إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع

حديث: إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع

عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا تثاءب أحدكم في الصّلاة فَلْيَكْظِم ما استطاع، فإن الشّيطان يدخل.

صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٩٥/ ٥٩) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا وكيع، عن سفيان، عن سهل بن أبي صالح، عن ابن أبي سعيد، عن أبيه فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا حديث شريف رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا تثاءب أحدكم في الصّلاة فَلْيَكْظِم ما استطاع، فإن الشّيطان يدخل».

أولاً. شرح المفردات:

● تَثَاءَبَ: التثاؤب هو فتح الفم عند النعاس أو الملل، وهو فعل لا إرادي غالباً.
● فَلْيَكْظِم: الكظم هنا بمعنى الكبح والمنع والرد. أي فليحبس التثاؤب ويمنعه بقدر استطاعته.
● يَدْخُلُ: المقصود أن الشيطان يدخل في فم المتثائب، كما ورد في بعض روايات الحديث الأخرى، وهذا دخول حقيقي على الوجه الذي يليق به ولا يشبه خلق الله، فهو من الأمور الغيبية التي نؤمن بها كما جاءت.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يوجه النبي صلى الله عليه وسلم المصلي الذي يعتريه التثاؤب وهو في صلاته إلى مقاومة هذا التثاؤب ومنعه بحسب قدرته واستطاعته، وذلك لأن التثاؤب في هذه الحالة من الشيطان، وهو يحاول أن يدخل من فم المصلي ليهزأ به ويضحك منه، ويذهب بخشوعه وخضوعه لله تعالى.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- مشروعية مقاومة التثاؤب في الصلاة: يستحب للمصلي أن يكتم تثاؤبه ما استطاع، وذلك بضم شفتيه أو بوضع يده على فمه، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فإذا غلب عليه التثاؤب فلا إثم عليه.
2- التثاؤب من الشيطان: الحديث يبين أن التثاؤب، خاصة في حال العبادة، من فعل الشيطان وتحريضه، فهو يحب أن يعبث بعبادة العبد ويشغله عنها.
3- الحكمة من النهي عن التثاؤب: دخول الشيطان يحمل معاني عدة، منها:
* الاستهانة بالعبادة وذهاب الخشوع.
* إظهار العبد بمظهر الكسل والامتلاء (حيث يرد في بعض الآثار أن التثاؤب من الشبع).
* إصدار صوت أو شكل غير لائق أثناء مناجاة الله تعالى.
4- التأدب مع الله في الصلاة: الصلاة هي لقاء بين العبد وربه، فينبغي أن يتأدب فيها ويتحلى بأكمل هيئة وأحسن حال، ومقاومة التثاؤب من كمال هذا الأدب.
5- التحذير من كيد الشيطان: الحديث يذكرنا بعدو حقيقي يتربص بنا ليفسد علينا عباداتنا، فيجب أن نستعيذ بالله منه ونحذر من وساوسه.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- وردت صفة لكظم التثاؤب في رواية لأبي داود: «فليضع يده على فيه».
- إذا خرج التثاؤب رغماً عن المصلي فلا تبطل صلاته، لأنه فعل غير إرادي.
- هذا الحكم ليس خاصاً بالصلاة فحسب، بل يستحب كظم التثاؤب وحبسه في كل الأحوال، ولكن التأكيد عليه في الصلاة لأهمية الأدب فيها.
- ينبغي للمسلم أن يبحث عن أسباب التثاؤب في الصلاة، مثل السهر أو كثرة الأكل، ويتجنبها حتى لا يشغله الشيطان عن عبادته.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٩٥/ ٥٩) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا وكيع، عن سفيان، عن سهل بن أبي صالح، عن ابن أبي سعيد، عن أبيه فذكر مثله.
انظر: بقية أحاديث الثاؤب وتشميت العاطس في كتاب الآداب.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 825 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع

📜 حديث: إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية