حديث: ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما روي في درء الحدود
ضعيف: رواه الترمذي (١٤٢٤) والدارقطني (٣/ ٨٤) والحاكم (٤/ ٣٨٤) والبيهقي (٨/ ٢٣٨) كلهم من طريق يزيد بن زياد الدمشقي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رُوي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
نص الحديث:
«ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلوا سبيله، فإن الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة».
1. شرح المفردات:
● ادرؤوا: ادفعوا وأبعِدوا واتّقوا.
● الحدود: جمع حدّ، وهي العقوبات المقدرة شرعًا في جرائم معينة كالزنا والسرقة وشرب الخمر والقذف.
● ما استطعتم: بقدر ما تستطيعون وجهدكم.
● مخرج: طريق للخُلاص أو عذر شرعي يُسقِط الحد.
● خلوا سبيله: اتركوه حرًا ولا تقيدوه بالعقوبة.
● الإمام: الحاكم أو القاضي الذي ينفذ الأحكام.
● يخطئ في العفو: يعفو عن شخص يستحق العقوبة ظنًا منه أنه معذور.
● يخطئ في العقوبة: يعاقب شخصًا بريئًا أو معذورًا.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يُعد من القواعد الأساسية في الفقه الإسلامي، خاصة في باب الحدود والعقوبات. والمعنى الإجمالي له أن الشريعة الإسلامية تهدف إلى التيسير والتخفيف ودرء المفاسد، وتحرص على عدم إيقاع العقوبة إذا وجدت شبهة أو عذر.
● "ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم": أي ابذلوا جهدكم في البحث عن الأعذار والسبل التي تمنع إقامة الحد على المسلم، وذلك حماية له من العقوبة وزجرًا عن التعجل في إنزالها.
● "فإن كان له مخرج فخلوا سبيله": إذا وجد للجاني عذر شرعي أو شبهة تمنع إقامة الحد عليه (كالجهل أو الإكراه أو الشك في البينة)، فيجب ترك العقوبة وإطلاق سراحه.
● "فإن الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة": لأن الخطأ في العفو يعني ترك عقوبة واجبة، وهو أقل خطرًا من الخطأ في العقوبة الذي يعني إيذاء بريء أو معذور. والعفو أمانة، والعقوبة مسؤولية عظيمة.
3. الدروس المستفادة:
- الرحمة والرفق في تطبيق الشريعة، وعدم التشدد في إقامة الحدود.
- الحث على التثبت والتحري في القضاء، وعدم التعجل في إنزال العقوبات.
- تقديم درء المفاسد على جلب المصالح، خاصة عندما يتعلق الأمر بحرية الإنسان وعرضه.
- بيان سمو الأخلاق الإسلامية التي تهدف إلى التخفيف والتيسير، لا إلى التشديد والتعسير.
- تنبيه الحكام والقضاة إلى وجوب الحيطة والحذر في أحكامهم، لأن الخطأ في العقوبة لا يُعوَّض غالبًا.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه الترمذي والحاكم وغيرهم، وحسنه بعض العلماء، وهو من الأحاديث التي يعتمد عليها الفقهاء في قاعدة "ادرأوا الحدود بالشبهات".
- الشبهة التي تدرأ الحد قد تكون في الفعل نفسه (كمن زنا وهو جاهل بالتحريم)، أو في البينة (كشهادة غير المقبولين)، أو في الظروف (كالإكراه).
- الإمام الشافعي قال: "أحب إلي أن يخطئ في العفو من أن يخطئ في العقوبة".
- هذه القاعدة تنطبق على الحدود المقدرة شرعًا، أما التعازير (العقوبات التقديرية) فلها أحكام أخرى.
ختامًا، هذا الحديث يمثل روعة الإسلام وعدله ورحمته، ويظهر حرص الشريعة على حفظ حقوق الإنسان وكرامته، حتى لو كان مذنبًا. وهو توجيه نبوي كريم للحكام والقضاة والدعاة ليتّقوا الله في عباد، ويحرصوا على العدل والرحمة.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال الحاكم: «صحيح الإسناد» رده الذهبي فقال: قال النسائي: «يزيد بن زياد شامي متروك».
وقال الترمذي: «حديث عائشة لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث محمد بن ربيعة، عن يزيد بن زياد الدمشقي ...». وقال: «رواه وكيع، عن يزيد بن زياد نحوه ولم يرفعه .. ورواية وكيع أولى». وقال: وقد رُوي نحو هذا عن غير واحد من أصحاب رسول الله ﷺ أنهم قالوا: مثل ذلك. «ويزيد بن زياد الدمشقي ضعيف في الحديث». انتهى قول الترمذي.
وفي معناه أيضا ما رُويَ عن أبي هريرة مرفوعًا: «ادفعوا الحدود ما وجدتم له مدفعًا».
رواه ابن ماجه (٢٥٤٥) عن عبد الله بن الجرّاح، قال: حدثنا وكيع، عن إبراهيم بن الفضل، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده ضعيف فإن إبراهيم بن الفضل المخزومي المدني أبو إسحاق ضعيف باتفاق أهل العلم حتى قال الدارقطني: «متروك».
وفي معناه أيضا ما رُوي عن علي مرفوعًا: «ادرؤوا الحدود بالشبهات».
رواه الدارقطني والبيهقي. قال البيهقي: في هذا الإسناد ضعف.
قال الأعظمي: فيه مختار التمار وهو مختار بن نافع التميمي وأبو إسحاق التمار ضعيف باتفاق أهل العلم. وفي معناه أحاديث أخرى لا يصح منها شيء.
ولكن صحّ عن بعض الصحابة درء الحدود بالشبهات. فقد جاء عن عمر بن الخطاب أنه قال: «لأن أخطئ في الحدود بالشبهات أحب إلي من أن أقيمها بالشبهات». رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح.
وكذلك روي عن ابن مسعود وغيره، ودرءُ الحدود بالشبهات من عمدة الفقهاء والقضاة للمصلحة العامة، وأحاديث الباب مع ضعفها يعضد بعضه بعضا للحفاظ على حياة الإنسان، وسلامة أعضائه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 13 من أصل 121 حديثاً له شرح
- 1 لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
- 2 من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته
- 3 من نفّس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة يوم...
- 4 اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها
- 5 تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا...
- 6 عن عبادة بن الصامت قال أخذ علينا رسول الله كما...
- 7 من أصاب حدًا فستره الله عليه وعفا عنه
- 8 أقيموا حدود الله في القريب والبعيد
- 9 ما خُيّر رسول الله ﷺ في أمرين قط إلا أخذ...
- 10 لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها
- 11 خلوا له عن جيرانه
- 12 حبس المتهمين ثم خلوهم بلا امتحان ولا ضرب
- 13 ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم
- 14 من لم ينبت من غلمان قريظة خلي سبيله
- 15 إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه
- 16 أعظم الذنوب: أن تجعل لله ندا وهو خلقك
- 17 أتاني الليلة أتيان وإنهما ابتعثاني
- 18 ائذن لي بالزنا
- 19 رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال: إني...
- 20 ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟
- 21 ائتوني بالتوراة فأتي بها
- 22 هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم
- 23 رجم النبي رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأة
- 24 رجم النبي ﷺ يهوديا ويهودية
- 25 رجم رسول الله ﷺ يهوديا ويهودية
- 26 رجم اليهودي واليهودية عند باب المسجد
- 27 الرجم في كتاب الله حق على من زنى
- 28 البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة
- 29 الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة
- 30 نعم، رجم رسول الله ﷺ
- 31 رجم المرأة يوم الجمعة بسنة رسول الله ﷺ
- 32 رجم النبي ﷺ رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأته
- 33 اذهبوا به فارجموه
- 34 جاء ماعز بن مالك إلى النبي فقال إني زنيت
- 35 من زنى فأقيم عليه الحد فمات فهو كفارة له
- 36 رجم النبي ﷺ ماعز بن مالك بعد إقراره بالزنا أربع...
- 37 أحق ما بلغني عنك؟
- 38 لما أتى ماعز بن مالك النبي قال له لعلك قبلت...
- 39 أتى ماعز بن مالك النبي ﷺ فقال إني زنيت
- 40 إقامة الحد على ماعز بن مالك
- 41 من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى غفر له ذنبه
- 42 أتاه النبي ﷺ فقال إني زنيت فأقم علي كتاب الله
- 43 فهلا تركتموه لماعز بن مالك
- 44 من أصاب حدًا ثم صلى مع الإمام غفر له
- 45 رجم رسول الله ماعزًا والغامدية بعد إقرارهما بالزنا
- 46 قصة ماعز بن مالك
- 47 امرأة حبلى من الزنى تأتي النبي وتطلب إقامة الحد.
- 48 أقيموا على أرقائكم الحد من أحصن ومن لم يحصن
- 49 أمر أنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر، فإن اعترفت فارجمها
- 50 جلد مائة وتغريب عام فيمن زنى ولم يحصن
معلومات عن حديث: ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم
📜 حديث: ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








