حديث: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ثبوت رجم المحصن في التوراة

عن البراء بن عازب، قال: مرّ على النبي ﷺ بيهودي مُحممًا مجلودًا. فدعاهم ﷺ فقال: «هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟» قالوا: نعم. فدعا رجلا من علمائهم، فقال: «أنشدُك بالله الذي أنزل التوراة على موسى! أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟» قالوا: لا. ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك. نجده الرجم. ولكنه كثر في أشرافنا. فكنا، إذا أخذنا الشريف تركناه. وإذا أخذنا الضعيف، أقمنا عليه الحد، قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع. فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم. فقال رسول الله ﷺ: «اللهم! إني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه» فأمر به فرجم. فأنزل الله عز وجل: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ﴾ [المائدة: ٤١] إلى قوله: ﴿إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ﴾ [المائدة: ٤١] يقول: ائتوا
محمدًا ﷺ فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه. وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا. فأنزل الله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤] ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧] في الكفار كلها.

صحيح: رواه مسلم في الحدود (١٧٠٠) من طريق أبي معاوية (هو الضرير) عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن البراء بن عازب، فذكره.

عن البراء بن عازب، قال: مرّ على النبي ﷺ بيهودي مُحممًا مجلودًا. فدعاهم ﷺ فقال: «هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟» قالوا: نعم. فدعا رجلا من علمائهم، فقال: «أنشدُك بالله الذي أنزل التوراة على موسى! أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟» قالوا: لا. ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك. نجده الرجم. ولكنه كثر في أشرافنا. فكنا، إذا أخذنا الشريف تركناه. وإذا أخذنا الضعيف، أقمنا عليه الحد، قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع. فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم. فقال رسول الله ﷺ: «اللهم! إني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه» فأمر به فرجم. فأنزل الله ﷿: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ﴾ [المائدة: ٤١] إلى قوله: ﴿إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ﴾ [المائدة: ٤١] يقول: ائتوا
محمدًا ﷺ فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه. وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا. فأنزل الله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤] ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧] في الكفار كلها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من الأحاديث التي تبين عدل الإسلام وشموليته، وتكشف تحريف أهل الكتاب لشرائعهم، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● مُحممًا: أي مُسوّد الوجه من الحُمّة وهي السواد، وقيل: مُلطخ الوجه بالقار أو شيء أسود كالفحم.
● مجلودًا: مضروبًا بالجَلد.
● أنشدُك: استحلفك وأطلب منك بجدية.
● التحميم: التلويث بالسواد أو القار على الوجه.
● الرجم: قتل الزاني المحصن بالحجارة.

2. شرح الحديث:


يروي الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على يهودي قد عُوقب بتلويث وجهه بالسواد وجلده، فاستفهم النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود: هل هذا هو حد الزاني في التوراة؟ فأجابوا بنعم. لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتنع، فاستحلف عالمهم بالله الذي أنزل التوراة على موسى، فاعترف العالم أن حد الزاني المحصن في التوراة هو الرجم، لكنهم حرفوه واستبدلوه بالتحميم والجلد لأسباب طبقية، حيث كانوا يتركون الأشراف ويعاقبون الضعفاء! فأمر النبي صلى الله عليه وسلم برجم اليهودي تطبيقًا لشرع الله الحق، ودعا الله بأنه أول من يُحيي هذا الحكم بعد أن أماتوه.

3. الدروس المستفادة منه:


● عدل الإسلام ومساواته بين الناس: فالإسلام يسوي بين الشريف والوضيع في الحقوق والواجبات، بخلاف المنظومات الأخرى.
● تحريف أهل الكتاب لشرائعهم: وهذا دليل على أن اليهود حرفوا كتبهم وشرائعهم.
● وجوب الحكم بما أنزل الله: والرد على من يحرفون الشرائع أو يبدلونها.
● الحكمة من النسخ في الشرائع: حيث نسخ الله الرجم في آخر الأمر بالجلد لغير المحصن، والرجم للمحصن، تيسيرًا على الأمة.
● فضل النبي صلى الله عليه وسلم: في إحياء سنة الله بعد إماتتها.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالحدود.
- الآيات التي نزلت في شأن هذا الحديث (من سورة المائدة) تذم الذين يحرفون الشرائع، وتؤكد على وجوب الحكم بما أنزل الله.
- حد الزاني في الإسلام: للمحصن (المتزوج) الرجم، ولغير المحصن الجلد مائة جلدة والتغريب عام.
- هذا الحديث يرد على من يشكك في حد الرجم، ويبين أنه حكم إلهي في الشرائع السابقة والإسلام.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحدود (١٧٠٠) من طريق أبي معاوية (هو الضرير) عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن البراء بن عازب، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 22 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم

  • 📜 حديث: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب