حديث: رجم رسول الله ماعزًا والغامدية بعد إقرارهما بالزنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في رجم الغامدية

عن بريدة بن الحصيب أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله! إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهرني. فرده. فلما كان من الغد أتاه فقال: يا رسول الله! إني قد زنيت. فرده الثانية. فأرسل رسول الله ﷺ إلى قومه فقال: «أتعلمون بعقله بأسًا تنكرون منه شيئًا؟» فقالوا: ما نعلمه إلا وفي العقل من صالحينا فيما نرى. فأتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضا فسأل عنه فأخبروه: أنه لا بأس به ولا بعقله. فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم.
قال: فجاءت الغامدية فقالت: يا رسول الله! إني قد زنيت فطهرني. وإنه ردها، فلما كان الغد قالت: يا رسول الله! لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزًا. فوالله! إني لحبلى. قال: «إما لا، فاذهبي حتى تلدي» فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة. قالت: هذا قد ولدته. قال: «اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه» فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز. فقالت: هذا، يا نبي الله! قد فطمته، وقد أكل الطعام،
فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين. ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر، فرمى رأسها، فتنضّح الدم على وجه خالد، فسبها، فسمع نبي الله ﷺ إياها، فقال: «مهلا! يا خالد! فوالذي نفسي بيده! لقد تابت توبة، لو تابها صاحب مكس لغفر له» ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت.

صحيح: رواه مسلم في الحدود (٢٣: ١٦٩٥) من طريق عبد الله بن نمير، حدثنا من طريق عبد الله بن نمير، حدثنا بشير بن المهاجر، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه، فذكره.

عن بريدة بن الحصيب أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله! إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهرني. فرده. فلما كان من الغد أتاه فقال: يا رسول الله! إني قد زنيت. فرده الثانية. فأرسل رسول الله ﷺ إلى قومه فقال: «أتعلمون بعقله بأسًا تنكرون منه شيئًا؟» فقالوا: ما نعلمه إلا وفي العقل من صالحينا فيما نرى. فأتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضا فسأل عنه فأخبروه: أنه لا بأس به ولا بعقله. فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم.
قال: فجاءت الغامدية فقالت: يا رسول الله! إني قد زنيت فطهرني. وإنه ردها، فلما كان الغد قالت: يا رسول الله! لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزًا. فوالله! إني لحبلى. قال: «إما لا، فاذهبي حتى تلدي» فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة. قالت: هذا قد ولدته. قال: «اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه» فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز. فقالت: هذا، يا نبي الله! قد فطمته، وقد أكل الطعام،
فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين. ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر، فرمى رأسها، فتنضّح الدم على وجه خالد، فسبها، فسمع نبي الله ﷺ إياها، فقال: «مهلا! يا خالد! فوالذي نفسي بيده! لقد تابت توبة، لو تابها صاحب مكس لغفر له» ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن حديث ماعز بن مالك الأسلمي والغامدية من الأحاديث العظيمة التي تحمل دروسًا عميقة في التوبة والعدل والرحمة، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا مع بيان الدروس المستفادة.

الحديث باختصار:


يذكر الحديث قصة رجلين أتيا النبي ﷺ معترفين بذنب الزنا طالبين التطهير، وهما:
1- ماعز بن مالك الأسلمي (رجل)
2- الغامدية (امرأة)


١. شرح المفردات:


● طهرني: أي طهرني من الذنب بالحد الشرعي.
● ردّه: أي لم يقبل اعترافه مباشرة وأرجأه.
● بعقله بأسًا: أي هل به جنون أو خلل في العقل.
● حفر له حفرة: لحماية جسده من تشتت الحجارة.
● فرجم: الرجم بالحجارة حتى الموت، وهو حد الزاني المحصن.
● تنضّح الدم: قذف الدم وانتشاره.
● صاحب مكس: أي جابي الضرائب الظالم (كناية عن عظيم الذنب).
● توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له: توبة عظيمة مقبولة.


٢. شرح الحديث:



# أ. قصة ماعز بن مالك:


- جاء ماعز إلى النبي ﷺ معترفًا بذنب الزنا طالبًا تطهيره بالحد.
- رده النبي ﷺ مرتين؛ تحققًا من صدقه وسلامة عقله، خشية أن يكون غير مدرك أو مُكره.
- أرسل النبي ﷺ إلى قومه يسأل عن حاله وعقله، فأخبروه أنه عاقل وصالح.
- عندما أتى الرابعة، تأكد النبي ﷺ من صدقه وإصراره، فأقام عليه الحد بالرجم بعد أن حفر له حفرة.

# ب. قصة الغامدية:


- جاءت امرأة (من غامد) معترفة بالزنا حاملةً (حُبلى).
- رفض النبي ﷺ تطهيرها في أول مرة.
- عندما أتت مرة أخرى، أخبرته أنها حامل، فأمرها أن تذهب حتى تلد.
- بعد الولادة، أمرها أن ترضع الطفل حتى تفطمه.
- عندما فطمته وأتت به يحمل الطعام، أمر النبي ﷺ بأن يُدفع الصبي إلى رجل مسلم (كي يُربى تربية صالحة).
- ثم أُقيم عليها الحد بالرجم.
● خالد بن الوليد رضى الله عنه رمى رأسها فتنضح الدم على وجهه، فسبها.
- فنهاه النبي ﷺ قائلاً: "مهلاً يا خالد! فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له".
- ثم صلى عليها ودفنها.


٣. الدروس المستفادة:


١- عظمة التوبة النصوح: التوبة الصادقة تمحو الذنوب وترفع صاحبها عند الله، ولو كانت ذنوبه عظيمة.
٢- التثبت في إقامة الحدود: النبي ﷺ لم يبادر بإقامة الحد على ماعز حتى تأكد من صدقه وسلامة عقله.
٣- الرحمة حتى في إقامة الحد: مثل:
- حفر الحفرة لئلا يتشوه جسد المحكوم عليه.
- تأخير حد الغامدية حتى تلد وترضع؛ مراعاة للطفل.
٤- إكرام الميت التائب: صلى النبي ﷺ على الغامدية بعد رجمها تكريمًا لتوبتها.
٥- النهي عن سب الآثم التائب: كما نبه النبي ﷺ خالدًا عندما سبها.
٦- العدل بين الرجل والمرأة في إقامة الحد: فكلاهما رُجما بالطريقة ذاتها.
٧- الحكمة في التعامل مع الاعترافات: بتأخير القبول حتى يتأكد من صدق المعترف.


٤. معلومات إضافية:


- الحديث رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالحدود.
● حد الرجم خاص بـالمحصن (من تزوج ودخل بزوجته)، أما غير المحصن فجلده 100 جلدة.
- التوبة النصوح تُسقط الحد في بعض الذنوب إذا كانت قبل القبض، لكن إذا أُقيم الحد فهو كفارة للذنب.
- قصة ماعز والغامدية من أعظم الأدلة على رحمة الإسلام وعدله.

أسأل الله أن يتوب علينا ويغفر ذنوبنا، وأن يجعلنا من التوابين المتطهرين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحدود (٢٣: ١٦٩٥) من طريق عبد الله بن نمير، حدثنا من طريق عبد الله بن نمير، حدثنا بشير بن المهاجر، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه، فذكره.
وقوله: «صاحب مكس» أن المكس من أقبح المعاصي والذنوب، وذلك لكثرة مطالبات الناس له وظلاماتهم عنده.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 45 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رجم رسول الله ماعزًا والغامدية بعد إقرارهما بالزنا

  • 📜 حديث: رجم رسول الله ماعزًا والغامدية بعد إقرارهما بالزنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رجم رسول الله ماعزًا والغامدية بعد إقرارهما بالزنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رجم رسول الله ماعزًا والغامدية بعد إقرارهما بالزنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رجم رسول الله ماعزًا والغامدية بعد إقرارهما بالزنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب