حديث: إزرة المسلم إلى نصف الساق وما أسفل من الكعبين فهو في النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن إسبال الإزار أسفل من الكعبين

عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: على الخبير سقطت، قال رسول اللَّه ﷺ: «إزرة المسلم إلى نصف
الساق، ولا حرج -أو لا جناح عليه- فيما بينه وبين الكعبين، وما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جرَّ إزاره بطرًا لم ينظر اللَّه إليه».

صحيح: رواه مالك في اللباس (١٢) عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: فذكره.

عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: على الخبير سقطت، قال رسول اللَّه ﷺ: «إزرة المسلم إلى نصف
الساق، ولا حرج -أو لا جناح عليه- فيما بينه وبين الكعبين، وما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جرَّ إزاره بطرًا لم ينظر اللَّه إليه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع.
هذا حديث عظيم من أحاديث الآداب واللباس في الإسلام، وهاك شرحه الوافي على منهج أهل السنة والجماعة:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه في سننهم، وصححه عدد من أهل العلم منهم الألباني رحمه الله.

ثانياً. شرح المفردات:


* على الخبير سقطت: مثل يضرب عندما يُسأل الشخص عن الشيء الذي هو خبير به. أي أن سؤال أبي سعيد الخدري -وهو صحابي جليل- عن الإزار قد وقع على من هو خبير بهذا الأمر، لأنه سمع من النبي ﷺ مباشرة.
* الإزرة: هي ما يُغطي النصف الأسفل من الجسم، ويُقصد بها هنا (الإزار) الذي يلبس على الجزء الأسفل، أو يمكن أن يعم كل ما يلبس تحت الوسط كالسراويل والثياب الطويلة.
* إلى نصف الساق: أي أن المستحب والمحبوب أن يكون طول ثوب المسلم أو سرواله إلى منتصف عظمة الساق (بين الركبة والكعب).
* لا حرج أو لا جناح عليه: أي لا إثم ولا لوم على المسلم إذا كان ثوبه بين منتصف الساق والكعبين.
* الكعبين: هما العظمان البارزان في أسفل مفصل الساق (الرجل).
* فهو في النار: وعيد شديد على من جر ثوبه خيلاء وتكبراً، فجزاؤه النار.
* من جر إزاره بطراً: أي من أطال ثوبه وأسفله حتى سحبها على الأرض بدافع الكبر والخيلاء والتفاخر.

ثالثاً. شرح الحديث:


يُبين لنا النبي ﷺ في هذا الحديث الهدي النبوي في كيفية لباس الثوب أو الإزار، فيحدد لنا ثلاث درجات:
1- الدرجة المثلى والمستحبة: أن يكون طول الثوب إلى منتصف الساق. وهذا هو الأكمل والأفضل.
2- الدرجة المسموح بها والمباحة: أن يكون طول الثوب بين منتصف الساق والكعبين. وهذا جائز "لا حرج" على فاعله، لكنه دون درجة الكمال.
3- الدرجة المحرمة: أن يكون الثوب أسفل من الكعبين، أي يغطي الكعبين ويسحب على الأرض. وهذا محرم تحريماً شديداً، لكن التحريم مقترن بسبب، وهو "البطر" أي الكبر والخيلاء. فمن فعل ذلك متكبراً مختالاً، فهو الذي يقع تحت الوعيد الشديد.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التوسط والاعتدال في الملبس: الإسلام دين الوسطية، حتى في اللباس، فلا إفراط ولا تفريط.
2- تحريم الإسبال للرجال: وهو إطالة الثوب أو البنطال ليكون أسفل من الكعبين. وهذا التحريم خاص بالرجال.
3- النية أساس الحكم: يوضح الحديث أن الإثم ليس على مجرد طول الثوب، بل على نية الكبر والخيلاء المصاحبة له. وهذا أصل عظيم في الإسلام، وهو أن الأعمال بالنيات.
4- الوعيد الشديد على التكبر: من جر ثوبه تكبراً فهو متوعد بعدم نظر الله إليه يوم القيامة، وهذا من أشد الوعيد، لأن نظر الله إليه يعني رحمته ورضوانه.
5- حرص الصحابة على الفقه والسؤال: حرص والد العلاء على سؤال الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري ليتعلم أحكام دينه.
6- التواضع خلق إسلامي أصيل: النهي عن الإسبال هو في الحقيقة أمر بالتواضع ونهي عن الكبر.

خامساً:

معلومات إضافية مهمة:
* حكم الإسبال: ذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة إلى أن الإسبال (إطالة الثوب تحت الكعبين) محرم إذا كان للخيلاء، وهو من كبائر الذنوب. وأما إن كان لغير الخيلاء (كالإهمال أو التقليد الأعمى) فذهب كثير من العلماء إلى كراهة التحريم، وهو معصية.
* الفرق بين الرجال والنساء: هذا الحكم خاص بالرجال، أما المرأة فمأمورة بإطالة ثيابها ستراً لها، ولا يدخل عليها هذا الوعيد.
* التنبيه على خطورة الكبر: الحديث يحذر من خلق ذميم هو الكبر، الذي هو من صفات أهل النار، ويبين أن مجرد هيئة اللباس يمكن أن تكون دليلاً عليه.
أسأل الله أن يرزقنا التواضع والهدي النبوي في ملبسنا وجميع أمورنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في اللباس (١٢) عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: فذكره.
ورواه أبو داود (٤٠٩٣)، وابن ماجه (٣٥٧٣)، وأحمد (١١٠١)، والبيهقي في الشعب (٥٧٢٦)، وصحّحه ابن حبان (٥٤٤٧) كلهم من هذا الوجه. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 79 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إزرة المسلم إلى نصف الساق وما أسفل من الكعبين فهو في النار

  • 📜 حديث: إزرة المسلم إلى نصف الساق وما أسفل من الكعبين فهو في النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إزرة المسلم إلى نصف الساق وما أسفل من الكعبين فهو في النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إزرة المسلم إلى نصف الساق وما أسفل من الكعبين فهو في النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إزرة المسلم إلى نصف الساق وما أسفل من الكعبين فهو في النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب