حديث: عن أبي هريرة: النهي عن لبستين الصماء والاحتباء بثوب ليس على الفرج شيء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن اشتمال الصماء والاحتباء في ثوبٍ واحدٍ

عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ نهى عن لبستين: الصماء وأن يحتبي الرجل بثوبه ليس على فرجه منه شيء.

صحيح: رواه الترمذي (١٧٥٨)، وأبو داود (٤٠٨٠) كلاهما من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ نهى عن لبستين: الصماء وأن يحتبي الرجل بثوبه ليس على فرجه منه شيء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبستين: الصماء، وأن يحتبي الرجل بثوبه ليس على فرجه منه شيء.
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


* نهى عن لبستين: حَرَّمَ أو كَرِهَ (على خلاف بين العلماء في درجة النهي) نوعين من اللباس أو الهيئات في اللبس.
* الصماء: هي الرداء أو الإزار الذي يُلَفُّ على الجسد كله بحيث لا يكون له فتحة للذراعين، فيشبه الكيس أو الكفن، ويُسدل على الرأس والجسد معاً، فيغطي كل شيء ولا يظهر منه إلا الوجه، أو قد يغطي الوجه أيضاً. سُميت "صماء" لأنها صَمَّتْ عن إخراج اليدين، أي منعتهما.
* أن يحتبي: الاحتباء هو هيئة الجلوس حيث يجلس الرجل على أليتيه ويضم ساقيه إلى بطنه بيديه أو بثوب يربطه عليهما، فيصبح شكله كالحزمة.
* بثوبه ليس على فرجه منه شيء: أي أن يكون الثوب الذي يحتبي به (يربطه على ركبتيه وساقيه) لا يغطي عورته، بل تكون مكشوفة بسبب هذه الهيئة من الجلوس.


2. شرح الحديث:


ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أمرين:
الأول: النهي عن لبس "الصماء":
والعلة في النهي عن هذا اللباس عدة أمور:
* مشابهة الكفن: حيث أن الميت يُكفن في ثوب يشبه هذا الرداء، فكأن الحي يتشبه بالموتى في لباسه.
* التشبه بأهل الكتاب: كان هذا اللباس شائعاً among بعض الرهبان والنصارى في ذلك الزمان، وفي الإسلام يُنهى عن التشبه بغير المسلمين في خصائصهم.
* الكبر والخيلاء: قد يكون في هذا اللباس نوع من التبختر والاختيال في المشي.
* العناء والمشقة: فهو لباس غير عملي، يعيق حركة لابسه ويصعّب عليه إخراج يديه للعمل أو تناول شيء.
الثاني: النهي عن الاحتباء في ثوب لا يستر العورة:
والعلة هنا واضحة وجليلة، وهي:
* كشف العورة: ففي هيئة الاحتباء هذه، إذا لم يكن هناك ثوب آخر تحت هذا الثوب يغطي العورة بشكل كاف، فإنها قد تنكشف عند تحرك الرجل أو عند انفراج ركبتيه، مما يؤدي إلى ارتكاب محظور شرعي عظيم وهو كشف العورة أمام الآخرين.
* عدم التحفظ: هذه الجلسة قد تكون غير لائقة، لا تليق بمروءة المسلم وحيائه، خاصة إذا كان في مجمع من الناس.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- مراعاة الأدب والحياء في الملبس والمجلس: الإسلام دين الحياء، وهذان النهيان يدلان على أن المسلم مأمور بأن يكون مظهره وهيئته في اللباس والجلوس متسمين بالاحتشام والوقار، والبعد عن كل ما يشين.
2- سد الذرائع إلى المحرمات: النهي عن الاحتباء بثوب لا يستر العورة هو من باب سد الذرائع، حيث يمنع المسلم من الدخول في موقف قد يؤدي به إلى الوقوع في المعصية (كشف العورة) даже لو لم يقصد ذلك.
3- النهي عن التشبه بغير المسلمين: في النهي عن لبس "الصماء" إرشاد للمسلم أن يكون له شخصيته المميزة المستقلة في مظهره وسلوكه، وأن يبتعد عن التقليد الأعمى لأعداء الله.
4- التشريع مراعٍ للفطرة والعمل: اللباس المشروع هو الذي يكون ساتراً، عملياً، لا يعيق حركة الإنسان في عبادته ومعاشه، بعيداً عن التكلف والمشقة.
5- العناية بنظافة المجتمع وأخلاقه: من حكمة هذه النواهي الحفاظ على مجتمع نظيف من المنكرات والبذاءات، حتى في الأمور التي قد تبدو صغيرة، كهيئة الجلوس.


4. معلومات إضافية:
* حكم النهي: اختلف العلماء في درجة النهي هنا بين الكراهة التنزيهية والتحريم، وذلك بحسب قوة العلة، ولكن المستحب للمسلم أن يترك ما نهاه عنه النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان على سبيل الكراهة.
* الاحتباء بثوب يستر العورة: إذا كان الرجل يلبس تحته ما يستر عورته كالإزار أو السروال، ثم احتبى بثوب آخر فوقه، فلا بأس بذلك، لأن العلة (كشف العورة) قد زالت.
* الفرق بين الاحتباء والاختباء: الاختباء هو الالتفاف بالثوب للتدفئة، وهو جائز ولا شيء فيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (١٧٥٨)، وأبو داود (٤٠٨٠) كلاهما من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ للترمذي. وإسناده صحيح.
وقوله: «الصماء» هو أن يلتحف الرجل بثوبه من حيث لا يخرج منه يده فهو كالصخرة الصماء التي ليس فيه خرق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 67 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن أبي هريرة: النهي عن لبستين الصماء والاحتباء بثوب ليس على الفرج شيء

  • 📜 حديث: عن أبي هريرة: النهي عن لبستين الصماء والاحتباء بثوب ليس على الفرج شيء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن أبي هريرة: النهي عن لبستين الصماء والاحتباء بثوب ليس على الفرج شيء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن أبي هريرة: النهي عن لبستين الصماء والاحتباء بثوب ليس على الفرج شيء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن أبي هريرة: النهي عن لبستين الصماء والاحتباء بثوب ليس على الفرج شيء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب