حديث: في الصلاة شُغلا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب تحريم رد السّلام في الصّلاة
متفق عليه: رواه البخاريّ في العمل في الصّلاة (١١٩٩)، ومسلم في المساجد (٥٣٨) كلاهما عن ابن نُمَيرٍ، حَدَّثَنَا ابن فُضَيْل، حَدَّثَنَا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله فذكر مثله.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو حديث عظيم له دلالات مهمة. وإليك شرحه الوافي على النحو التالي:
1. شرح المفردات:
● نسلِّم على رسول الله ﷺ: أي كنا نُحييه بتحية الإسلام بقولنا: "السلام عليك يا رسول الله" أو "السلام عليك ورحمة الله".
● وهو في الصلاة: أي أثناء قيامه بأداء الصلاة المفروضة أو النافلة.
● فيرد علينا: أي كان يرد علينا السلام برد مماثل أو أفضل.
● من عند النجاشي: المقصود هو رحلة الهجرة إلى الحبشة، حيث كان النجاشي ملكاً صالحاً آوى المسلمين.
● شُغْلاً: أي انشغالاً وهماً وعبادة تامة، فلا يصح أن يشتغل عنها بشيء آخر.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن الصحابة في بداية الإسلام كانوا يسلمون على النبي ﷺ أثناء صلاته، فكان يرد عليهم السلام وهو يصلي، وذلك قبل أن تكمّل أحكام الصلاة وتنزل التشريعات التفصيلية. ولكن بعد عودتهم من هجرة الحبشة، حيث تعلموا من النجاشي وأصحابه مزيداً من الأدب والاحترام للعبادات، سلموا على النبي ﷺ أثناء الصلاة فلم يرد عليهم، وبيّن لهم أن المصلي يكون في حالة انشغال كامل بالله تعالى ومناجاته، فلا ينبغي أن يشتغل برد السلام أو غيره من أمور الدنيا.
3. الدروس المستفادة منه:
● تطور التشريع الإسلامي: الحديث مثال واضح على كيفية نزول الأحكام الشرعية بشكل تدريجي، حيث كان الجواز في البداية ثم نسخه إلى المنع.
● عظمة الصلاة ومكانتها: الصلاة هي مناجاة بين العبد وربه، وهي تحتاج إلى كامل التركيز والخضوع، فلا يجوز فيها ما يخلّ بها أو يشغل عنها.
● تحريم الكلام في الصلاة: ثبت بالحديث أن الكلام في الصلاة لغير ضرورة (كرد السلام) من الأمور المبطلة للصلاة، إلا ما استثناه الشرع كالتسبيح في سجود التلاوة أو التنبيه للإمام.
● التأدب مع الله ورسوله: يعلمنا الحديث أدب التعامل مع أوقات العبادة، وعدم مقاطعة المصلي أو إشغاله بأمور الدنيا.
● الاقتداء بالنجاشي وأصحابه: فيه إشارة إلى فضل التعلم من أهل الكتاب إذا كانوا على استقامة، وأخذ الأدب والخصال الحسنة ممن لديهم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من الأدلة على نسخ الأحكام، حيث كان رد السلام في الصلاة جائزاً ثم نُسخ إلى المنع.
- اتفق الفقهاء على تحريم رد السلام باللفظ في الصلاة، ولكن ذهب بعضهم إلى جواز الرد بالإشارة إذا دعت الحاجة، استدلالاً بأحاديث أخرى.
- الحديث يدل على أن الهجرة إلى الحبشة كانت حدثاً مهماً كان له تأثير في تشكيل وعي الصحابة وتعلمهم.
- يستفاد من الحديث أهمية التفرغ للعبادة وعدم تشتيت الذهن بأمور خارجية.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وأخرجه أبو داود (٩٢٤)، والنسائي (١٢٢١)، وصحّحه ابن حبان (٢٢٤٣) كلّهم من طرق عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: كنا نُسلم في الصّلاة، ونأمر بحاجتنا. فقدمتُ على
رسول الله ﷺ فسلَّمتُ عليه فلم يرد عليَّ السّلام. فأخذني ما قَدُم وما حدث. فلمّا قضى رسول الله ﷺ الصّلاة قال: «إن الله يُحدث من أمره ما يشاء، وإن الله جلّ وعزّ قد أحدث من أمره أن لا تكلَّموا في الصّلاة» فرَّد علَيَّ السّلامَ.
وإسناده حسن من أجل عاصم وهو: ابن أبي النجود: بنون وجيم، الأسدي مولاهم، أبو بكر المقرئ «صدوق له أوهام حجة في القراءة، وحديثه في الصَّحيحين مقرون».
وأبو وائل هو: شقيق بن سلمة الأسدي.
عَلَّقَه البخاريّ بصيغة الجزم عن ابن مسعود «الفتح» (١٣/ ٤٩٦).
وأخرجه النسائيّ (١٢٢٠) بإسناد آخر من طريق سفيان، عن الزُّبير بن عديّ، عن كلثوم، عن عبد الله وزاد فيه: «أن لا تكلموا إِلَّا بذكر الله، وما ينبغي لكم، وأن تقوموا لله قانتين».
وإسناده صحيح. وكلثوم هو: ابن علقمة بن ناجية بن المصطلق وهو ثقة. وله إسناد آخر وفيه من لم يوثق.
وقوله: «ما قَدُم وما حدث» معناه الحزن والكآبة، يريد أنه قد عاوده قديم الأحزان، واتصل بحديثها. كذا قال الخطّابي.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 819 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 794 خرج النبي في حلة حمراء مشمرًا صلى بالناس ركعتين
- 795 لا ينبغي هذا للمتقين
- 796 ذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم
- 797 كان النبي ﷺ يصلي في نعليه.
- 798 خلع النبي نعليه في الصلاة مرة واحدة.
- 799 إذا رأى في نعليه قذرًا فليمسحه وليصل فيهما
- 800 خالفوا اليهود لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم
- 801 صلى رسول الله حافيًا ومنتعلاً
- 802 ليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه
- 803 كان رسول الله يصلِّي قائمًا وقاعدًا وحافيًا ومنتعلًا
- 804 يُصَلِّي في نعليه
- 805 يشرب قائمًا وقاعدًا ويصلي منتعلاً وحافيًا
- 806 وضع النبي نعليه عن يساره يوم الفتح.
- 807 الحائض مفترشة بحذاء المسجد والنبي يصلي
- 808 صلى رسول الله ﷺ باليتيم والعجوز
- 809 ما رأيته صلى الضحى إلا يومئذ
- 810 يصلي على حصير يسجد عليه
- 811 يُصَلِّي على الخُمرة
- 812 كان النبي ﷺ يأتي أم سليم فيقيل عندها
- 813 كان النبي ﷺ يصلي على الخمرة.
- 814 صلاة النبي على الخمرة ورفع الحصير خشية الفتنة.
- 815 كان النبي ﷺ يصلي على الخمرة
- 816 كان رسول الله ﷺ يصلي على الخمرة ويسجد عليها
- 817 لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار
- 818 حافظوا على الصلوات ونزل الأمر بالسكوت فيها
- 819 في الصلاة شُغلا
- 820 إنما منعني أن أرد عليك أني كنت أصلي
- 821 لا غِرارَ في صلاة ولا تسليم
- 822 إنا كنا نرد السلام في صلاتنا فنهينا عن ذلك
- 823 إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس
- 824 التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع
- 825 إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع
- 826 نهى رسول الله ﷺ عن الاختصار في الصلاة
- 827 هذا الصلب في الصلاة
- 828 الالتفات في الصلاة هو اختلاس يختلِسه الشيطان
- 829 لا تلتفت في الصلاة فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده
- 830 لا يزال الله مقبلا على العبد وهو في صلاته ما...
- 831 صلى النبي في خميصة فقال: شغلتني أعلام هذه
- 832 ائتموا بأئمتكم إن صلوا قيامًا فصلوا قيامًا
- 833 يَلْحَظُ فِي الصَّلَاةِ يَمِينًا وَشِمَالًا
- 834 يُصلي رسول الله ﷺ وهو يلتفت إلى الشعب
- 835 لينتهن عن ذلك، أو لتخطفن أبصارهم
- 836 لا ترفع بصرك إلى السماء في الصلاة
- 837 لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء أن تلتمع
- 838 كان رسول الله إذا صلى رفع بصره إلى السماء
- 839 مثل الذي يصلي وهو مكتوف
- 840 مقعد الشيطان مغرز ضفره في القفا أثناء الصلاة
- 841 لا تصلِّ ورأسك معقوص
- 842 لا تبصق قِبَل وجهك في الصلاة فإن الله قِبَل وجهك
- 843 تفلت بين يديك وأنت تؤم الناس فآذيت الله وملائكته
معلومات عن حديث: في الصلاة شُغلا
📜 حديث: في الصلاة شُغلا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: في الصلاة شُغلا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: في الصلاة شُغلا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: في الصلاة شُغلا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








