حديث: بعث النبي ﷺ عبد الله بن جحش وكتب له كتابًا وأمره ألا يقرأه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ

عن جندب بن عبد اللَّه، عن النبي ﷺ أنه بعث رهطًا، وبعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح أو عبيدة، فلما ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول اللَّه ﷺ فجلس، فبعث عليهم عبد اللَّه بن جحش مكانه، وكتب له كتابًا، وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا، وقال: «لا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك».
فلما قرأ الكتاب استرجع، ثم قال: سمع وطاعة للَّه ولرسوله، فخبرهم الخبر، وقرأ عليهم الكتاب، فرجع رجلان، ومضى بقيتهم، فلقوا ابن الحضرمي، فقتلوه، ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادى، فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام، فأنزل اللَّه عز وجل: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ﴾ الآية، فقال بعضهم: إن لم يكونوا أصابوا وزرا، فليس لهم أجر، فأنزل اللَّه عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢١٨).

حسن: رواه أبو يعلى (١٥٣٤)، والطبراني في الكبير (٢/ ١٧٤)، والبيهقي (٩/ ١١ - ١٢) كلهم من حديث معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحضرمي، عن أبي السوار، عن جندب بن عبد اللَّه فذكره.

عن جندب بن عبد اللَّه، عن النبي ﷺ أنه بعث رهطًا، وبعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح أو عبيدة، فلما ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول اللَّه ﷺ فجلس، فبعث عليهم عبد اللَّه بن جحش مكانه، وكتب له كتابًا، وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا، وقال: «لا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك».
فلما قرأ الكتاب استرجع، ثم قال: سمع وطاعة للَّه ولرسوله، فخبرهم الخبر، وقرأ عليهم الكتاب، فرجع رجلان، ومضى بقيتهم، فلقوا ابن الحضرمي، فقتلوه، ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادى، فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام، فأنزل اللَّه ﷿: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ﴾ الآية، فقال بعضهم: إن لم يكونوا أصابوا وزرا، فليس لهم أجر، فأنزل اللَّه ﷿: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢١٨)﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النتي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● بعث رهطًا: أرسل جماعة من الصحابة (الرهط: الجماعة من ثلاثة إلى عشرة).
● صبابة: شوقًا وحنينًا.
● استرجع: قال "إنا لله وإنا إليه راجعون" عند المصيبة.
● ابن الحضرمي: عمرو بن عبدالله الحضرمي، وهو من كفار قريش.
● أصابوا وزرًا: اكتسبوا إثمًا.

ثانيًا. شرح الحديث:


1- الحدث الرئيسي: بعث النبي ﷺ سرية بقيادة أبي عبيدة بن الجراح (أو عبيدة بن الحارث حسب الروايات)، لكن أبا عبيدة اشتد شوقه للنبي ﷺ فلم يستطع مفارقته، فجلس وبكى.
2- التغيير في القيادة: عين النبي ﷺ عبدالله بن جحش قائدًا بديلاً، وأعطاه كتابًا بأمر ألا يفتحه إلا بعد مسيرة يومين.
3- مضمون الكتاب: عندما فتح عبدالله الكتاب بعد المسافة المحددة، وجد أن المهمة هي الاستطلاع في منطقة نخلة بين مكة والطائف، وأن لا يجبر أحدًا من الصحابة على المشاركة.
4- ردة الفعل: قال عبدالله "سمعًا وطاعة لله ولرسوله"، وأخبر الصحابة بالمهمة، فانسحب اثنان وبقي الباقون.
5- المواجهة: التقى المسلمون بقافلة لقريش فيها عمرو بن الحضرمي، فقتلوه وأسروا اثنين، وكان ذلك في آخر يوم من رجب أو أول جمادى.
6- الجدل حول الشهر الحرام: احتج المشركون على القتال في الشهر الحرام، فأنزل الله آية سورة البقرة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ}.
7- الشك في الأجر: شكك بعض المسلمين في أجرهم إن لم يكن عليهم إثم، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ...}.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- قوة محبة النبي ﷺ: بكاء أبي عبيدة يدل على شدة تعلقه برسول الله ﷺ.
2- الطاعة الكاملة: استجابة عبدالله بن جحش رضي الله عنه رغم صعوبة المهمة.
3- التشاور وعدم الإكراه: أمر النبي ﷺ بعدم إجبار الصحابة يدل على احترام إرادة الأفراد.
4- تفريج الله للشبهات: نزول الآيات يدل على أن الله يزيل الشكوك ويبين الأحكام.
5- رحمة الله الواسعة: الآية الأخيرة تبين أن المجاهدين يرجون رحمة الله وهو غفور رحيم.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذه السرية كانت قبل غزوة بدر الكبرى.
- عبدالله بن جحش هو ابن عمة النبي ﷺ وأول من سمي "أمير المؤمنين" في السرية.
- الحكمة من تأخير فتح الكتاب: عدم إفشاء السرية وإعطاء الخيار للصحابة.
- الآيات نزلت لتبرئة المسلمين من الإثم وتثبيت قلوبهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (١٥٣٤)، والطبراني في الكبير (٢/ ١٧٤)، والبيهقي (٩/ ١١ - ١٢) كلهم من حديث معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحضرمي، عن أبي السوار، عن جندب بن عبد اللَّه فذكره.
وإسناده حسن من أجل الحضرمي وهو ابن لاحق التميمي اليمامي القاص فإنه حسن الحديث. انظر للمزيد كتاب المغازي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 137 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعث النبي ﷺ عبد الله بن جحش وكتب له كتابًا وأمره ألا يقرأه

  • 📜 حديث: بعث النبي ﷺ عبد الله بن جحش وكتب له كتابًا وأمره ألا يقرأه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعث النبي ﷺ عبد الله بن جحش وكتب له كتابًا وأمره ألا يقرأه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعث النبي ﷺ عبد الله بن جحش وكتب له كتابًا وأمره ألا يقرأه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعث النبي ﷺ عبد الله بن جحش وكتب له كتابًا وأمره ألا يقرأه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب