حديث: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب في نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه
حسن: رواه أحمد (٢٠٣٧٣) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، والبزَّار (٣٦٣٦)، من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما - أعني أبا سعيد ومسلم بن إبراهيم - عن الأسود بن شيبان، عن بحر بن مَرَّار، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من الأحاديث التي تحمل عبراً بالغة وتنبيهات مهمة لكل مسلم، رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه.
أولاً. شرح المفردات:
● أُماشي: أي أمشي معه وأصحبه في مشيه.
● جريدة: غصن من الشجر أخضر رطب.
● يكسَرها نصفين: يقسمها إلى قسمين متساويين.
● يُهوَّن عليهما: يُخَفَّفُ عنهما من شدة العذاب.
● رطبتين: أي كانتا خضراوين طريتين.
ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:
يحدثنا أبو بكرة رضي الله عنه عن موقف مشهود له مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يمشي معه وآخذًا بيده، وكان هناك رجل آخر عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم. فمرّوا على قبرين، فنبّههم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن صاحبي هذين القبرين يعذبان في قبريهما، ثم بيّن أن سبب عذابهما ليس من الكبائر العظيمة في ظاهر الأمر، لكنه من الأمور التي يستهين بها الناس كثيراً.
ثم طلب النبي صلى الله عليه وسلم غصناً أخضر (جريدة) من الشجر، فتسابق الصحابة رضوان الله عليهم لإحضاره، فسبقهم أبو بكرة رضي الله عنه فأحضره. فكسر النبي صلى الله عليه وسلم الغصن إلى قسمين، ووضع كل قسم على قبر، موضحاً أن هذا الغصن الأخضر يخفف من عذابهما طالما بقي رطباً. ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم سبب عذابهما، فأخبر أنهما كانا يعذبان بسبب عدم التحرز من البول، والغيبة.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- خطورة الاستهانة بالصغائر: العذاب في القبر كان بسبب أمرين يعتبرهما الكثير من الناس صغيرين وهينين (البول والغيبة). وهذا درس عظيم بأنه لا ينبغي للمسلم أن يحتقر أي معصية، فرب معصية استهان بها الإنسان كانت سبباً في هلاكه. قال صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، حَتَّى أَنْضَجُوا خَبْزَهُمْ».
2- أهمية الطهارة والنظافة: سبب العذاب الأول هو عدم التنزه من البول، أي عدم التحرز منه وعدم التنظف منه جيداً. وهذا يؤكد على ما جاءت به الشريعة من الحث على الطهارة والنظافة، خاصة من النجاسات، وجعلتها شرطاً لصحة الصلاة. فإهمال ذلك من الأمور المعظمة في الدين.
3- شناعة الغيبة وخطورتها: سبب العذاب الثاني هو الغيبة. والغيبة هي ذكرك أخاك المسلم بما يكره في غيبته. وقد شبهها الله تعالى بأكل لحم الأخ ميتاً، فقال تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}. والحديث يبين أن عقوبتها قد تصل إلى عذاب القبر، فكم هي عظيمة وجسيمة!
4- شفقة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته: حرصه على تبيين الحكمة للمسلمين وتحذيرهم، وطلبه للغصن لتخفيف العذاب عن الميتين دليل على رحمته صلى الله عليه وسلم بالخلق جميعاً، حتى من هم في قبورهم.
5- إثبات عذاب القبر: الحديث من الأدلة الواضحة على حقيقة عذاب القبر، وهو من أمور الغيب التي يجب على المسلم الإيمان بها.
6- حرص الصحابة على الخير: تسابقهم رضي الله عنهم لإجابة أمر النبي صلى الله عليه وسلم ومساعدته، وهو نموذج في السرعة في فعل الخيرات.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
- الحديث يدل على أن العذاب قد يخفف عن الميت بسبب أعمال الخير التي تُهدى إليه، كالدعاء والاستغفار والصدقة، كما خفف بالغصن الرطب الذي هو من أعمال البر.
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين الخوف من الله تعالى ورجائه، فهذا الحديث يثير الخوف من مقارفة الذنوب، وفي نفس الوقت يبعث على الرجاء بأن الله قد يخفف العذاب بأسباب بسيطة من عمل البر.
أسأل الله تعالى أن يقينا عذاب القبر، وأن يغفر لنا تقصيرنا، ويجنبنا مواطن المعصية والزلل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وهذا إسناد حسن متصل؛ فإن بحر بن مرَّار سمع عن جده عبد الرحمن بن أبي بكرة. وبحر بن مَرَّار تكلم فيه القطان فقال فيه: إنَّه خولط. إلَّا أنَّ ابن عديٍّ بعد أن أخرج الحديث المذكور وغيره من رواياته قال: لا أعرف له حديثًا منكرًا فأذكره، ولم أر أحدًا من المتقدِّمين ممَّن تكلَّم في الرجال ضعَّفه إلا يحيى القطَّان، ذكر أنَّه خولط. ومقدار ما له من الحديث لم أر فيه حديثًا منكرًا».
وهذا هو الصواب؛ فحديثه هذا لا بأس به في الشواهد.
ولا يُعكِّر على هذا الاختلافُ عليه، أعني به ما رواه ابن ماجه (٣٤٩) من طريق وكيعٍ، وأبو
داود الطيالسي في مسنده (٩٠٨) كلاهما عن الأسود بن شيبان، عن بحر بن مَرَّار، عن جدِّ أبيه أبي بكرة. ففيه انقطاع؛ لأنَّ بحرًا لم يسمع من أبي بكرة؛ ولذا صوّب الدارقطني في العلل (٧/ ١٥٦) الرواية الموصولة، وقال أبو حاتم: هي أصحُّ. «العلل» (١/ ٣٧٠).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 102 من أصل 119 حديثاً له شرح
- 70 يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه
- 71 أتى النبي الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار
- 72 لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم...
- 73 لا تأتني بعظم ولا روث
- 74 نهى رسول الله ﷺ أن يتمسح بعظم أو ببعر
- 75 من عقد لحيته أو تقلد وترًا أو استنجي برجيع دابة
- 76 إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء
- 77 استحباب الاستطابة بالماء من السنة النبوية
- 78 احجُبْ نساءَك
- 79 أذن النبي ﷺ للنساء بالخروج لقضاء الحاجة
- 80 إذا ذهب المذهب أبعد
- 81 إذا أراد الحاجة أبعد
- 82 كان النبي يذهب لحاجته إلى المغمس
- 83 إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد
- 84 مسح النبي ﷺ على الخفين بعد الوضوء.
- 85 لا تستقبل القبلة ولا تولها ظهرك في قضاء الحاجة
- 86 لا تستقبل القبلة ولا تستدبرها عند قضاء الحاجة
- 87 لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة
- 88 رسول الله ﷺ مستقبلا بيت المقدس لحاجته
- 89 نهى رسول الله عن استقبال القبلة ببول.
- 90 لا بأس بالبول إلى القبلة إذا كان بينك وبينها ساتر
- 91 من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له...
- 92 إذا أراد الحاجة تنحى ولا يرفع ثيابه حتى يدنو من...
- 93 دعا النبي بالطست ليبول فيها فانخنثت نفسه
- 94 لا تبل في الجحر فإنها مساكن الجن
- 95 لا تَبُولَنَّ في الماء الدائم ثم تغتسل منه
- 96 لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب
- 97 اتقوا اللَّعّانين: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم
- 98 لا تَبُلْ في الماء الراكد
- 99 أما إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير
- 100 من أسباب عذاب القبر هو عدم التحرز من البول
- 101 يعذبان في قبورهما عذابًا شديدًا في ذنبٍ هينٍ
- 102 إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير
- 103 أتى رسول الله ﷺ بصبي فبال على ثوبه
- 104 ولد صغير لم يأكل الطعام بال على ثوب النبي فدعا...
- 105 يُنْضح من بول الصبي
- 106 يغسل من بول الجارية ويرش من بول الغلام
- 107 ينضح من بول الغلام ويغسل من بول الجارية
- 108 أعرابي يبول في المسجد والنبي ينهى عن زجره
- 109 دعوه وأهريقوا على بوله سجلا من ماء
- 110 كانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد في زمان رسول...
- 111 كنت أغسل الجنابة من ثوب رسول الله ﷺ فيخرج إلى...
- 112 احتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء
- 113 أليس بعدها طريق هي أطيب منها
- 114 لا نتوضأ من موطئ ولا نكف شعرًا ولا ثوبًا
- 115 إلقاء النعال في الصلاة بسبب القذر أو الأذى
- 116 الحسن بن علي على عاتقه ولعابه يسيل عليه
- 117 من مر على رسول الله وهو يبول فسلم فلم يرد...
- 118 إذا رأيتني على مثل هذه الحالة فلا تسلم علي
- 119 إذا رأيتني هكذا فلا تسلم علي
معلومات عن حديث: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير
📜 حديث: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








