حديث: قصة ماعز بن مالك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في رجم الغامدية

عن بريدة قال: جاء ماعز بن مالك إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! طهرني فقال: «ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه» قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء فقال: يا رسول الله! طهرني، فقال رسول الله ﷺ: «ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه» قال: فرجع غير بعيد ثم جاء فقال: يا رسول الله! طهرني فقال النبي ﷺ مثل ذلك، حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله ﷺ: «فيم أطهرك؟» فقال: من الزنى. فسأل رسول الله ﷺ «أبه جنون؟» فأخبر أنه ليس بمجنون فقال: «أشرب خمرا؟» فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر، قال: فقال رسول الله ﷺ: «أزنيت؟» فقال: نعم فأمر به، فرجم، فكان الناس فيه فرقتين: قائل يقول: لقد هلك لقد أحاطت به خطيئته. وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز: أنه جاء إلى النبي ﷺ فوضع يده في يده. ثم قال اقتلني بالحجارة. قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة. ثم جاء رسول الله ﷺ «وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال: «استغفروا لماعز بن مالك«قال: فقالوا غفر الله لماعز بن مالك قال: فقال رسول الله: «لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم».
قال: ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد فقالت: يا رسولَ الله! طهّرني. فقال: «ويحك! ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه«فقالت: أراك تريد أن ترددني كما رددت ماعز بن مالك. قال: «وما ذاك؟ «قالت: إنها حبلى من الزنى. فقال: «آنت؟ «قالت: نعم، فقال لها: «حتى تضعي ما في بطنك«قال: فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت. قال: فأتى النبي ﷺ فقال: قد وضعت الغامدية. فقال: «إذًا لا نرجمها وندع ولدها صغيرًا ليس له من يرضعها فقام رجل من الأنصار فقال: إليّ رضاعه، يا نبي الله. قال: فرجمها.

صحيح: رواه مسلم في الحدود (٢٢: ١٦٩٥) عن محمد بن العلاء الهمداني، حدثنا يحيى بن يعلى (هو ابن الحارث المحاربي) عن غيلان وهو ابن جامع المحاربي عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، فذكره.

عن بريدة قال: جاء ماعز بن مالك إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! طهرني فقال: «ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه» قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء فقال: يا رسول الله! طهرني، فقال رسول الله ﷺ: «ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه» قال: فرجع غير بعيد ثم جاء فقال: يا رسول الله! طهرني فقال النبي ﷺ مثل ذلك، حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله ﷺ: «فيم أطهرك؟» فقال: من الزنى. فسأل رسول الله ﷺ «أبه جنون؟» فأخبر أنه ليس بمجنون فقال: «أشرب خمرا؟» فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر، قال: فقال رسول الله ﷺ: «أزنيت؟» فقال: نعم فأمر به، فرجم، فكان الناس فيه فرقتين: قائل يقول: لقد هلك لقد أحاطت به خطيئته. وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز: أنه جاء إلى النبي ﷺ فوضع يده في يده. ثم قال اقتلني بالحجارة. قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة. ثم جاء رسول الله ﷺ «وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال: «استغفروا لماعز بن مالك«قال: فقالوا غفر الله لماعز بن مالك قال: فقال رسول الله: «لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم».
قال: ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد فقالت: يا رسولَ الله! طهّرني. فقال: «ويحك! ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه«فقالت: أراك تريد أن ترددني كما رددت ماعز بن مالك. قال: «وما ذاك؟ «قالت: إنها حبلى من الزنى. فقال: «آنت؟ «قالت: نعم، فقال لها: «حتى تضعي ما في بطنك«قال: فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت. قال: فأتى النبي ﷺ فقال: قد وضعت الغامدية. فقال: «إذًا لا نرجمها وندع ولدها صغيرًا ليس له من يرضعها فقام رجل من الأنصار فقال: إليّ رضاعه، يا نبي الله. قال: فرجمها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من صحيح مسلم وغيره، يحمل دروسًا عميقة في التوبة والعدل والرحمة. سأشرحه لكم جزءًا جزءًا مع بيان الدروس المستفادة.

أولاً. شرح المفردات:


● طهرني: أي طهرني من الذنب بالحد الشرعي.
● ويحك: كلمة تفيد التحسر والشفقة، كأن يقول: يا للأسف لحالك.
● استنكهه: شم رائحة فمه ليعرف إن كان شاربًا للخمر.
● فرقتين: طائفتين، جماعتين.
● غامد: قبيلة من قبائل العرب.
● كفلها: تكفل بها ورعاها.

ثانيًا. شرح الحديث:


قصة ماعز بن مالك:
1- إصرار على الاعتراف: جاء ماعز إلى النبي ﷺ يطلب تطهيره من ذنبه، ولكن النبي ﷺ لم يبادر إلى تطبيق الحد مباشرة، بل أمره بالاستغفار والتوبة أربع مرات. هذا يدل على حرص النبي ﷺ على أن يتوب العبد بينه وبين الله دون أن يفضح نفسه، لعل الله أن يتوب عليه.
2- التأكد من شروط الحد: عندما أصر ماعز على الاعتراف، سأله النبي ﷺ: "أبه جنون؟" و"أشرب خمرًا؟" وذلك لأن الحد يسقط عن المجنون، والسكران قد لا يعي ما يقول. وهذا من عدل الإسلام وتثبيته في إقامة الحدود.
3- إقامة الحد: بعد أن تحققت الشروط، أمر النبي ﷺ برجم ماعز تطهيرًا له من ذنبه.
4- الاختلاف في رأي الناس: انقسم الناس إلى فريقين: فريق رأى أن اعترافه بهذه الصورة قد أهلكه، وفريق آخر رأى أن توبته عظيمة بإصراره على التطهير.
5- بيان فضل توبته: بعد أيام، جاء النبي ﷺ وأمر الصحابة أن يستغفروا لماعز، وأخبرهم أن توبته عظيمة لو قسمت على أمة لوسعتهم. وهذا يؤكد أن التوبة النصوح مقبولة عند الله، وأن المنيب لا يخيب.
قصة المرأة الغامدية:
1- تشبهها بماعز: جاءت المرأة إلى النبي ﷺ تطلب التطهير، وخشيت أن يرددها كما رد ماعزًا، مما يدل على أن قصة ماعز كانت معروفة among الناس.
2- الانتظار حتى تضع حملها: أمرها النبي ﷺ أن ترجع حتى تضع حملها، حرصًا على حق الجنين في الرضاعة والحياة.
3- تكفل الأنصاري: قام رجل من الأنصار بالتكفل بالطفل ورضاعته، مما يظهر روح التكافل في المجتمع الإسلامي.
4- إقامة الحد: بعد أن وضعت الحمل وتكفل أحد المسلمين برضاعة الطفل، أقيم عليها الحد رحمة بها وتطهيرًا لذنبها.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- قبول التوبة: الله يقبل توبة العبد مهما عظم ذنبه، ما دامت خالصة وصادقة.
2- الحكمة في الدعوة: حرص النبي ﷺ على إرجاع ماعز والمرأة للتوبة بينهم وبين الله يدل على الحكمة في التعامل مع المذنبين.
3- العدل في إقامة الحدود: التأكد من شروط إقامة الحدود وعدم التسرع فيها.
4- الرحمة بالإنسان: حتى في أقسى العقوبات، نجد رحمة الإسلام، كالانتظار بالمرأة حتى تضع حملها.
5- التكافل الاجتماعي: قيام الرجل من الأنصار برضاعة الطفل يدل على كيف يكون المجتمع المسلم.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي استدل بها العلماء على أن الحد يسقط بالتوبة في حق الله، لكن إذا وصل الأمر إلى الإمام وطالب بالحد، فإنه يقام لتطهير المذنب.
- توبة ماعز من أعظم التوبات، وهي مثال يُضرب للعاصي الذي يريد الرجوع إلى الله.
- في القصة عبرة في أن الاعتراف بالذنب أمام الحاكم يجب أن يكون بعد التفكير والتأكد، لأن الحدود تُدرأ بالشبهات.
أسأل الله أن يتوب علينا جميعًا، وأن يغفر ذنوبنا، وأن يجعلنا من التوابين المتطهرين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحدود (٢٢: ١٦٩٥) عن محمد بن العلاء الهمداني، حدثنا يحيى بن يعلى (هو ابن الحارث المحاربي) عن غيلان وهو ابن جامع المحاربي عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، فذكره.
الظاهر من الحديثين بينهما خلاف في قضية رضاعة الطفل ففي الحديث ردَّها النبي ﷺ حتى يفطم الطفل، وفي الثاني تكفّل رضاعة الطفل رجل من الأنصار، والأول قاض على الثاني بأن المراد بالرضاعة الرعاية الكاملة إلا أن الراوي لم يوفق في التعبير.
وفي الحديث دليل للإمام أحمد: أن المرأة تترك حتى تضع ما في بطنها، ثم تترك حولين حتى تفطمه، وبه قال إسحاق. وذهب أبو حنيفة ومالك والشافعي إلى أن الحامل إذا وضعت رُجمت.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 46 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قصة ماعز بن مالك

  • 📜 حديث: قصة ماعز بن مالك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قصة ماعز بن مالك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قصة ماعز بن مالك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قصة ماعز بن مالك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب