حديث: عن عبادة بن الصامت قال أخذ علينا رسول الله كما أخذ على النساء
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء أن الحدود كفارة
ستره الله عليه فأمره إلى الله، إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له».
صحيح: رواه مسلم في الحدود (١٧٠٩/ ٤٣) عن إسماعيل بن سالم، أخبرنا هشيم، أخبرنا خالد، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تتضمن بياناً لأصول الشرائع والمواثيق العظيمة التي أخذها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه.
أولاً. شرح المفردات:
● أخذ علينا: عاهدنا وبايعنا على الالتزام بهذه الأمور.
● لا يعضه بعضنا بعضا: لا يأتي بعضنا على بعض ببهتان أو اعتداء، أو لا يتعدى بعضنا على بعض.
● من وفى: من أتم العهد ووفى به ولم ينقضه.
● حداً: ذنباً مقدراً عقوبته في الشرع.
● كفارته: تكفير لذنبه وإزالة لإثمه.
● ستره الله عليه: لم يظهر ذنبه للناس فأخفاه الله عنه.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبر عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ على أصحابه بيعة وعهداً يؤكد فيه على التزام جملة من الواجبات وترك جملة من المحرمات العظيمة، وهي:
1- أن لا نشرك بالله شيئاً: وهذا هو الأصل الأعظم، وهو توحيد الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له، واجتناب الشرك بجميع أنواعه، وهو أعظم الذنوب على الإطلاق.
2- ولا نسرق: وهو أخذ مال الغير خفية بغير حق، وهو من الكبائر.
3- ولا نزني: وهو الجماع المحرم، وهو من أعظم الفواحش وأكبر الكبائر.
4- ولا نقتل أولادنا: وهذا يشمل قتل الأولاد خوفاً من الفقر أو عاراً، كما كانت تفعل الجاهلية.
5- ولا يعضه بعضنا بعضا: أي لا يتعدى بعضنا على بعض، ولا يأتي بعضنا على بعض ببهتان أو ظلم أو اعتداء على النفس أو المال أو العرض.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكم في ثلاثة أحوال للملتزم بهذه البيعة:
1- "فمن وفى منكم فأجره على الله": أي من حفظ هذا العهد ووفى به ولم ينقضه، فله الجزاء العظيم من الله تعالى، وهو الجنة والنجاة من النار.
2- "ومن أتى منكم حدا فأقيم عليه فهو كفارته": أي من ارتكب ذنباً من هذه الذنوب الكبيرة (أو غيرها مما له حد في الشرع) ثم أُخذ به وأقيم عليه الحد الشرعي (كالجلد أو الرجم... إلخ) في الدنيا، فإن هذا الحد يكفر ذنبه ويطهره منه، بشرط أن يكون تائباً نادماً، فلا يعود إليه.
3- "ومن ستره الله عليه فأمره إلى الله، إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له": أي من عصى الله بمعصية فستره الله عليها ولم يفضحه بها في الدنيا ولم يقم عليه الحد، فمصيره إلى مشيئة الله تعالى يوم القيامة، إن شاء عفا عنه وغفر له فضلاً منه وكرمًا، وإن شاء عذبه بعدله حتى يطهر من ذنبه ثم يدخله الجنة. وهذا فيمن لم يتب من ذنبه.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة التوحيد وأهميته: حيث بدأ النبي صلى الله عليه وسلم البيعة به، فهو الأساس الذي تُبنى عليه جميع الأعمال.
2- تحريم الكبائر وعظم شأنها: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم جملة من كبائر الذنوب التي تهلك صاحبها.
3- العدل واجتناب الظلم: النهي عن الاعتداء على الآخرين يحقق الأمن والاستقرار في المجتمع.
4- فضل الوفاء بالعهود: والوفاء بالبيعة لله ورسوله من صفات المؤمنين.
5- رحمة الله تعالى وسعة مغفرته: حيث جعل إقامة الحد في الدنيا كفارة للذنب.
6- فضل ستر الله على العبد: فستره على عبده في الدنيا نعمة عظيمة، وهو يدل على كرم الله وحلمه.
7- الحث على التوبة والاستغفار: فالتوبة تجب ما قبلها، وهي السبيل لتكفير الذنوب إذا لم يقم الحد.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يبين جانباً من بيعة النساء التي نزلت فيها آية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} [الممتحنة: 12]، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع الرجال والنساء على نفس الأصول الكبرى للإيمان.
- الحديث يدل على أن إقامة الحدود من رحمة الله بالعباد، فهي تطهر المجتمع من الفواحش وتكفر عن صاحبها ذنبه إذا تاب.
- فيه ترهيب من التمادي في المعاصي مع ستر الله، فالعبد لا ينبغي له أن يتكل على الستر، بل يبادر إلى التوبة النصوح.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للوفاء بعهده، وأن يتوب علينا ويسترنا في الدنيا والآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وقوله: «ولا يعضه» معناه لا يرميه بالعضيهة وهي البهتان.
هذا القيد بين المقصود من الحديث بأنه لا يشمل الشرك بالله الذي ذكر في أول الحديث لأن الله قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨] فإن الشرك ليس تحت المشيئة. فإذا ارتد المسلم، وصار مشركافقتل على ارتداده فهذا القتل لا يكون كفارة له، إنما هو مخصوص بالمسلم الذي أتى بالحد من الزنا والسرقة والفرية والشرب وغيرها.
قال الشافعي: «لم أسمع في هذا الباب أن الحد كفارة لأهله شيئًا أحسن من هذا الحديث. وقال: وأحب لمن أصاب ذنبا فستره الله عليه أن يستر على نفسه، ويتوب فيما بينه وبين ربه» ذكره الترمذي (١٤٣٩).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 6 من أصل 121 حديثاً له شرح
- 1 لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
- 2 من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته
- 3 من نفّس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة يوم...
- 4 اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها
- 5 تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا...
- 6 عن عبادة بن الصامت قال أخذ علينا رسول الله كما...
- 7 من أصاب حدًا فستره الله عليه وعفا عنه
- 8 أقيموا حدود الله في القريب والبعيد
- 9 ما خُيّر رسول الله ﷺ في أمرين قط إلا أخذ...
- 10 لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها
- 11 خلوا له عن جيرانه
- 12 حبس المتهمين ثم خلوهم بلا امتحان ولا ضرب
- 13 ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم
- 14 من لم ينبت من غلمان قريظة خلي سبيله
- 15 إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه
- 16 أعظم الذنوب: أن تجعل لله ندا وهو خلقك
- 17 أتاني الليلة أتيان وإنهما ابتعثاني
- 18 ائذن لي بالزنا
- 19 رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال: إني...
- 20 ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟
- 21 ائتوني بالتوراة فأتي بها
- 22 هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم
- 23 رجم النبي رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأة
- 24 رجم النبي ﷺ يهوديا ويهودية
- 25 رجم رسول الله ﷺ يهوديا ويهودية
- 26 رجم اليهودي واليهودية عند باب المسجد
- 27 الرجم في كتاب الله حق على من زنى
- 28 البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة
- 29 الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة
- 30 نعم، رجم رسول الله ﷺ
- 31 رجم المرأة يوم الجمعة بسنة رسول الله ﷺ
- 32 رجم النبي ﷺ رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأته
- 33 اذهبوا به فارجموه
- 34 جاء ماعز بن مالك إلى النبي فقال إني زنيت
- 35 من زنى فأقيم عليه الحد فمات فهو كفارة له
- 36 رجم النبي ﷺ ماعز بن مالك بعد إقراره بالزنا أربع...
- 37 أحق ما بلغني عنك؟
- 38 لما أتى ماعز بن مالك النبي قال له لعلك قبلت...
- 39 أتى ماعز بن مالك النبي ﷺ فقال إني زنيت
- 40 إقامة الحد على ماعز بن مالك
- 41 من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى غفر له ذنبه
- 42 أتاه النبي ﷺ فقال إني زنيت فأقم علي كتاب الله
- 43 فهلا تركتموه لماعز بن مالك
- 44 من أصاب حدًا ثم صلى مع الإمام غفر له
- 45 رجم رسول الله ماعزًا والغامدية بعد إقرارهما بالزنا
- 46 قصة ماعز بن مالك
- 47 امرأة حبلى من الزنى تأتي النبي وتطلب إقامة الحد.
- 48 أقيموا على أرقائكم الحد من أحصن ومن لم يحصن
- 49 أمر أنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر، فإن اعترفت فارجمها
- 50 جلد مائة وتغريب عام فيمن زنى ولم يحصن
معلومات عن حديث: عن عبادة بن الصامت قال أخذ علينا رسول الله كما أخذ على النساء
📜 حديث: عن عبادة بن الصامت قال أخذ علينا رسول الله كما أخذ على النساء
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عن عبادة بن الصامت قال أخذ علينا رسول الله كما أخذ على النساء
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عن عبادة بن الصامت قال أخذ علينا رسول الله كما أخذ على النساء
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عن عبادة بن الصامت قال أخذ علينا رسول الله كما أخذ على النساء
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








