حديث: أتاه النبي ﷺ فقال إني زنيت فأقم علي كتاب الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في رجم ماعز بن مالك

عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه قال: كان ماعز بن مالك يتيما في حجر أبي. فأصاب جاريةً من الحي فقال له أبي: ائت رسول الله ﷺ فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك، وإنما يريد بذلك رجاء أن يكون له مخرجا، فأتاه فقال: يا رسول الله، إني زنيتُ فأقم عليَّ كتاب الله. فأعرض عنه فعاد فقال: يا رسول الله، إني زنيتُ فأقم على كتاب الله. حتى قالها أربع مرار. قال ﷺ: «إنك قد قلتها أربع مرات فيمن؟». قال بفلانة. قال: «هل ضاجعتها». قال: نعم. قال: «هل باشرتها». قال: نعم. قال: «هل جامعتها». قال: نعم. قال: فأمر به أن يرجم فأَخرِجَ به إلى الحرة. فلما رُجم فوجد مس الحجارة جزع فخرج يشتد، فلقيه عبد الله بن أنيس وقد عجز أصحابه فنزحَ له بوظيف بعيرٍ فرماه به فقتله، ثم أتى النبي ﷺ فذكر ذلك له فقال: «هلا تركتموه لعله أن يتوبَ فيتوبَ الله عليه».

حسن: رواه أبو داود (٤٤١٩) عن محمد بن سليمان الأنباري، حدثنا وكيع، عن هشام بن سعد، قال: أخبرني يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه، قال: كان ماعز بن مالك يتيما في حجر أبي.

عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه قال: كان ماعز بن مالك يتيما في حجر أبي. فأصاب جاريةً من الحي فقال له أبي: ائت رسول الله ﷺ فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك، وإنما يريد بذلك رجاء أن يكون له مخرجا، فأتاه فقال: يا رسول الله، إني زنيتُ فأقم عليَّ كتاب الله. فأعرض عنه فعاد فقال: يا رسول الله، إني زنيتُ فأقم على كتاب الله. حتى قالها أربع مرار. قال ﷺ: «إنك قد قلتها أربع مرات فيمن؟». قال بفلانة. قال: «هل ضاجعتها». قال: نعم. قال: «هل باشرتها». قال: نعم. قال: «هل جامعتها». قال: نعم. قال: فأمر به أن يرجم فأَخرِجَ به إلى الحرة. فلما رُجم فوجد مس الحجارة جزع فخرج يشتد، فلقيه عبد الله بن أنيس وقد عجز أصحابه فنزحَ له بوظيف بعيرٍ فرماه به فقتله، ثم أتى النبي ﷺ فذكر ذلك له فقال: «هلا تركتموه لعله أن يتوبَ فيتوبَ الله عليه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، يحكي قصة ماعز بن مالك الأسلمي رضي الله عنه، وهو من المواقف الجليلة التي تُظهر رحمة النبي ﷺ وحرصه على تخليص أمته من ذنوبهم، وفي نفس الوقت إقامة حد الله تعالى.

أولاً. شرح المفردات:


● يتيماً في حجري: يعني كان ماعزٌ صغيراً فاقداً لأبيه، وكفله أبو نعيم بن هزال (راوي الحديث) وتربى عنده.
● أصاب جاريةً من الحي: أي وقع في الزنا مع جارية (أمة) من نفس القبيلة.
● لعله يستغفر لك: أي يدعو لك بالمغفرة.
● يرجو أن يكون له مخرجا: كان أبوه يظن أن النبي ﷺ قد يدعو له فتُغفر ذنوبه دون إقامة الحد.
● أقم علي كتاب الله: أي طالب بإقامة حد الزنا عليه كما أمر الله في كتابه.
● الحرة: هي أرض ذات حجارة سوداء قرب المدينة المنورة كانت تُقام فيها الحدود.
● جزع: اضطرب وخاف من ألم الرجم.
● عجز أصحابه: تعبوا من ملاحقته ولم يستطيعوا اللحاق به.
● نزح له بوظيف بعير: أخذ عظم الورك (أو الورك نفسه) من رجل بعير ورماه به.


ثانياً. شرح الحديث:


1- البداية والسبب: كانت القصة أن ماعزاً - وكان شاباً يافعاً - وقع في معصية الزنا مع جارية. وكان ماعزٌ يتيماً في رعاية أبي الراوي (نعيم بن هزال). فنصحه أبوه أن يذهب إلى النبي ﷺ ويخبره بذنبه، رجاء أن يستغفر له النبي ويجد له مخرجاً من العقاب الدنيوي، ظناً منه أن النبي قد يدعو له فيكفر الله عنه ذنبه دون حاجة للحد.
2- إصرار ماعز على تطهير نفسه: ذهب ماعز إلى النبي ﷺ وأخبره صراحة: "إني زنيت فأقم علي كتاب الله". لكن النبي ﷺ أعرض عنه، وفي رواية: "لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أَوْ غَمَزْتَ، أَوْ نَظَرْتَ؟" أي حاول النبي ﷺ أن يفسر له فعلته بتفسير يخفف من إثمها حتى لا يلزمه الحد، رحمةً به. لكن ماعزاً أصر على الاعتراف الكامل وأكد أنه قد زنى بالمعنى الشرعي الكامل (الجماع)، حتى سأله النبي أربع مرات تأكيداً وتثبتاً.
3- إقامة الحد: بعد أن تأكد النبي ﷺ من توفر شروط إقامة الحد (الاعتراف الكامل المتكرر من غير إكراه)، أمر برجمه رجماً، وهو حد الزاني المحصن (البالغ العاقل الحر الذي قد تزوج ودخل بزوجته). فأُخرج به إلى "الحرة" وأُقيم عليه الحد.
4- هروبه وجزعه: عندما بدأ الرجم وأحس بألم الحجارة، هرب جزعاً من شدة الألم. فلقيه عبدالله بن أنيس، وكان الصحابة قد تعبوا من ملاحقته، فرماه بعظم كبير فقتله.
5- عتاب النبي ﷺ اللطيف: عندما علم النبي ﷺ بما حدث، قال للصحابة: "هلا تركتموه لعله أن يتوب فيتوب الله عليه". وهذا ليس عتاباً على إقامة الحد، بل عتاب على عدم تمكينه من إكمال الرجم حتى يموت تحت الحجارة في حالة توبة وصبر، فيكون ذلك كفارة له وسبباً لمغفرة الله تعالى.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل التوبة والاعتراف بالذنب: قصة ماعز من أعظم الأدلة على فضل التوبة النصوح والاعتراف بالذنب، حتى إن النبي ﷺ قال عنه فيما بعد: "لقد تاب توبةً لو قُسمت على أمةٍ لوسعتهم".
2- حرص النبي ﷺ على أمته: حاول النبي ﷺ مرة بعد مرة أن يتلمس لماعز عذراً أو مخرجاً؛ إما بدعاء الاستغفار له، أو بتأويل فعله بما لا يوجب الحد، كل ذلك رحمةً به.
3- إقامة حدود الله تعالى: الحديث يوضح وجوب إقامة حد الزنا على من أقر به كاملاً بشروطه، وهو حد الرجم للمحصن.
4- التثبت في إقامة الحدود: النبي ﷺ لم يبادر إلى إقامة الحد بمجرد第一اعتراف، بل استفصل عن التفاصيل أربع مرات، تأكيداً وتثبتاً حتى لا يُقيم الحد على من لا يستحقه.
5- كفارة الذنب بالحد: إقامة الحد في الدنيا كفارة للذنب، كما قال النبي ﷺ: "من أصاب من ذلك شيئاً فليستتر بستر الله، ومن أذنب ذنباً فأقيم عليه حدّه فهو كفارته". فمن أُقيم عليه الحد في الدنيا ومات عليه، فهو كفارة لذنبه إن شاء الله.
6- الرحمة حتى في moment العقوبة: عتاب النبي ﷺ للصحابة كان رحمةً بماعز؛ لأنه لو صبر حتى مات under الرجم لكان ذلك أكمل لتوبته وأرجى لمغفرة الله له.


رابعاً. فوائد إضافية:


● الحدود تطهير للمجتمع: إقامة الحدود ليست انتقاماً، بل هي تطهير للمجتمع من الفواحش، وتطهير للعاصي من ذنبه.
● شجاعة الاعتراف: قصة ماعز تعلّمنا شجاعة الاعتراف بالخطأ وعدم التستر عليه،
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤١٩) عن محمد بن سليمان الأنباري، حدثنا وكيع، عن هشام بن سعد، قال: أخبرني يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه، قال: كان ماعز بن مالك يتيما في حجر أبي.
ورواه الإمام أحمد (٢١٨٩٠) عن وكيع، وزاده في آخره قال هشام: فحدثني يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه، أن رسول الله ﷺ قال لأبي حين رآه: «والله يا هزال؛ لو كنت سترته بثوبك كان خيرًا مما صنعت به».
وإسناده حسن من أجل يزيد بن نعيم بن هزال وأبيه نعيم فهما حسنا الحديث. وقد قيل: نعيم بن هزال له صحبة.
وأما هزال فهو ابن يزيد الأسلمي الصحابي الذي كان ماعزًا عنده ووقع على جارية له.
رواه الحاكم (٤/ ٣٦٣) من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن ابن الهزال، عن أبيه، أن رسول الله ﷺ قال: «يا هزال، لو سترته بثوبك كان خيرًا لك».
قال شعبة: قال يحيي: فذكرت هذا الحديث لمجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال فقال يزيد: هذا الحق حق وهو حديث جدي.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد. وقد تفرد بهذه الزيادة أبو داود عن شعبة».
قال الأعظمي: بل رواه أيضا هشام بن سعد هذه الزيادة كما مضى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 42 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أتاه النبي ﷺ فقال إني زنيت فأقم علي كتاب الله

  • 📜 حديث: أتاه النبي ﷺ فقال إني زنيت فأقم علي كتاب الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أتاه النبي ﷺ فقال إني زنيت فأقم علي كتاب الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أتاه النبي ﷺ فقال إني زنيت فأقم علي كتاب الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أتاه النبي ﷺ فقال إني زنيت فأقم علي كتاب الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب