حديث: هذا رسول الله ﷺ مقبلا متقنعا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في التقنّع

عن عائشة قالت: نحن يوما جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة، فقال قائل لأبي بكر: هذا رسول اللَّه ﷺ مقبلا متقنعا، في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فجاء النبي ﷺ فاستأذن، فأذن له، فدخل.

صحيح: رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٠٧) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته في حديث طويل.

عن عائشة قالت: نحن يوما جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة، فقال قائل لأبي بكر: هذا رسول اللَّه ﷺ مقبلا متقنعا، في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فجاء النبي ﷺ فاستأذن، فأذن له، فدخل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو من الأحاديث التي تحمل في طياتها دروسًا عظيمة في الأدب والاحترام والتوجيه النبوي الرقيق.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● نَحْرُ الظَّهِيرَةِ: يعني وقت اشتداد الحر في منتصف النهار، وهو الوقت الذي يخلو فيه الناس للراحة.
● مُتَقَنِّعًا: أي قد غطى رأسه ووجهه بعمامة أو برداء، ربما بسبب الحر أو لسبب آخر.
● مُقْبِلًا: أي متجهًا نحو بيت أبي بكر رضي الله عنه.
● اسْتَأْذَنَ: طلب الإذن للدخول، وهذا من أدب الإسلام في الاستئذان قبل دخول بيوت الآخرين.
2. شرح الحديث:
تصف لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفًا حدث في بيت أبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حيث كانوا جالسين في وقت القيلولة (نحر الظهيرة) وهو وقت غير معتاد لزيارة النبي ﷺ لهم. فجاءه منبّهًا يقول: إن رسول الله ﷺ مقبلٌ إليكم في هذه الساعة متقنّعًا (يغطي رأسه)، فتعجب أبو بكر من هذه الزيارة في الوقت غير المعتاد.
فلما وصل النبي ﷺ إلى الباب، لم يدخل مباشرةً، بل استأذن أولاً، فأذن له أبو بكر، فدخل. وهذا الاستئذان يدل على أدبه العظيم ﷺ وتطبيقه لأمر الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا} [النور: 27].
3. الدروس المستفادة:
● الأدب في الاستئذان: حتى النبي ﷺ وهو أشرف الخلق لم يدخل بيت صاحبه دون استئذان، فكيف بنا؟
● احترام خصوصيات البيوت: زيارة النبي ﷺ في وقت غير معتاد (وقت القيلولة) جعلت أهل البيت يتعجبون، مما يدل على أن للبيوت أوقاتًا للراحة والخصوصية يجب احترامها.
● تواضع النبي ﷺ: حيث جاء بنفسه إلى بيت أبي بكر متقنعًا، دون أن يرسل أحدًا أو يستدعيهم.
● حرص الصحابة على رؤية النبي ﷺ: فرحوا بمقدمه حتى في الوقت غير المتوقع.
4. معلومات إضافية:
هذا الحديث يأتي في سياق أحداث أخرى، حيث إن النبي ﷺ جاء في هذا الوقت ليخبر أبا بكر بأن الله تعالى قد أذن له بالهجرة، وكانت هذه الزيارة تمهيدًا لأعظم حدث في تاريخ الدعوة الإسلامية. ففي هذا الموقف المتواضع في بيت أبي بكر، كان يُخطط لأمر عظيم، مما يدل على أن أعمال الخير تبدأ دائمًا من البيوت وبالأخلاق الحسنة.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الأدب مع الله ومع رسوله ﷺ، وأن نقتدي به في كل صغيرة وكبيرة.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٠٧) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته في حديث طويل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 61 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذا رسول الله ﷺ مقبلا متقنعا

  • 📜 حديث: هذا رسول الله ﷺ مقبلا متقنعا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذا رسول الله ﷺ مقبلا متقنعا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذا رسول الله ﷺ مقبلا متقنعا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذا رسول الله ﷺ مقبلا متقنعا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب