لما أتى ماعز بن مالك النبي قال له لعلك قبلت أو غمزت أو

حديث: لما أتى ماعز بن مالك النبي قال له لعلك قبلت أو غمزت أو

عن ابن عباس قال لما أتى ماعز بن مالك النبي ﷺ قال له: «لعلك قَبَّلْتَ أو غمزت أو نظرت؟» قال: لا يا رسول الله. قال: «أنكتها» لا يكني. قال: فعند ذلك أمر برجمه.

صحيح: رواه البخاري في الحدود (٦٨٢٤) عن عبد الله بن محمد الجعفي، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعت يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وغيرهما، وفيه قصة ماعز بن مالك الأسلمي رضي الله عنه عندما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم معترفًا بذنب الزنا. وسأقوم بشرحه وفق الطريقة المطلوبة:

1. شرح المفردات:

● ماعز بن مالك: هو صحابي من قبيلة أسلم، واشتهر بقصة اعترافه بالزنا وتوبته.
● قَبَّلْتَ: أي قبلتها بشهوة.
● غمزت: المس بشهوة أو لمسها بطريقة غير لائقة.
● نظرت: النظر بشهوة إلى ما لا يحل النظر إليه.
● أنكتها: كناية عن الجماع، والنكاح هو الوطء، وقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم أن يصرح باللفظ دون تكنٍ.

2. شرح الحديث:

جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم معترفًا بأنه قد زنى، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم تأكيدًا وتمحيصًا لاعترافه: "لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت؟" يعني: ربما فعلت شيئًا دون الجماع الكامل. فأجاب ماعز: "لا يا رسول الله"، أي أنه قد أتى الجماع الكامل. ثم سأله النبي صلى الله عليه وسلم بشكل صريح دون تكني: "أنكتها؟" (أي جامعتها؟) فأجاب بالإيجاب. عندئذٍ أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمه تطبيقًا لحد الزنا على المحصن (وهو من كان حرًا بالغًا عاقلًا قد تزوج ودخل بزوجته).

3. الدروس المستفادة منه:

● عظمة الشريعة الإسلامية في حفظ الأعراض: فحد الزنا رادع للمجتمع وحماية لأفراده من الفواحش.
● التثبت في إقامة الحدود: حيث استفسر النبي صلى الله عليه وسلم من ماعز أكثر من مرة ليتأكد من صحة الاعتراف وطبيعة الذنب.
● فضل التوبة والاعتراف: فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم اعتراف ماعز وتوبته، وكان رجمه كفارة له، وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه في الجنة.
● الصراحة في الأمور الشرعية: حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم التكني في مثل هذه الأمور لئلا يلتبس الأمر، فالمعاصي يجب أن تسمى بأسمائها الواضحة.
● الرحمة بالناس حتى عند إقامة الحد: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على أن لا يعترف ماعز إلا إذا كان متأكدًا، لعل الله أن يتوب عليه أو يدرأ عنه الحد.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على أن حد الزنا للمحصن هو الرجم حتى الموت، وهو إجماع أهل السنة.
- قصة ماعز تدل على أن الاعتراف بالذنب والتوبة منه مما يكفر السيئات، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعد رجم ماعز: "لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم".
- ينبغي أن لا يفهم من الحديث التشجيع على الاعتراف بالذنوب أمام الناس، بل التوبة بين العبد وربه أولى، إلا في الحدود التي يجب إقامتها على من ارتكبها.
نسأل الله أن يوفقنا لطاعته، ويبعدنا عن معاصيه، وأن يتوب علينا ويغفر لنا ذنوبنا، إنه هو الغفور الرحيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحدود (٦٨٢٤) عن عبد الله بن محمد الجعفي، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعت يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
ورواه أبو داود (٤٤٢٧) من طرق عن جرير بن حازم وفيه: «أفنكحتها؟» قال: نعم. قال: فعند ذلك أمر برجمه.
وفي رواية عنده: سأل النبي ﷺ قومه: «أمجنون هو؟» قالوا: ليس به بأس. قال: «أفعلت بها؟» قال: نعم. فأمر به أن يرجم. فانطلق به فرجم، ولم يصل عليه. (٤٤٢١).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 38 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لما أتى ماعز بن مالك النبي قال له لعلك قبلت أو غمزت أو

📜 حديث: لما أتى ماعز بن مالك النبي قال له لعلك قبلت أو غمزت أو

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لما أتى ماعز بن مالك النبي قال له لعلك قبلت أو غمزت أو

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لما أتى ماعز بن مالك النبي قال له لعلك قبلت أو غمزت أو

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لما أتى ماعز بن مالك النبي قال له لعلك قبلت أو غمزت أو

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية