حديث: البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ثبوت رجم المُحْصَن في كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ -

عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله ﷺ: «خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلًا: البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم».

صحيح: رواه مسلم في الحدود (١٢: ١٦٩٠) عن يحيى بن يحيى التميمي، أخبرنا هُشيم، عن منصور، عن الحسن، عن حِطّان بن عبد الله الرقاشي، عن عبادة بن الصامت فذكره.

عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله ﷺ: «خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلًا: البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، حيث قال رسول الله ﷺ: «خُذُوا عَنِّي، خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا: الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ».

أولاً. شرح المفردات:


● خُذُوا عَنِّي: أي تعلَّموا مني واحفظوا ما أقول لكم.
● لَهُنَّ: الضمير يعود إلى "الفاحشة" أي الزنا، التي كانت محور الكلام قبل هذا الحديث.
● سَبِيلًا: طريقًا وحكمًا شرعيًا يقطع به على هذه الجريمة.
● الْبِكْر: هو من لم يسبق له الزواج من الرجال والنساء.
● الثَّيِّب: هو من سبق له الزواج ودخل بزوجته، سواء كان رجلاً أو امرأة.
● جَلْدُ مِائَةٍ: ضرب مائة جلدة بالشروط المعروفة في الحدود.
● نَفْيُ سَنَةٍ: إبعاد من أقام عليه الحد من بلده لمدة عام.
● الرَّجْمُ: قتل الزاني المحصَن بالحجارة حتى الموت.

ثانيًا. شرح الحديث:


يأمرنا النبي ﷺ في هذا الحديث بأخذ العلم عنه وتلقي الأحكام الشرعية منه، ويبين أن الله تعالى قد شرع عقوبة للزنا، تختلف باختلاف حال الزاني: هل هو محصن (ثيب) أم غير محصن (بكر).
1- حال البكر (غير المحصن): الذي لم يسبق له الزواج، عقوبته مائة جلدة ويضاف إليها النفي لمدة سنة، أي إبعاده عن بلده ليكف عن المعصية ويتوب.
2- حال الثيب (المحصن): الذي سبق له الزواج وعقد النكاح، عقوبته مائة جلدة ثم الرجم حتى الموت. وهذا الحكم خاص بمن كان حرًا بالغًا عاقلاً.
وهذا البي النبوي يؤكد على تشديد العقوبة على المحصن؛ لأن جريمته أعظم، فقد نقض عهدًا شرعيًا (الزواج) وفضلاً عن كونه معصية لله.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- وجوب التعلم من النبي ﷺ: فأمره ﷺ بأخذ العلم عنه يدل على وجوب تلقي الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة.
2- رحمة الله تعالى: فشرع العقوبة رحمة بالمجتمع؛ لصيانته من انتشار الفاحشة وحماية للأعراض والأنساب.
3- مراعاة الفروق بين الجناة: فالعقوبة تختلف بحالة الجاني، مما يدل على عدالة الشريعة وحكمتها.
4- التدرج في العقوبة: فالعقوبة على الزنا تتدرج حسب جسامة الجريمة وحال الفاعل.
5- الحكمة من النفي للبكر: وهو تطهير للمجتمع من الفساد، وإعطاء الفرصة للجاني للتوبة والإصلاح.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في حد الزنا، وهو من الحدود التي شدد فيها الإسلام للحفاظ على نقاء المجتمع.
- اشترط الفقهاء لإقامة الحد: البلوغ، العقل، الحرية، الاختيار، وأن يكون الفاعل عالمًا بالتحريم.
● شروط إثبات الزنا: إما بالإقرار أربع مرات، أو بشهادة أربعة عدول يرون الوطء بشكل قاطع.
● النفي (أي الإبعاد) خاص بالبكر، وليس للثيب، وقد اختلف الفقهاء في حكمه: فذهب الجمهور إلى أنه منسوخ، وذهب الإمام الشافعي إلى أنه باقٍ.
- هذه العقوبة كفارة للزاني، كما في الحديث: «مَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، وَمَنْ أَبْدَى لَنَا صَفْحَتَهُ أَقَمْنَا عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ» (رواه الحاكم).
نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفقنا لطاعته واتباع سنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحدود (١٢: ١٦٩٠) عن يحيى بن يحيى التميمي، أخبرنا هُشيم، عن منصور، عن الحسن، عن حِطّان بن عبد الله الرقاشي، عن عبادة بن الصامت فذكره.
قوله: «قد جعل الله لهن سبيلًا»: إشارة إلى قوله تعالى: ﴿فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا﴾ [النساء: ١٥].
اختلف أهل العلم في المحصن هل يجلد مع الرجم أم لا؟ فذهب قوم إلى أنه يجلد مائة، ثم يرجم مستدلين بحديث عبادة. روي ذلك عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب. وإليه ذهب إسحاق وداود وذهب الأكثرون إلى أنه لا جلد على المحصن مع الرجم، يُروي ذلك عن أبي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة. وإليه ذهب عامة الفقهاء. وقالوا: إن الجلد منسوخ فيمن وجب عليه الرجم، لأن النبي ﷺ رجم ماعزًا، والغامدية، واليهوديين، ولم يجلد واحدًا منهم وقال لأنيس الأسلمي: «واغد يا أنيس، على المرأة، فإن اعترفت فارجمها» فهذا الحديث آخر الأمرين، لأن راويه أبو هريرة متأخر الإسلام، فيكون ناسخا لما سبق من الجمع بين الجلد والرجم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 28 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة

  • 📜 حديث: البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب