ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار

حديث: ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار».

صحيح: رواه البخاريّ في اللباس (٥٧٨٧) عن آدم، عن شعبة، حدّثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تحذر من مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في اللباس، خاصة ما يتعلق بستر العورة.

أولاً. شرح المفردات:

● الإزار: هو ثوب يلف على نصف الجسم الأسفل، وهو ما يعرف اليوم بـ "الإزار" أو "الرداء" أو "المئزر"، ويشمل في معناه الحديث "السروال" وكل ما يلبس على أسفل الجسم.
● الكعبين: هما العظمان الناتئان في أسفل الساق عند مفصل القدم. (كعب الرجل، وليس كعب القدم).
● ففي النار: وعيد شديد يدل على التحريم والغضب الإلهي على فاعله.

ثانياً. شرح الحديث:

معنى الحديث النبوي الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أن جزء الإزار أو الثوب الذي يزيد على الكعبين ويجر على الأرض هو في النار، أي أن صاحبه يعذب به في نار جهنم بسبب هذا الفعل.
وهذا الوعيد الشديد ليس لأن القماش نفسه يدخل النار، ولكن:
1- إهانة للباس: فهو إسراف وتبذير للمال، وإهانة للثوب الذي يجب أن يصان.
2- التشبه بأهل الكبر: لأن إطالة الثياب والخيلاء في المشي كانا من سمات الكبراء والمتجبرين الذين يريدون إظهار الترف والعلو على الناس.
3- مخالفة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم: الذي أمر برفع الإزار إلى نصف الساق أو إلى الكعبين على أقصى تقدير، فمخالفة أمره معصية.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:

1- حرمة إسبال الثياب: الحديث دليل واضح على تحريم إسبال الإزار والسراويل وغيرها من اللباس إذا كان يتجاوز الكعبين. والإسبال هو جعل الثوب طويلاً حتى يغطي الكعبين ويزيد عليهما.
2- شدة الوعيد على هذه المعصية: قرن النبي صلى الله عليه وسلم هذه المعصية بالعذاب في النار، مما يدل على عظم خطرها عند الله تعالى.
3- النهي عن الخيلاء: يدخل في هذا الوعيد من أطال ثيابه خيلاء وافتخاراً، وهذا هو الذي أجمع العلماء على تحريمه وعظم إثمه.
4- اختلاف العلماء فيمن أسبل من غير خيلاء: ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى أن الإسبال محرم مطلقاً، سواء كان للخيلاء أو للزينة أو للإهمال، لعموم الوعيد في الحديث. وذهب بعض العلماء إلى أن الوعيد خاص بمن فعل ذلك خيلاء، ولكن الراجح هو القول الأول للعموم.
5- الحد الفاصل للجواز: الحد الأقصى الذي يجوز للرجل أن يبلغه ثوبه هو الكعبان، والأفضل أن يكون إلى منتصف الساق، كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

رابعاً. تنبيهات مهمة:

- هذا الحديث موجه للرجال بشكل خاص، فأمر المرأة مختلف، حيث يجب عليها أن تستر جميع بدنها في اللباس الشرعي.
- المقصود بالكعبين هنا هما العظمان في مفصل الساق (أسفل الساق)، وليسا عظمي القدم.
- هذا الحديث يدعونا إلى التوسط والاعتدال في الملبس وعدم الإسراف، والابتعاد عن التقليد الأعمى لأهل الدنيا والمتلافين.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يهدينا لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللباس (٥٧٨٧) عن آدم، عن شعبة، حدّثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.
ظاهر هذا الحديث أن الموضع الذي يناله الإزار من أسفل الكعبين يكون في النار. وتأوّل بعض أهل العلم بأن معناه أن عمله هذا عمل أهل النار وهم الكفار لأن من عادتهم جر الإزار افتخارًا.
وقال بعض أهل العلم بأنه محمول على قيد خيلاء؛ لأنه ورد فيه الوعيد بالاتفاق كما هو في الباب الذي يليه.
قال ابن عبد البر: «مفهومه أن الجر لغير الخيلاء، لا يلحقه الوعيد إلا أن جرّ القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال».
وقال النووي: لا يجوز الإسبال تحت الكعبين لخيلاء فإن كان لغيرها فهو مكروه. انظر للمزيد: الفتح (١٠/ ٢٦٣).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 73 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار

📜 حديث: ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية