حديث: من وطئه خيلاء وطئه في النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن افتخار في اللباس وجره خيلاء

عن هبيب بن مغفل الغفاري أنه رأى محمدًا القرشي قام يجر إزاره، فنظر إليه هبيب فقال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «من وطئه خيلاء وطئه في النار».

صحيح: رواه أحمد (١٥٦٠٥)، وأبو يعلى (١٥٤٢) كلاهما من حديث هارون بن معروف، حدّثنا ابن وهب يعني عبد اللَّه بن وهب المصري، حدّثنا عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم بن أبي عمران، عن هبيب بن مغفل فذكره.

عن هبيب بن مغفل الغفاري أنه رأى محمدًا القرشي قام يجر إزاره، فنظر إليه هبيب فقال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «من وطئه خيلاء وطئه في النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل هبيب بن مغفل الغفاري رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● هبيب بن مغفل الغفاري: صحابي جليل، من قبيلة غفار المعروفة، وهو أخو أبي ذر الغفاري رضي الله عنهما.
● محمدًا القرشي: رجل من قريش، لم يُذكر اسمه كاملاً، والمقصود هو شخص معين شاهده الصحابي.
● يجر إزاره: أي يطيل ثوبه (إزاره) حتى يجر على الأرض.
● من وطئه: من مشى عليه (أي على ثوبه الطويل) وهو يجر.
● خيلاء: أي متكبراً متبختراً في مشيته، معجباً بنفسه.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي هبيب بن مغفل رضي الله عنه أنه رأى رجلاً من قريش يُقال له محمد، يمشي وهو يجر ثوبه (إزاره) على الأرض طويلاً، فتذكر هبيب رضي الله عنه الحديث الذي سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكر على هذا الرجل فعله، ونصحه بترك هذا المظهر، مستدلاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من وطئه خيلاء وطئه في النار».
أي: من مشى على ثوبه (أي أطاله حتى يجر على الأرض) وهو يمشي مشية المتكبرين المتعاظمين على الناس، فإن جزاءه وعقابه أن "يطأه" النار، أي يدخل النار ويُداس فيها – والعياذ بالله – بسبب هذا الفعل الذي هو من أفعال الكبر والاختيال.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم إسبال الثياب والخيلاء فيها: يجمع هذا الحديث بين تحريم أمرين خطيرين:
● الإسبال: وهو إطالة الثوب (السراويل، الإزار، القميص...) حتى يجاوز الكعبين ويجر على الأرض.
● الخيلاء: وهي المشية التي يدل فيها الإنسان على الكبر والعجب بالنفس.
2- شدة الوعيد على من فعل ذلك: الوعيد بدخول النار يدل على عظم هذا الذنب وكبره عند الله تعالى، خاصة إذا اقترن بالخيلاء والكبرياء.
3- النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: موقف الصحابي هبيب رضي الله عنه هو نموذج رائع للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث لم يسكت عن رؤية المنكر، بل نبه عليه واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
4- التواضع في الملبس والمظهر: الإسلام يدعو إلى التواضع وذم الكبر، والزي هو أول ما يظهر على الإنسان، فيجب أن يكون زياً متواضعاً لا يدل على الخيلاء أو الترفع على الآخرين.
5- التحذير من مشابهة الكفار: كان إطالة الثياب والخيلاء فيها من عادات الجاهلية وأهل الكبر والاستعلاء، فنهى الإسلام عن مشابهتهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- حكم إطالة الثوب (الإسبال) لغير الخيلاء مختلف فيه بين العلماء، فمنهم من كرهه ومنهم من حرمه، والأحوط تركه خروجاً من خلاف العلماء، وأما مع الخيلاء فالإجماع على تحريمه وشدّة إثمه.
- المقصود بالكعبين هما العظمان الناتئان في أسفل الساق.
- هذا الحديث يندرج تحت العمومات والتحذيرات النبوية من الكبر، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر».
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من الكبر والخيلاء، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٥٦٠٥)، وأبو يعلى (١٥٤٢) كلاهما من حديث هارون بن معروف، حدّثنا ابن وهب يعني عبد اللَّه بن وهب المصري، حدّثنا عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم بن أبي عمران، عن هبيب بن مغفل فذكره. وإسناده صحيح.
قوله: «وطئه» أي وطئ إزاره.
وفي معناه ما روي عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «بينما رجل ممن كان قبلكم يخرج في بردين، فاختال فيهما، فأمر اللَّه الأرض فأخذته، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة»
رواه أبو يعلى (٤٣٠٢) عن أبي خيثمة، حدّثنا معلى بن منصور، أخبرني محمد بن مسلم قال: سمعت زيادًا النميري يحدث، عن أنس بن مالك، فذكره.
وزياد النميري هو: زياد بن عبد اللَّه البصري ضعيف، ضعفه ابن معين في رواية، وقال في موضع آخر: ليس به بأس، وضعّفه أيضًا أبو داود، وذكره ابن حبان في الضعفاء وقال: منكر
الحديث يروي عن أنس أشياء لا تُشبه حديث الثقات، وذكره أيضًا في الثقات فقال: «يخطئ».
وبه أعله أيضًا الهيثمي في المجمع (٥/ ١٢٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 100 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من وطئه خيلاء وطئه في النار

  • 📜 حديث: من وطئه خيلاء وطئه في النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من وطئه خيلاء وطئه في النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من وطئه خيلاء وطئه في النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من وطئه خيلاء وطئه في النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب