رجم النبي رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأة

حديث: رجم النبي رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأة

عن جابر بن عبد الله يقول: رجم النبي ﷺ رجلًا من أسلم، ورجلا من اليهود وامرأته. وفي رواية: وامرأة.

صحيح: رواه مسلم في الحدود (١٧٠١) عن هارون بن عبد الله حدثنا الحجاج بن محمد، قال: قال ابن جريح، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن جابر بن عبد الله يقول: رجم النبي ﷺ رجلًا من أسلم، ورجلا من اليهود وامرأته. وفي رواية: وامرأة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث عظيم يتعلق بحد الزنا وعقوبته في الإسلام. وإليك الشرح الوافي له على النحو المطلوب:

أولاً. شرح المفردات:

● رَجَمَ: القتل بالحجارة، وهو عقوبة الزاني المحصن (المتزوج) البالغ العاقل.
● أَسْلَمَ: هي قبيلة من قبائل العرب المعروفة، وكانت تسكن حول المدينة المنورة.
● اليهود: هم أتباع دين موسى عليه السلام، وكانت لهم قبائل تسكن في المدينة وخيبر.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبر الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتنفيذ حد الرجم على ثلاثة أشخاص:
1- رجل من قبيلة أسلم (وهو مسلم): وهذا يدل على أن الحدود تُطبق على المسلمين دون محاباة.
2- رجل من اليهود وامرأته (أو امرأة في بعض الروايات): وهذا يدل على أن أهل الذمة (غير المسلمين الذين يعيشون في دولة الإسلام) يُطبق عليهم حدهم الذي في دينهم إذا وقع منهم ما يستوجب الحد، طالما أنهم قد رضوا بالعيش تحت حكم الإسلام والتزموا بموجبه.
والرواية التي ذكرت "وامرأة" محتملة أن تكون هي امرأة اليهودي، أو أن يكون قد تم رجم امرأة ثالثة من المسلمين، ولكن الأظهر من مجموع الروايات أنها امرأة اليهودي التي زنت معه.
الحكمة من ذكر القصة: بيان أن حد الرجم ثابت في الشرائع السابقة (شريعة اليهود) وهو باقٍ في شريعة الإسلام، وأن العدل والمساواة في تطبيق الحدود هو من أسس الحكم في الإسلام، فلا يُعفى منها أحد بسبب نسب أو دين (لأهل الذمة).

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- إثبات حد الرجم: الحديث من الأدلة الصحيحة الصريحة على ثبوت حد الرجم في الإسلام للزاني المحصن، وهو أمر مجمع عليه بين أهل العلم.
2- العدل ومساواة الخلق تحت القانون: تطبيق الحد على المسلم واليهودي سواء بسواء يدل على أن النظام الإسلامي قائم على العدل المطلق، فلا محاباة لأحد بسبب دينه أو جنسه أو منصبه.
3- احترام شرائع أهل الذمة: إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لحد الرجم على اليهوديين وفق ما في شريعتهم دليل على احترام الإسلام لشرائع الأديان الأخرى في أحوالهم الشخصية وما يعتقدون صحته، ما دام لا يتعارض مع النظم العامة للدولة.
4- عظم جريمة الزنا: بيان شدة وعظم جريمة الزنا في الإسلام، حيث أن عقوبتها تصل إلى الإعدام رحمة بالمجتمع وصيانة لأفراده وأنسابه من الاختلاط والضياع.
5- الحكمة من التشريع: في تطبيق هذه العقوبة الشديدة رحمة بالمجتمع، وزجراً لأهل المعاصي، وصيانة للأعراض، وحماية للأنساب من الاختلاط.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

● الرجم هو حد للزاني المحصن (البالغ العاقل الحر المتزوج)، أما غير المحصن (كالعازب أو الأمة) فحدّه الجلد مائة جلدة والتغريب عام.
- يشترط لتنفيذ حد الرجم ثبوت الزنا بإقرار المرء على نفسه أربع مرات، أو بشهادة أربعة شهود عدول يرون الفعل رأي العين بشروطه المعروفة، مما يدل على صعوبة إثباته والحكمة في ذلك.
- قصة الرجم على اليهود مذكورة في القرآن بتفصيل أكثر في سورة المائدة في قصة الذين جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهم، فقال لهم: (ائتوني بالتوراة)، فلما أتوه بها وقرأوا آية الرجم، أقرهم عليها وحكم بها بينهم.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العمل بما علمنا، وأن يحفظ مجتمعاتنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحدود (١٧٠١) عن هارون بن عبد الله حدثنا الحجاج بن محمد، قال: قال ابن جريح، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله فذكره.
وأما ما روي عن جابر قال: جاءت اليهود برجل وامرأة منهم زنيا فقال: «ائتوني بأعلم رجلين منكم» فأتوه بابني صوريا قال: فنشدهما كيف تجدان أمر هذين في التوراة؟ قالا: نجد في التوراة إذا شهد أربعة أنهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة رُجما. قال: «فما يمنعكما أن ترجموهما؟» قالا: ذهب سلطاننا فكرهنا القتل. فدعا رسول الله ﷺ بالشهود. فجاء أربعة فشهدوا أنهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة. فأمر رسول الله ﷺ برجمها. فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٤٤٥٢) عن يحيى بن موسى البلخي، حدثنا أبو أسامة، قال مجالد: أُخبرنا عن عامر الشعبي، عن جابر بن عبد الله فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل مجالد وهو ابن سعيد.
ورواه أيضا أبو داود (٣٦٢٦) من وجه آخر مرسلًا باختصار.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 23 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رجم النبي رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأة

📜 حديث: رجم النبي رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رجم النبي رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رجم النبي رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رجم النبي رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية