حديث: إقامة الحد على ماعز بن مالك
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في رجم ماعز بن مالك
قال: فما أوثقناه ولا حفرنا له. قال: فرميناه بالعظم والمدر والخزف. قال: فاشتد واشتددنا خلفه، حتى أتى عرض الحرة فانتصب لنا، فرميناه بجلاميد الحرة (يعني الحجارة) قال: ثم قام رسول الله ﷺ خطيبا من العشي فقال: «أو كلما انطلقنا غزاة في سبيل الله، تخلف رجل في عيالنا، له نبيب كنبيب التيس، عليّ أن لا أوتي برجل فعل ذلك إلا نكلت به» قال: فما استغفر له ولا سبه.
صحيح: رواه مسلم في الحدود (٢٠: ١٦٩٤) عن محمد بن المثنى، حدثني عبد الأعلى، حدثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره من أئمة الحديث.
أولاً. شرح المفردات:
● ماعز بن مالك: اسم الرجل الذي أتى النبي ﷺ معترفًا بذنبه.
● فاحشة: الزنا.
● أقمه علي: أي أقم عليَّ الحد الشرعي.
● بقيع الغرقد: مقبرة في المدينة المنورة.
● المدر: الطين اليابس.
● الخزف: الفخار المكسور.
● جلاميد الحرة: الحجارة الكبيرة من أرض الحرة (أرض ذات حجارة سوداء).
● نبيب كنبيب التيس: صوت كصوت الذكر من المعز، وهو كناية عن الجماع.
ثانيًا. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن قصة ماعز بن مالك الأسلمي، الذي أتى النبي ﷺ معترفًا بأنه قد زنى، وطلب من النبي أن يقيم عليه حد الزنا. وقد تكرر اعترافه أكثر من مرة، حيث كان النبي ﷺ يرده رحمة به وتمحيصًا لاعترافه، لعلّه يرجع أو يكون قد أخطأ في التعبير.
ثم تحرى النبي ﷺ عن حاله وسأل قومه عنه، فأخبروه أنه لا يعلمون به بأسًا إلا أنه يعتقد أن الحد هو الذي يطهره من ذنبه. فلما عاد ماعز وأصر على الاعتراف، أمر النبي ﷺ بأن يرجم حتى الموت، فانطلق الصحابة به إلى بقيع الغرقد ولم يحفروا له حفرة كما في بعض حالات الرجم، بل رجموه بأشياء متوفرة مثل العظام والطين الجاف والخزف.
وهرب ماعز أثناء الرجم، فأسرع الصحابة خلفه حتى وصل إلى أرض الحرة، فرجموه هناك بحجارة كبيرة حتى مات. ثم خطب النبي ﷺ في الناس بعد العصر محذرًا من أن مثل هذه الخطيئة لا تليق بمجتمع المسلمين، خاصة أن الرجال يخرجون للجهاد في سبيل الله ويبقى من يتخلف ليرعى الأهل، فلا ينبغي له أن يخون الأمانة ويقع في الفاحشة. وتوعّد النبي ﷺ بأنه لو أتي له بمثل هذا إلا وعاقبه أشد العقاب.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- عظم حد الزنا: فالزنا من الكبائر المهلكة، وقد شرع الله فيه عقوبة رادعة للمحافظة على الأعراض وصيانة المجتمع.
2- فضل التوبة: فقد قبل الله توبة ماعز بموته بعد إقامة الحد عليه، فدل على أن التوبة النصوح تمحو الذنوب ولو عظمت.
3- تحري الإمام ورفقه بالناس: حيث رده النبي ﷺ أكثر من مرة، وسأل عن حاله ليتأكد من صحة اعترافه وعدم وجود شبهة.
4- التشديد في حدود الله: فالنبي ﷺ لم يستغفر لماعز بعد الرجم ولا سبه، ليعلم الناس أن هذه الجريمة عظيمة ولا ينبغي التهاون فيها.
5- التحذير من الخيانة: خاصة في أعراض الناس وأموالهم، وأن المجتمع الإسلامي يجب أن يكون قويّ الأخلاق، متين الروابط.
رابعًا. فوائد إضافية:
- الحديث يدل على أن الحدود تُقام على المعترف حتى ولو لم توجد بينة، إذا تحققت شروط الاعتراف من التكرار والاختيار.
- فيه بيان أن الرجم بالحجارة هو حد الزاني المحصن (المتزوج)، كما هو مقرر في الشريعة.
- قصة ماعز تدل على شدة إيمان بعض الصحابة، حيث فضل التطهير بالحد في الدنيا على العقاب في الآخرة.
أسأل الله أن يطهر مجتمعاتنا من الفواحش، وأن يعيننا على طاعته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وفي رواية لأبي داود (٤٤٣٢) عن أبي نضرة مرسلًا: ذهبوا يسبونه فنهاهم، قال: ذهبوا يستغفرون له فنهاهم. وقال: «هو رجل أصاب ذنبًا حسيبه الله».
فقه الباب: دل حديث بريدة بن الحصيب السابق على مشروعية الحفر للمرجوم والمرحومة، وبذلك ترجم له البيهقي في «السنن الكبري» (٨/ ٥٥ - ٥٦) وقال: «وفي هذا إثبات الحفر للرجل والمرأة جميعًا».
واستظهره الشوكاني في نيل الأوطار (٤/ ٥٦٠) وأجاب عن حديث أبي سعيد الخدري في قوله: «فما أوثقناه، ولا حفرنا له» بقوله: «وقد جمع بين الروايتين بأن المنفي حفيرة لا يمكنه الوثوب منها، والمثبت عكسه، أو أنهم لم يحفروا له أول الأمر، ثم لما فرّ فأدركوه حفروا له حفيرة فانتصب فيها حتى فرغوا منه، أو أنهم حفروا له في أول الأمر، ثم لما وجد مس الحجارة خرج من الحفر فتبعوه» قال: «وعلى فرض عدم إمكان الجمع، فالواجب تقديم رواية الإثبات على النفي».
قال: «وذهب أبو حنيفة والشافعي إلى أنه لا يحفر للرجل» قال: «والمشهور عن الأئمة (يعني مالكًا والشافعي وأحمد): «أنه لا يحفر مطلقًا».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 40 من أصل 121 حديثاً له شرح
- 15 إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه
- 16 أعظم الذنوب: أن تجعل لله ندا وهو خلقك
- 17 أتاني الليلة أتيان وإنهما ابتعثاني
- 18 ائذن لي بالزنا
- 19 رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال: إني...
- 20 ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟
- 21 ائتوني بالتوراة فأتي بها
- 22 هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم
- 23 رجم النبي رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأة
- 24 رجم النبي ﷺ يهوديا ويهودية
- 25 رجم رسول الله ﷺ يهوديا ويهودية
- 26 رجم اليهودي واليهودية عند باب المسجد
- 27 الرجم في كتاب الله حق على من زنى
- 28 البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة
- 29 الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة
- 30 نعم، رجم رسول الله ﷺ
- 31 رجم المرأة يوم الجمعة بسنة رسول الله ﷺ
- 32 رجم النبي ﷺ رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأته
- 33 اذهبوا به فارجموه
- 34 جاء ماعز بن مالك إلى النبي فقال إني زنيت
- 35 من زنى فأقيم عليه الحد فمات فهو كفارة له
- 36 رجم النبي ﷺ ماعز بن مالك بعد إقراره بالزنا أربع...
- 37 أحق ما بلغني عنك؟
- 38 لما أتى ماعز بن مالك النبي قال له لعلك قبلت...
- 39 أتى ماعز بن مالك النبي ﷺ فقال إني زنيت
- 40 إقامة الحد على ماعز بن مالك
- 41 من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى غفر له ذنبه
- 42 أتاه النبي ﷺ فقال إني زنيت فأقم علي كتاب الله
- 43 فهلا تركتموه لماعز بن مالك
- 44 من أصاب حدًا ثم صلى مع الإمام غفر له
- 45 رجم رسول الله ماعزًا والغامدية بعد إقرارهما بالزنا
- 46 قصة ماعز بن مالك
- 47 امرأة حبلى من الزنى تأتي النبي وتطلب إقامة الحد.
- 48 أقيموا على أرقائكم الحد من أحصن ومن لم يحصن
- 49 أمر أنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر، فإن اعترفت فارجمها
- 50 جلد مائة وتغريب عام فيمن زنى ولم يحصن
- 51 الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن
- 52 لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمت فلانة
- 53 لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمتهما
- 54 لو رأيت رجلًا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مُصفح
- 55 من أغير مني؟ والله أغير مني
- 56 أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلاً أأمهله حتى آتي بأربعة...
- 57 جلد الحد لمن اعترف بالزنا وترك المرأة التي أنكرت
- 58 بيعوها ولو بضفير
- 59 إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرّب
- 60 إقامة الحد على الأرقاء المحصنين وغير المحصنين
- 61 من وقع على جارية وهو مريض فليستفت
- 62 من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به
- 63 من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوها
- 64 رفع القلم عن المجنون المغلوب على عقله
معلومات عن حديث: إقامة الحد على ماعز بن مالك
📜 حديث: إقامة الحد على ماعز بن مالك
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إقامة الحد على ماعز بن مالك
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إقامة الحد على ماعز بن مالك
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إقامة الحد على ماعز بن مالك
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








