حديث: فهلا تركتموه لماعز بن مالك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في رجم ماعز بن مالك

عن أبي الهيثم بن نصر بن دهر الأسلمي عن أبيه قال: كنت فيمن رجمه فلما
وجد مس الحجارة جزع جزعًا شديدًا فذكرنا ذلك لرسول الله ﷺ قال: «فهلا تركتموه؟».
قال محمد: فذكرت ذلك من حديثه حين سمعته: «ألا تركتموه» لعاصم بن عمر بن قتادة فقال لي حدثني حسن بن محمد بن علي بن أبي طالب قال: حدثني ذلك من قول رسول الله ﷺ: «ألا تركتموه لماعز بن مالك» من ثبت من رجال أسلم قبلًا، ولم أعرف وجه حديث فجئت جابر بن عبد الله فقلت: إن رجال أسلم يحدثوني: أن رسول الله ﷺ قال لهم حين ذكروا جزع ماعز من الحجارة حين أصابته: «فهلا تركتموه؟» وما أتهم القوم وما أعرف الحديث قال: يا ابن أخي، أنا أعلم الناس بهذا الحديث، كنت فيمن رجم الرجل، إنا لما خرجنا به فرجمناه فوجد مس الحجارة، صرخ بنا يا قوم، ردوني إلى رسول الله ﷺ فإن قومي قتلوني وغروني من نفسي وأخبروني أن رسول الله ﷺ غير قاتل، فلم ننزع عنه حتى قتلناه. فلما ذهبنا إلى رسول الله ﷺ قال: «فهلا تركتم الرجل، وجئتموني به، فيتثبت رسول الله ﷺ منه. فأما ترك حد فلا».

حسن: رواه أبو داود (٤٤٢٠) والنسائي في الكبرى (٧٢٩٧) واللفظ له، والطحاوي في مشكله (٤٣٤) كلهم من حديث يزيد بن زريع، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم، عن أبي الهيثم فذكره.

عن أبي الهيثم بن نصر بن دهر الأسلمي عن أبيه قال: كنت فيمن رجمه فلما
وجد مس الحجارة جزع جزعًا شديدًا فذكرنا ذلك لرسول الله ﷺ قال: «فهلا تركتموه؟».
قال محمد: فذكرت ذلك من حديثه حين سمعته: «ألا تركتموه» لعاصم بن عمر بن قتادة فقال لي حدثني حسن بن محمد بن علي بن أبي طالب قال: حدثني ذلك من قول رسول الله ﷺ: «ألا تركتموه لماعز بن مالك» من ثبت من رجال أسلم قبلًا، ولم أعرف وجه حديث فجئت جابر بن عبد الله فقلت: إن رجال أسلم يحدثوني: أن رسول الله ﷺ قال لهم حين ذكروا جزع ماعز من الحجارة حين أصابته: «فهلا تركتموه؟» وما أتهم القوم وما أعرف الحديث قال: يا ابن أخي، أنا أعلم الناس بهذا الحديث، كنت فيمن رجم الرجل، إنا لما خرجنا به فرجمناه فوجد مس الحجارة، صرخ بنا يا قوم، ردوني إلى رسول الله ﷺ فإن قومي قتلوني وغروني من نفسي وأخبروني أن رسول الله ﷺ غير قاتل، فلم ننزع عنه حتى قتلناه. فلما ذهبنا إلى رسول الله ﷺ قال: «فهلا تركتم الرجل، وجئتموني به، فيتثبت رسول الله ﷺ منه. فأما ترك حد فلا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو يتعلق بقصة رجم ماعز بن مالك الأسلمي رضي الله عنه الذي أقر بالزنا أمام النبي صلى الله عليه وسلم، ونفذ فيه حد الرجم.

شرح المفردات:


● رجمه: أي قتله بالحجارة تنفيذًا لحد الزنا.
● وجد مس الحجارة: شعر بألم الحجارة عندما أصابته.
● جزع جزعًا شديدًا: اشتكى وتألم ألمًا شديدًا.
● فهلا تركتموه؟: هلا أمهلتموه وأتيتموني به.
● غروني: خدعوني.
● غير قاتل: لا ينفذ القتل.
● لم ننزع: لم نكف عن رجمه.
● يتثبت: يتأكد ويستوثق من أمره.

شرح الحديث:


1- قصة ماعز بن مالك:
- جاء ماعز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقر بالزنا أربع مرات، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمه تطهيرًا له من ذنبه.
- أثناء الرجم، شعر ماعز بألم الحجارة فجزع وطلب العودة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مدعيًا أن قومه خدعوه بأن النبي لن يقتله.
- استمر الصحابة في الرجم حتى مات، ثم ذكروا جزعه للنبي صلى الله عليه وسلم.
2- قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فهلا تركتموه؟":
- هذا القول ليس ندمًا على إقامة الحد، بل توجيه للصحابة بأنه كان ينبغي إحضاره إليه ليستوثق من ندمه أو تغير حاله.
- النبي صلى الله عليه وسلم أكد أن الحد لا يترك، لكن كان يمكن التريث وإحضاره للتحقق من صحة إقراره أو وجود ندم قد يقتضي العفو.
3- تأكيد جابر بن عبد الله للقصة:
- جابر رضي الله عنه كان حاضرًا للرجم، وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فهلا تركتم الرجل وجئتموني به، فيتثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه. فأما ترك حد فلا".
- هذا بيان أن الحد واجب التنفيذ، لكن كان ينبغي التثبت وإحضاره للنبي للتأكد من استمرار إقراره.

الدروس المستفادة:


1- وجوب إقامة الحدود: الحدود شرعها الله تعالى لتطهير المجتمعات والأفراد، ولا يجوز تعطيلها.
2- التثبت في إقامة الحدود: ينبغي التريث والتأكد من شروط الإقرار وثبوتها قبل التنفيذ.
3- رحمة النبي صلى الله عليه وسلم: حتى في أقسى المواقف (كإقامة الحد) كان النبي حريصًا على التثبت والرحمة.
4- الحدود كفارة: من مات بعد إقامة الحد عليه فإنه يكفر عنه ذنبه، كما في حديث: "حد يعمل في الأرض خير لأهلها من مطر أربعين ليلة".
5- عدم جواز ترك الحد: كما أكد النبي: "أما ترك حد فلا"، أي أن الحد لا يجوز إلغاؤه أو التهاون فيه.

معلومات إضافية:


- حديث ماعز بن مالك متفق عليه في الصحيحين بمعناه.
- هذا الحديث يدخل في باب "التثبت في الحدود" وليس في باب إلغائها.
- العلماء استدلوا به على أن الإمام يمكنه العفو عن الحد إذا تاب الجاني قبل القدرة عليه.
- القصة تظهر عدل الإسلام ورحمته، حيث يجمع بين إقامة الحد والتثبت فيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤٢٠) والنسائي في الكبرى (٧٢٩٧) واللفظ له، والطحاوي في مشكله (٤٣٤) كلهم من حديث يزيد بن زريع، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم، عن أبي الهيثم فذكره. وزاد في أبي داود: «فعرفت وجه الحديث».
قال النسائي: «هذا الإسناد خير من الذي قبله».
قال الأعظمي: فيه أبو الهيثم بن نصر لم يرو عنه غير محمد بن إبراهيم، ولم يوثقه أحد إلا أنه توبع في الرواية الثانية التي يشير إليها النسائي. ومحمد بن إسحاق مدلس إلا أنه صرّح بالتحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 43 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فهلا تركتموه لماعز بن مالك

  • 📜 حديث: فهلا تركتموه لماعز بن مالك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فهلا تركتموه لماعز بن مالك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فهلا تركتموه لماعز بن مالك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فهلا تركتموه لماعز بن مالك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب