حديث: رجم النبي ﷺ ماعز بن مالك بعد إقراره بالزنا أربع مرات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في رجم ماعز بن مالك

عن جابر بن سمرة قال: رأيت ماعز بن مالك حين جيء به إلى النبي ﷺ رجل قصير أعضل ليس عليه رداء، فشهد على نفسه أربع مرات أنه زنى، فقال رسول الله ﷺ: «فلعلك؟ «قال: لا، والله إنه قد زنى الأخر. قال: فرجمه. ثم خطب، فقال: ألا كلما نفرنا غازين في سبيل الله، خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس، يمنح أحدهم الكُثْبة، أما والله إن يمكنّي من أحدهم لأنكّلنّه عنه».

صحيح: رواه مسلم في الحدود (١٦٩٢) عن أُبي كامل فُضيل بن حسين الجحدري، حدثنا أبو عوانة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، فذكره.

عن جابر بن سمرة قال: رأيت ماعز بن مالك حين جيء به إلى النبي ﷺ رجل قصير أعضل ليس عليه رداء، فشهد على نفسه أربع مرات أنه زنى، فقال رسول الله ﷺ: «فلعلك؟ «قال: لا، والله إنه قد زنى الأخر. قال: فرجمه. ثم خطب، فقال: ألا كلما نفرنا غازين في سبيل الله، خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس، يمنح أحدهم الكُثْبة، أما والله إن يمكنّي من أحدهم لأنكّلنّه عنه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه جابر بن سمرة رضي الله عنه:

الحديث:


عن جابر بن سمرة قال: رأيت ماعز بن مالك حين جيء به إلى النبي ﷺ رجل قصير أعضل ليس عليه رداء، فشهد على نفسه أربع مرات أنه زنى، فقال رسول الله ﷺ: «فلعلك؟» قال: لا، والله إنه قد زنى الأخر. قال: فرجمه. ثم خطب، فقال: ألا كلما نفرنا غازين في سبيل الله، خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس، يمنح أحدهم الكُثْبة، أما والله إن يمكنّي من أحدهم لأنكّلنّه عنه.


1. شرح المفردات:


● أعضل: أي شديد العضل، والعضل هو العضد، ووصفه بذلك يعني أنه قوي البنية، عضلي.
● ليس عليه رداء: أي ليس عليه ثوب يغطي أعلى جسمه، مما يدل على فقره أو حالته المتواضعة.
● زنى: ارتكب الفاحشة (الجماع المحرم).
● فلعلك؟: أي لعل الأمر ليس كما تقول، أو لعلك لم تزنِ حقًا؟ (استفهام للتثبيت والتأكد من صحة اعترافه).
● رجمه: أي قتله بالرجم (بالحجارة) لحد الزنا.
● نفرنا: خرجنا وذهبنا.
● غازين: مقاتلين في سبيل الله.
● خلف أحدهم: أي يتخلف أحدهم عن الغزو.
● نبيب: صوت أو صياح.
● كنبيب التيس: مثل صوت التيس (ذكر المعز) عندما يريد الإناث، وهو صوت شهواني.
● يمنح أحدهم الكثبة: أي يعطي المرأة الجماع، والكثبة هنا كناية عن الجماع.
● لأنكلنّه: لأعاقبنّه عقوبة شديدة.


2. شرح الحديث:


يحكي جابر بن سمرة رضي الله عنه قصة ماعز بن مالك الذي أتى إلى النبي ﷺ معترفًا بذنبه (الزنا)، وكان رجلاً قوي البنية، قصير القامة، وليس عليه رداء يدل على فقره أو تواضع حاله.
أقرّ ماعز على نفسه بالزنا أربع مرات متتالية، وفي كل مرة كان النبي ﷺ يتأكد منه ويسأله: «فلعلك؟» أي لعلك لم تزنِ حقًا، أو لعلك مجرد واهم؟ وذلك لشدة حرص النبي ﷺ على عدم تطبيق الحد إلا بعد التثبت التام، وليتاح له فرصة التراجع إن كان كاذبًا أو مخطئًا.
لكن ماعز أكد في المرة الرابعة قائلاً: "لا، والله إنه قد زنى الأخر"، أي أنه زنى حقًا وهو يعلم ذلك.
فحكم النبي ﷺ برجمه تطبيقًا لحد الزنا، لأنه محصن (بالغ عاقل حر قد تزوج)، والحدّ الرجم.
بعد ذلك خطب النبي ﷺ في الناس، وحذّر من التخلف عن الجهاد في سبيل الله بغير عذر، وذكر أن بعض الرجال يتخلفون ليبقوا مع النساء ويشبعوا شهواتهم، حتى أن أحدهم يصدر أصواتًا مثل صوت التيس الشهواني عندما يطلب الأنثى، ويقوم بجماع زوجته.
وتوعّد النبي ﷺ بأنه إذا تمكن من أحد هؤلاء المتخلفين بغير عذر، فإنه سيعاقبه عقوبة شديدة.


3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب التثبت في إقامة الحدود: حرص النبي ﷺ على التأكد من اعتراف ماعز أربع مرات، لئلا يُقيم الحدّ على شخص بريء.
● عظمة حد الزنا وخطورته: الزنا من الكبائر، وإقامة الحدّ عليه تطهير للمجتمع وردع للفساد.
● فضل الاعتراف والتوبة: ماعز جاء تائبًا طالبًا للتطهير، وقد قبل الله توبته كما في روايات أخرى.
● ذم التخلف عن الجهاد بغير عذر: الجهاد ذروة سنام الإسلام، والتخلف عنه لشهوة أو كسل من الأمور المذمومة.
● الحث على الغزو والجهاد: النبي ﷺ يعلّق أهمية كبيرة على الجهاد، ويذم المتخلفين عنه.
● الوعيد الشديد لمن يتخلف عن الجهاد لشهوة: تهديد النبي ﷺ بالعقوبة الشديدة يدل على عظم هذه المعصية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
- قصة ماعز بن مالك من القصص المشهورة في كتب الحديث والفقه، وهي تدل على أن الحدّ يُقام بالاعتراف أو البينة.
- في روايات أخرى: أن ماعزًا بعد الرجم قال الناس: "هلك ماعز"، فرد النبي ﷺ: "بل تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم".
- الجهاد فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين، لكن التخلف عنه بدون عذر شرعي من الذنوب العظيمة.
- الحديث يحذر من الانشغال بالشهوات والنساء عن طاعة الله ورسوله، خاصة في أمور كالجهاد التي فيها عز الإسلام والمسلمين.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بشرعه، ويجعلنا من الذابين عن سنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحدود (١٦٩٢) عن أُبي كامل فُضيل بن حسين الجحدري، حدثنا أبو عوانة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، فذكره.
وقوله: «عضل» أي مشتد الخلق.
ورواه شعبة، عن سماك بن حرب وفيه: أُتي رسول الله ﷺ برجل قصير، أشعث، ذي عضلات، عليه إزار، وقد زنى فرده مرتين، ثم أمر به فرجم، فقال رسول الله ﷺ مثله كما سبق. رواه مسلم من طرق عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة.
قال: فحدثتُه سعيد بن جبير فقال: إنه رده أربع مرات.
وقوله: «أشعث» الأشعث متغير الرأس، ومتلبد الشعر لقلة تعهده بالدهن.
وقوله: «ذي عضلات» أي العضلة كل لحمة صلبة.
وفي رواية أبي داود (٤٤٢٢): «ألا كلما نفرنا في سبيل الله عز وجل، خلف أحدهم له نبيب
كنبيب التيس يمنح إحداهن الكُثبة، أما إن الله عز وجل إن يمكنني من أحد منهم إلا نكلته عنهن».
قال شعبة: سألت سماكاعن الكُثبة فقال: اللبن القليل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 36 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رجم النبي ﷺ ماعز بن مالك بعد إقراره بالزنا أربع مرات

  • 📜 حديث: رجم النبي ﷺ ماعز بن مالك بعد إقراره بالزنا أربع مرات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رجم النبي ﷺ ماعز بن مالك بعد إقراره بالزنا أربع مرات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رجم النبي ﷺ ماعز بن مالك بعد إقراره بالزنا أربع مرات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رجم النبي ﷺ ماعز بن مالك بعد إقراره بالزنا أربع مرات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب