حديث: خلوا له عن جيرانه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حبس المتهم للتحقيق

عن بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: أخذ النبي ﷺ ناسًا من قومي في تهمة، فحبسهم، فجاء رجل من قومي إلى النبي ﷺ وهو يخطب فقال: يا محمد، علام تحبس جيرتي؟ فصمت النبي ﷺ فقال: إن ناسًا ليقولون: إنك تنهى عن
الشر وتستخلي به، فقال النبي ﷺ: «ما يقول؟» قال: فجعلت أعرّض بينهما بالكلام مخافة أن يسمعها، فيدعو على قومي دعوة لا يُفلِحون بعدها أبدًا. فلم يزل النبي ﷺ به حتى فهمها. فقال: «قد قالوها أو قائلها منهم؟ والله لو فعلتُ لكان عليّ وما كان عليهم، خلُّوا له عن جيرانه».

حسن: رواه أحمد (٢٠٠١٩) عن عبد الرزاق وهو في مصفه (١٨٨٩١) عن معمر، عن بهز بن حكيم بإسناده.

عن بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: أخذ النبي ﷺ ناسًا من قومي في تهمة، فحبسهم، فجاء رجل من قومي إلى النبي ﷺ وهو يخطب فقال: يا محمد، علام تحبس جيرتي؟ فصمت النبي ﷺ فقال: إن ناسًا ليقولون: إنك تنهى عن
الشر وتستخلي به، فقال النبي ﷺ: «ما يقول؟» قال: فجعلت أعرّض بينهما بالكلام مخافة أن يسمعها، فيدعو على قومي دعوة لا يُفلِحون بعدها أبدًا. فلم يزل النبي ﷺ به حتى فهمها. فقال: «قد قالوها أو قائلها منهم؟ والله لو فعلتُ لكان عليّ وما كان عليهم، خلُّوا له عن جيرانه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: أخذ النبي ﷺ ناسًا من قومي في تهمة، فحبسهم، فجاء رجل من قومي إلى النبي ﷺ وهو يخطب فقال: يا محمد، علام تحبس جيرتي؟ فصمت النبي ﷺ فقال: إن ناسًا ليقولون: إنك تنهى عن الشر وتستخلي به، فقال النبي ﷺ: «ما يقول؟» قال: فجعلت أعرّض بينهما بالكلام مخافة أن يسمعها، فيدعو على قومي دعوة لا يُفلِحون بعدها أبدًا. فلم يزل النبي ﷺ به حتى فهمها. فقال: «قد قالوها أو قائلها منهم؟ والله لو فعلتُ لكان عليّ وما كان عليهم، خلُّوا له عن جيرانه».


1. شرح المفردات:


● في تهمة: أي في شبهة أو اتهام بارتكاب ذنب.
● يخطب: أي يلقي خطبة الجمعة أو غيرها.
● تستخلي به: أي تفعله سرًا وحدك.
● أعرّض بينهما: أي أتدخل وأحاول صرف الحديث أو التغطية على الكلام.
● لا يُفلِحون: أي لا ينجحون ولا يظفرون بالخير.
● خلُّوا له عن جيرانه: أي أطلقوا سراح جيرانه الذين حبسهم.


2. شرح الحديث:


يذكر راوي الحديث – وهو جد بهز بن حكيم – أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض على مجموعة من قومه بسبب تهمة ما (لم تُذكر في الحديث) وحبسهم.
ثم جاء رجل من نفس القبيلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب على المنبر، وناداه قائلاً: "يا محمد، علام تحبس جيرتي؟" – أي: لماذا تحبس أفراد قبيلتي؟
فصمت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليه مباشرة، ربما لينتظر اكتمال سؤال الرجل أو ليعطيه فرصة للتفكير فيما يقول.
فأكمل الرجل قائلاً: "إن ناسًا ليقولون: إنك تنهى عن الشر وتستخلي به" – أي: إن بعض الناس يتهمونك بأنك تنهاهم عن الشر ولكنك تفعله سرًا.
وهنا تدخل الراوي (جد بهز) وحاول أن يشتت انتباه النبي صلى الله عليه وسلم أو يغطي على كلام الرجل، خوفًا من أن يسمع النبي هذا الاتهام الباطل فيدعو على قومه بدعوة تهلكهم ولا ينجحون بعدها أبدًا.
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أصر على فهم ما قاله الرجل تمامًا، حتى وعى المقصود.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قد قالوها أو قائلها منهم؟" – أي: هل كلهم قالوا هذا أم بعضهم؟
ثم قال: "والله لو فعلتُ لكان عليّ وما كان عليهم" – أي: لو كنت أفعل الشر سرًا كما زعموا، لكان الوزر والإثم عليَّ وحدي وليس عليهم.
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاق سراح المحبوسين قائلاً: "خلُّوا له عن جيرانه".


3. الدروس المستفادة:


1- حلم النبي صلى الله عليه وسلم وصبره: فقد تحمل اتهامًا شديدًا ولم يغضب، بل رد بردٍّ حكيم.
2- العدل والرحمة: أمر النبي بإطلاق سراحهم رغم التهمة، حرصًا على حقوق الجوار والقرابة.
3- براءة النبي صلى الله عليه وسلم من النقائص: فقد نفى عن نفسه أي شبهة نفاق أو خداع.
4- التثبت وعدم التسرع في الحكم: لم يعاقب القوم بسبب اتهام غير مثبت، بل أطلق سراحهم.
5- خوف الصحابة من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: وهذا يدل على إيمانهم بقبول دعائه صلى الله عليه وسلم.
6- التعامل بحكمة مع الاتهامات الباطلة: حيث رد النبي بردٍّ يظهر براءته ويحفظ كرامة الطرف الآخر.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- يُستفاد منه أيضًا: جواز مقاطعة الخطيب أثناء الخطبة إذا كان هناك أمر مهم يستدعي ذلك.
- وفيه دليل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على سماع الشكاوى ومظالم الناس حتى في أوقات الخطبة.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من المتأدبين بآداب النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٠١٩) عن عبد الرزاق وهو في مصفه (١٨٨٩١) عن معمر، عن بهز بن حكيم بإسناده.
واختصره أبو داود (٣٦٣٠) والترمذي (١٤١٧) والنسائي (٤٨٧٦) والحاكم (٤/ ١٠٢) كلهم من حديث معمر، عن بهز بإسناده يقوله: إن النبي ﷺ حبس رجلا في تهمة، ثم خلّى عنه.
قال الترمذي: «حديث حسن».
قال الأعظمي: وهو كما قال فإن بهز بن حكيم بن معاوية القشيري مختلف فيه غير أنه حين الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 11 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خلوا له عن جيرانه

  • 📜 حديث: خلوا له عن جيرانه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خلوا له عن جيرانه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خلوا له عن جيرانه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خلوا له عن جيرانه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب