حديث: يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الركب من صنعاء إلى حضرموت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (٢١٤)﴾

عن خباب بن الأرت يقول: أتيت النبي ﷺ وهو متوسد بردة، وهو في ظل الكعبة -وقد لقينا من المشركين شدة- فقلت: ألا تدعو اللَّه؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: «لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد، ما دون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرف ذلك عن دينه، ويوضح المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرف ذلك عن دينه، وليتمن اللَّه هذا الأمر حتى يسير الركب من صنعاء إلى حضر موت ما يخاف إلا اللَّه». زاد بيان: «والذئب على غنمه».

صحيح: رواه البخاريّ في مناقب الأنصار (٣٨٥٢) عن الحميدي، حدّثنا سفيان، حدّثنا بيان وإسماعيل قالا: سمعنا قبيسا يقول: سمعت خبّابا يقول: فذكره.

عن خباب بن الأرت يقول: أتيت النبي ﷺ وهو متوسد بردة، وهو في ظل الكعبة -وقد لقينا من المشركين شدة- فقلت: ألا تدعو اللَّه؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: «لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد، ما دون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرف ذلك عن دينه، ويوضح المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرف ذلك عن دينه، وليتمن اللَّه هذا الأمر حتى يسير الركب من صنعاء إلى حضر موت ما يخاف إلا اللَّه». زاد بيان: «والذئب على غنمه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النصي، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بصيغته كاملة:


عن خباب بن الأرت رضي الله عنه يقول: أتيت النبي ﷺ وهو متوسد بردة، وهو في ظل الكعبة -وقد لقينا من المشركين شدة- فقلت: ألا تدعو اللَّه؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: «لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد، ما دون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرف ذلك عن دينه، ويوضح المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرف ذلك عن دينه، وليتمن اللَّه هذا الأمر حتى يسير الركب من صنعاء إلى حضر موت ما يخاف إلا اللَّه». زاد بيان: «والذئب على غنمه».
رواه البخاري في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● متوسد بردة: متكئًا على بردة (رداء من صوف) كوسادة.
● في ظل الكعبة: في المكان المُظلّل بجدار الكعبة.
● محمر وجهه: تغير لون وجهه واحمر غضبًا لله، تأثرًا بشدة ما يلاقيه المؤمنون، وليس غضبًا لذاته.
● ليمشط بمشاط الحديد: يُعرّض لأداة حديدية ذات أسنان (كالمشط) تُجرّ على جلده ولحمه.
● ما دون عظامه من لحم أو عصب: أي أن العذاب يصل إلى درجة أنه لا يبقى بين العظم والجلد لحم أو عصب.
● يوضح المنشار على مفرق رأسه: يُوضع المنشار على منتصف رأسه.
● فيشق باثنين: يشقه نصفين.
● ليتمن الله هذا الأمر: سينصر الله دين الإسلام ويعلوه.
● حتى يسير الركب من صنعاء إلى حضرموت: مسافة طويلة وآمنة في أرض الجزيرة العربية.
● ما يخاف إلا الله: لا يخاف أحد إلا من الله وحده.
● والذئب على غنمه: الزيادة التي أشار إليها الراوي (بيان) تفيد أن الأمن سيعم حتى أن الراعي لا يخاف على غنمه من الذئب.


2. شرح الحديث:


يصف الصحابي الجليل خباب بن الأرت رضي الله عنه، وهو من السابقين إلى الإسلام وممن عُذّبوا فيه، حال النبي ﷺ في فترة الاضطهاد الشديد في مكة. لقد جاء إلى النبي وهو في حالة ضعف ظاهر، متكئًا على رداء بسيط في ظل الكعبة، يبحث عن ملجأ من شدة التعذيب الذي كان يلاقيه المسلمون من كفار قريش.
سأل خبابُ النبيَّ ﷺ سؤالاً ينم عن شدة الألم والصبر: «ألا تدعو الله؟» أي أن يدعو الله لينصرهم ويرفع عنهم هذا العذاب.
فجلس النبي ﷺ وقد تغير لون وجهه احمرارًا، لا غضبًا لنفسه، ولكن غضبًا لله وتأثرًا عظيمًا للموقف. ثم شرع ﷺ في تربية أصحابه وتعليمهم درسًا عظيمًا في الصبر والثبات، بأن أخبرهم عن من سبقهم من المؤمنين (أمم الأنبياء السابقين) وما لاقوه من العذاب الشديد الذي يفوق ما يلاقونه هم، ومع ذلك لم يزعزع ذلك إيمانهم أو يصرفهم عن دينهم.
ضرب النبي ﷺ أمثلة مروعة على ثبات أولئك الأقوام:
● التمشيط بأمشاط الحديد: وهو تعذيب يُجرّ فيه مشط حديدي على الجسد حتى يُجرد اللحم عن العظم.
● المنشار على الرأس: وهو تعذيب بشع حيث يُشق الإنسان نصفين بمنشار.
ومع كل هذه الأهوال، لم يرتدوا عن دينهم. كان الهدف من هذا السرد هو تهيئة نفوس الصحابة للصبر ورفع معنوياتهم، وليس التخويف.
ثم بشرهم ﷺ بنصر مؤكد من الله، حيث أخبر أن الله سَيُتِمّ وينصر هذا الدين (الإسلام) حتى يصبح قويًا عزيزًا، وتعم الأمن والطمأنينة أرجاء البلاد، حتى أن المسافر يسير من صنعاء (في اليمن) إلى حضرموت (على بُعد مئات الكيلومترات) لا يخاف إلا من الله وحده، ولا يخاف من قطّاع الطرق أو الأعداء. بل زاد الراوي أن الأمن سيعم حتى على قطعان الغنم، فلا يخاف راعيها من الذئاب التي تُعتبر خطرًا دائمًا عليها.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الصبر على الأذى في سبيل الله: الحديث درس عظيم في الصبر على البلاء والاضطهاد الذي يلاقيه الداعية في طريق دعوته.
2- الاستعداد للتضحية: الإسلام يطلب من أتباعه الاستعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل العقيدة، وليس مجرد شعارات.
3- الاستعانة بقصص السابقين: من وسائل تثبيت القلب والتسلية عن البلاء، النظر في أحوال الصالحين السابقين وما لاقوه من ابتلاءات أعظم.
4- الثقة بوعد الله والنصر: على المؤمن أن يكون واثقًا بنصر الله، حتى لو كان الأمر في أضعف حالاته. فالنصر آتٍ لا محالة، ولكن بعد الصبر والابتلاء.
5- بشارة الأمن والاستقرار: الحديث يحمل بشارة عظيمة بأن الأمن سيعم في ظل حكم الإسلام، مما يشجع على الصبر من أجل تحقيق هذه الغاية.
6- غضب النبي لله: تغير وجه النبي ﷺ غضبًا لله وتأثرًا بمنهج التربية والإعداد، وليس غضبًا شخصيًا، مما يدل على علو
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في مناقب الأنصار (٣٨٥٢) عن الحميدي، حدّثنا سفيان، حدّثنا بيان وإسماعيل قالا: سمعنا قبيسا يقول: سمعت خبّابا يقول: فذكره.
ولم يثبت ما قيل إنها نزلت في غزوة الأحزاب وهو ما ذكره الواحدي في أسباب النزول (ص ٦٠) عن قتادة والسدي قال: نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والحر والخوف والبرد وضيق العيش وأنواع الأذى، وكان كما قال اللَّه تعالى: ﴿وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ﴾ [الأحزاب: ١٠].
وأخرج عبد الرزاق في تفسيره (١/ ٣٣٢) عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ﴾.
قال: نزلت في يوم الأحزاب فذكر نحوه.
وهو قول أكثر المفسرين، وإن لم يصح فيه شيء متصل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 136 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الركب من صنعاء إلى حضرموت

  • 📜 حديث: يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الركب من صنعاء إلى حضرموت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الركب من صنعاء إلى حضرموت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الركب من صنعاء إلى حضرموت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الركب من صنعاء إلى حضرموت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب