حديث: حبس المتهمين ثم خلوهم بلا امتحان ولا ضرب
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في حبس المتهم للتحقيق
حسن: رواه النسائي (٤٨٧٤) وأبو داود (٤٣٨٢) كلاهما من حديث بقية بن الوليد، قال حدثني صفوان بن عمرو، قال: حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي، عن النعمان بن بشير فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أبو داود في سننه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما، عن الصحابي الجليل النعمان بن بشير رضي الله عنه، وهو من أصغر الصحابة سناً، وكان والياً على الكوفة.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● الكلاعيين: نسبة إلى قبيلة "كلاع"، وهي بطن من همدان، وهم أصحاب المتاع المسروق.
● حاكة: جمع حائك، وهم النساجون الذين يعملون في حياكة الثياب.
● متاعًا: متاع البيت من الثياب والأواني وغيرها.
● امتحان: أي تحقيق وتفتيش وفحص للسرقة، كأن يطلب منهم القسم أو يُسألوا عن تفاصيل الحادثة.
● أخذت من ظهوركم: كناية عن أخذ التعويض المالي من أموالهم، و"الظهر" يرمز إلى القوة والقدرة المالية.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي النعمان بن بشير رضي الله عنه، وهو والٍ على الكوفة، أن مجموعة من قبيلة "كلاع" أتوه يشكون أن بعض النساجين (الحاكة) قد سرقوا متاعاً لهم. فقام الوالي بحبس أولئك النساجين أياماً للتحقيق في القضية، ثم أطلق سراحهم لعدم وجود بينة كافية تثبت التهمة عليهم.
فلما علم أصحاب المتاع أن الوالي قد أطلق سراح المشتبه بهم دون أن يعاقبهم أو يجبرهم على الاعتراف بالضرب، اعترضوا على هذا القرار. هنا برز حكمة الوالي المسلم وعلمه الشرعي، حيث عرض عليهم خياراً شرعياً عادلاً:
1- الخيار الأول: أن يعيد ضربهم (أي تعزيرهم) لعل أحدهم يعترف، فإن اعترف وأخرج المتاع المسروق، فها هو ذا.
2- الخيار الثاني والأهم: وهو الجزء الجوهري من الحكم، أنهم إذا طلبوا منه تعذيب المشتبه بهم بالضرب (وهو ما لم يجزه الشرع بدون دليل)، فإنه سيفعل، ولكن بشرط عادل: فإن لم يثبت أنهم سرقوا، ولم يخرج المتاع، فإنه سيعاقبهم هم (أي أصحاب الشكوى) ويأخذ من أموالهم مقدار ما ادعوا أنه سُرق منهم، كتعويض للمشتبه بهم عن الضرر والأذى الذي لحقهم من الحبس والضرب بلا دليل.
فلما سمعوا هذا الحكم العادل الذي يحميهم ويحمي خصومهم في نفس الوقت، استنكروه واستغربوه وقالوا: "هذا حكمك؟" فرد عليهم النعمان بن بشير رضي الله عنه بقوله الحاسم: "هذا حكم الله ورسوله".
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- تحري العدل ولو على النفس: يوضح الحديث أن القاضي المسلم يجب أن يتحرى العدل المطلق، حتى لو كان ذلك ضد مصلحة من يطالب بحقه. فالحق لا يُؤخذ بالشك والاتهامات بدون بينة.
2- تحريم التعذيب لإثبات التهمة: من أعظم الدروس تحريم التعذيب الجسدي أو النفسي للمشتبه بهم لإجبارهم على الاعتراف. وهذا مبدأ شرعي سابق لكل المواثيق الدولية الحديثة.
3- الضمان بالتعزير: الشرع الحكيم جعل من يحكم بتعزير إنسان (أي عقوبته تأديباً) بغير حق، ضامناً لما يترتب على ذلك من ضرر. فمن حبس أو ضرب إنساناً بغير حق ثم تبين براءته، فإن الحاكم أو القاضي يضمن تعويضه عن ذلك.
4- حماية أعراض الناس وأبدانهم: الشرع يحرص على حماية أعراض الناس وأبدانهم وأموالهم. فاتهام شخص بالسرقة without evidence is a grave matter, and the harm caused by هذه an accusation must be redressed.
5- الحكمة والروية في القضاء: لم يستعجل النعمان رضي الله عنه في الحكم، بل حبسهم للتحقيق، ثم أطلق سراحهم لعدم ثبوت الأدلة، يظهر patience and thoroughness in judiciary processes.
6- الثقة المطلقة في شرع الله: رد النعمان بن بشير بأن هذا حكم الله ورسوله يدل على ثقة الصحابة الكاملة بأن شرع الله هو أكمل العدل وأوفره، وأنه لا ظلم فيه.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث أصل من أصول القضاء في الإسلام، واستدل به الفقهاء على مسألة "ضمان التعزير"، أي أن من عزر إنساناً (عاقبه تأديبياً) ثم تبين خطؤه في ذلك، فإنه يضمن ما ترتب على عقوبته من ضرر.
- المبدأ المستفاد: "من أمر بتعزير إنسان فوجب الضمان على الآمر"، فالقاضي الذي يأمر بعقوبة غير مشروعة يتحمل المسؤولية.
- هذا المنهج يردع القضاة والحكام عن الاستهانة بأعراض الناس وحرياتهم، ويجعلهم يتحرون الدقة البالغة قبل إصدار أي عقوبة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، والحمد لله رب العالمين.
تخريج الحديث
قال أبو داود: إنما أرهبهم بهذا القول أي لا يجب الضرب إلا بعد الاعتراف.
وإسناده حسن من أجل أزهر بن عبد الله الحرازي الحمصي. قال البخاري: «أزهر بن عبد الله وأزهر بن سعيد وأزهر بن يزيد واحد نسبوه مرة: مرادي، ومرة: هوزني، ومرة حرازي».
قال ابن حجر: ووافقه جماعة على ذلك«وأما شرح حال أزهر فلم يذكر المزي شيئا منه في الترجمتين، وقد قال ابن الجارود في كتاب الضعفاء: كان يسب عليًّا.
ثم قال: لم يتكلموا إلا في مذهبه، وقد وثّقه العجلي.
وقال في التقريب: «صدوق«وكذلك قال في أزهر بن سعيد الحرازي.
وأما بقية بن الوليد فهو مدلس، كثير التدليس عن الضعفاء، كما أنه مختلف في توثيقه وتضعيفه غير أنه حسن الحديث إذا صرّح كما هنا. وفي الباب أحاديث أخرى لا تصح.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 12 من أصل 121 حديثاً له شرح
- 1 لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
- 2 من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته
- 3 من نفّس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة يوم...
- 4 اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها
- 5 تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا...
- 6 عن عبادة بن الصامت قال أخذ علينا رسول الله كما...
- 7 من أصاب حدًا فستره الله عليه وعفا عنه
- 8 أقيموا حدود الله في القريب والبعيد
- 9 ما خُيّر رسول الله ﷺ في أمرين قط إلا أخذ...
- 10 لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها
- 11 خلوا له عن جيرانه
- 12 حبس المتهمين ثم خلوهم بلا امتحان ولا ضرب
- 13 ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم
- 14 من لم ينبت من غلمان قريظة خلي سبيله
- 15 إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه
- 16 أعظم الذنوب: أن تجعل لله ندا وهو خلقك
- 17 أتاني الليلة أتيان وإنهما ابتعثاني
- 18 ائذن لي بالزنا
- 19 رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال: إني...
- 20 ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟
- 21 ائتوني بالتوراة فأتي بها
- 22 هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم
- 23 رجم النبي رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأة
- 24 رجم النبي ﷺ يهوديا ويهودية
- 25 رجم رسول الله ﷺ يهوديا ويهودية
- 26 رجم اليهودي واليهودية عند باب المسجد
- 27 الرجم في كتاب الله حق على من زنى
- 28 البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة
- 29 الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة
- 30 نعم، رجم رسول الله ﷺ
- 31 رجم المرأة يوم الجمعة بسنة رسول الله ﷺ
- 32 رجم النبي ﷺ رجلاً من أسلم ورجلاً من اليهود وامرأته
- 33 اذهبوا به فارجموه
- 34 جاء ماعز بن مالك إلى النبي فقال إني زنيت
- 35 من زنى فأقيم عليه الحد فمات فهو كفارة له
- 36 رجم النبي ﷺ ماعز بن مالك بعد إقراره بالزنا أربع...
- 37 أحق ما بلغني عنك؟
- 38 لما أتى ماعز بن مالك النبي قال له لعلك قبلت...
- 39 أتى ماعز بن مالك النبي ﷺ فقال إني زنيت
- 40 إقامة الحد على ماعز بن مالك
- 41 من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى غفر له ذنبه
- 42 أتاه النبي ﷺ فقال إني زنيت فأقم علي كتاب الله
- 43 فهلا تركتموه لماعز بن مالك
- 44 من أصاب حدًا ثم صلى مع الإمام غفر له
- 45 رجم رسول الله ماعزًا والغامدية بعد إقرارهما بالزنا
- 46 قصة ماعز بن مالك
- 47 امرأة حبلى من الزنى تأتي النبي وتطلب إقامة الحد.
- 48 أقيموا على أرقائكم الحد من أحصن ومن لم يحصن
- 49 أمر أنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر، فإن اعترفت فارجمها
- 50 جلد مائة وتغريب عام فيمن زنى ولم يحصن
معلومات عن حديث: حبس المتهمين ثم خلوهم بلا امتحان ولا ضرب
📜 حديث: حبس المتهمين ثم خلوهم بلا امتحان ولا ضرب
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: حبس المتهمين ثم خلوهم بلا امتحان ولا ضرب
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: حبس المتهمين ثم خلوهم بلا امتحان ولا ضرب
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: حبس المتهمين ثم خلوهم بلا امتحان ولا ضرب
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








