بالعقوبة الدنيوية أيضًا.
● عدم سؤال النبي ﷺ: من حكمة النبي ﷺ ورحمته أنه لم يستقصِ عليه، ولم يفضحه، بل حفظ ستره وعرضه. وهذا من أدب الإسلام في التعامل مع المخطئ التائب.
● صلاة الرجل مع الجماعة: صلى الرجل مع النبي ﷺ وصحابته، مما يدل على أن ذنبه لم يمنعه من أداء الفرائض والرجوع إلى الله.
● بشارة المغفرة: أخبره النبي ﷺ أن مجرد مشاركته في الصلاة مع الجماعة كانت كفارة لذنبه، فغفر الله له، وسقط عنه الحد. لماذا؟ لأن الصلاة من أعظم الطاعات التي تكفر السيئات، خاصة إذا أداها المسلم بخشوع وحضور قلب مع الجماعة.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل التوبة النصوح: أن الله يقبل توبة العبد مهما عظم ذنبه، إذا صدق في رجوعه.
2- ستر المسلم: من هدي النبي ﷺ ستر المسلم والتغاضي عن تفاصيل ذنبه إذا جاء تائبًا، وعدم إشاعة الفاحشة.
3- فضل الصلاة والجماعة: الصلاة في جماعة من أعظم أسباب مغفرة الذنوب، كما قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114].
4- العدل والرحمة: المزج بين إقامة حدود الله والرحمة بالتائبين، فالشريعة جاءت لتحقيق العدل والرحمة معًا.
5- الشجاعة في الاعتراف: ينبغي للمسلم أن يكون شجاعًا في الاعتراف بخطئه والرجوع إلى الله، لا أن يستهين بالذنب أو يتخفى.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله.
- اختلف العلماء في سقوط الحد عن التائب:
- فمنهم من قال: يسقط الحد بالتوبة إذا كانت قبل القدرة عليه (أي قبل أن يُقدر عليه الحاكم).
- ومنهم من قال: لا يسقط، ولكن توبته مقبولة عند الله، والحد تطهير له في الدنيا.
- والحديث هنا يدل على أن الصلاة الجماعية كانت سببًا خاصًا في مغفرة ذنبه وسقوط الحد عنه، مما قد يكون خاصًا بهذه الحالة أو يكون عامًا في حق كل من صدق في توبته وأتبعها بطاعة عظيمة.
أسأل الله تعالى أن يتوب علينا جميعًا، وأن يجعلنا من التائبين المنيبين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحدود (٦٨٢٣) ومسلم في التوبة (٢٧٦٤) كلاهما من طريق عمرو بن عاصم الكلابي، حدثنا همام بن يحيى، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال فذكره.
وفي الباب ما روي عن مساور بن عبيد قال: أتيت أبا برزة فقلت: هل رجم رسول الله ﷺ؟ فقال: نعم رجلا منا يقال له: ماعز بن مالك.
رواه أحمد (١٩٧٩٧) وأبو يعلى (٧٤٣١) والبزار - كشف الأستار - (٣٨٥٠) كلهم من طريق عوف الأعرابي، عن مساور بن عبيد فذكره. قال رَوح: مساور بن عبيد الحماني.
قال الأعظمي: مساور بن عبيد لم يوثقه أحد، وهو من رجال التعجيل (١٠٢٦) روى عنه عوف الأعرابي
وعيسى بن طهمان.
قال ابن حجر: «فرق البخاري وابن أبي حاتم بين الذي روى عنه عوف والذي روى عنه عيسى بن طهمان. فقال في الأول: يعد في البصريين. وفي الثاني: مولى أبي برزة الأسلمي، وتبعه ابن حبان في «الثقات» (٥/ ٤٤٢). وعلى هذا فهو مجهول.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي ذر وفيه قال لي رسول الله ﷺ: «يا أبا ذر، ألم تر إلى صاحبكم غفر له، وأُدخل الجنة» رواه أحمد (٢١٥٥٤) عن يزيد بن هارون، أخبرنا حجاج بن أرطاة، عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي، عن عبد الله بن المقدام، عن ابن شداد، عن أبي ذر فذكر الحديث بطوله.
وفيه الحجاج بن أرطاة مدلس، وقد عنعن وعبد الله بن المقدام بن ورد من رجال التعجيل (٥٨٨) قال الحسيني: ليس بالمشهور ولم يذكر من الرواة عنه غير عبد الملك بن المغيرة الطائفي. فهو في عداد المجهولين، وفي لفظ الحديث نكارة.
وخلاصة قصة ماعز الأسلمي أنه كان محصنا، وزنى فأقيم عليه حد الزنا وهو الرجم. وأما الرواة فاختلفوا في سرد هذه القصة. فمنهم من ذكرها من أولها إلى آخرها. ومنهم من ذكر جزءًا منها، ومنهم من ذكر كيف أقيم عليه الحد؟ والأمر الذي لم يختلف فيه أحد هو أن حد الزنا للمحصن هو الرجم، فلا ينبغي أن يحكم على هذه القصة بالاضطراب لإسقاط حد زنا المحصن. وبالله التوفيق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 44 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أصاب حدًا ثم صلى مع الإمام غفر له

  • 📜 حديث: من أصاب حدًا ثم صلى مع الإمام غفر له

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أصاب حدًا ثم صلى مع الإمام غفر له

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أصاب حدًا ثم صلى مع الإمام غفر له

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أصاب حدًا ثم صلى مع الإمام غفر له

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب