حديث: اذهبوا به فارجموه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في رجم ماعز بن مالك

عن أبي هريرة قال: أتى رجل من أسلم رسولَ الله ﷺ وهو في المسجد، فناداه فقال: يا رسول الله، إني زنيت، فأعرض عنه حتى رد عليه أربع مرات، فلما شهد على نفسه أربع شهادات، دعاء النبي ﷺ فقال: «أبك جنون؟ «قال: لا، قال: «فهل أحصنت؟ قال: نعم، فقال النبي ﷺ: «اذهبوا به فارجموه».
قال ابن شهاب: فأخبرني من سمع من جابر بن عبد الله قال: فكنت فيمن رجمه، فرجمناه بالمصلى، فلما أذلقته الحجارة هرب، فأدركناه بالحرة فرجمناه.

متفق عليه: رواه البخاري في الحدود (٦٨١٥ - ٦٨١٦) ومسلم في الحدود (١٦: ١٦٩١) كلاهما من طريق الليث بن سعد، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أنه قال فذكره.

عن أبي هريرة قال: أتى رجل من أسلم رسولَ الله ﷺ وهو في المسجد، فناداه فقال: يا رسول الله، إني زنيت، فأعرض عنه حتى رد عليه أربع مرات، فلما شهد على نفسه أربع شهادات، دعاء النبي ﷺ فقال: «أبك جنون؟ «قال: لا، قال: «فهل أحصنت؟ قال: نعم، فقال النبي ﷺ: «اذهبوا به فارجموه».
قال ابن شهاب: فأخبرني من سمع من جابر بن عبد الله قال: فكنت فيمن رجمه، فرجمناه بالمصلى، فلما أذلقته الحجارة هرب، فأدركناه بالحرة فرجمناه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما:

الحديث:


عن أبي هريرة قال: أتى رجل من أسلم رسولَ الله ﷺ وهو في المسجد، فناداه فقال: يا رسول الله، إني زنيت، فأعرض عنه حتى رد عليه أربع مرات، فلما شهد على نفسه أربع شهادات، دعاء النبي ﷺ فقال: «أبك جنون؟ «قال: لا، قال: «فهل أحصنت؟ قال: نعم، فقال النبي ﷺ: «اذهبوا به فارجموه». قال ابن شهاب: فأخبرني من سمع من جابر بن عبد الله قال: فكنت فيمن رجمه، فرجمناه بالمصلى، فلما أذلقته الحجارة هرب، فأدركناه بالحرة فرجمناه.


1. شرح المفردات:


● أسلم: قبيلة معروفة من قبائل العرب.
● أعرض عنه: صرف وجهه عنه ولم يجبه.
● أحصنت: يعني هل أنت محصن (أي حر بالغ عاقل قد تزوج ودخل بزوجته).
● ارجموه: قتلوه بالرجم (بالحجارة).
● المصلى: المكان الذي يصلى فيه صلاة العيد.
● أذلقته الحجارة: آلمته وجرحتْه.
● الحرة: أرض ذات حجارة سوداء.


2. شرح الحديث:


جاء رجل من قبيلة أسلم إلى النبي ﷺ وهو في المسجد، وأقرّ على نفسه بالزنا، فأعرض عنه النبي ﷺ حتى كرر اعترافه أربع مرات. وهذا الإعراض من النبي ﷺ كان تثبيتًا وتأكيدًا على أن الرجل يعلم جرم ما يقول، وربما كان النبي ﷺ يريد أن يتوب فيسقط عنه الحد، أو يتأكد من عقله ووعيه.
فلما أصر على الاعتراف أربع مرات، سأله النبي ﷺ سؤالين للتأكد من شروط إقامة الحد:
● "أبك جنون؟": أي هل أنت مجنون؟ لأن المجنون لا حد عليه.
● "فهل أحصنت؟": أي هل أنت محصن (متزوج ودخل بزوجتك)؟ لأن حد الزاني المحصن هو الرجم، أما غير المحصن فجلده مائة وتغريب عام.
فلما أجاب بأنه محصن، أمر النبي ﷺ برجمه.
ثم ذكر راوي الحديث (جابر بن عبد الله) أنه كان among من رجموه، وأنهم رجموه في المصلى، ولكن عندما بدأ الرجم هرب من شدة الألم، فأدركوه في "الحرة" (مكان فيه حجارة سوداء) وأكملوا رجمه حتى مات.


3. الدروس المستفادة:


1- عظم جريمة الزنا: فهي من الكبائر التي حرمها الله ورسوله، وعقوبتها شديدة في الدنيا والآخرة.
2- التثبت في إقامة الحدود: النبي ﷺ لم يبادر إلى إقامة الحد حتى تأكد من شروط الإقامة (الإحصان، والعقل، والإقرار المتكرر).
3- رحمة النبي ﷺ: حيث أعرض عنه أربع مرات؛ لعلّه يرجع عن اعترافه أو يتوب.
4- فضل التوبة والستر: لو أن هذا الرجل تاب بينه وبين الله ولم يقر، لكانت التوبة تكفر ذنبه، لكنه أصر على الإقرار ليطهر نفسه بالحد في الدنيا.
5- إقامة الحدود شرعًا: فالحدود شرعت لزجر الناس عن المعاصي، وتطهيرًا للمذنب.
6- الصبر على الألم: هروب الرجل من شدة الألم يدل على قسوة الحد، ولكن إكمال الرجم يدل على أهمية تنفيذ حكم الله.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن حد الرجم ثابت في الشريعة الإسلامية للزاني المحصن.
- الإقرار بالذنب يجب أن يكون صريحًا ومتكررًا حتى لا يكون هناك شك.
- من حكمة الله أن جعل الحدود شديدة؛ لتكون رادعة للناس عن ارتكاب المعاصي.
- ينبغي للمسلم أن يستر على نفسه ولا يفضحها، وأن يبادر إلى التوبة السرية إذا أذنب.
أسأل الله أن يوفقنا لطاعته، ويبعدنا عن معصيته، وأن يعيننا على فهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحدود (٦٨١٥ - ٦٨١٦) ومسلم في الحدود (١٦: ١٦٩١) كلاهما من طريق الليث بن سعد، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أنه قال فذكره.
وابن شهاب سمع هذا الحديث من صحابيين في أحدهما شيخه أبو سلمة، وفي الثاني أبهم اسمه، ولكن تبين فيما بعد أنه أبو سلمة أيضا. الذي سمع هذا الحديث من أبي هريرة وجابر بن عبد الله كما يأتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 33 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اذهبوا به فارجموه

  • 📜 حديث: اذهبوا به فارجموه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اذهبوا به فارجموه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اذهبوا به فارجموه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اذهبوا به فارجموه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب