حديث: إنا كنا نرد السلام في صلاتنا فنهينا عن ذلك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم رد السّلام في الصّلاة

عن أبي سعيد أن رجلًا سلَّم على رسول الله ﷺ وهو في الصّلاة، فرد النَّبِيّ ﷺ إشارة. فلمّا سلَّم قال له النَّبِيّ ﷺ: «إنا كنا نرد السّلام في صلاتنا فنُهينا عن ذلك».

حسن: رواه البزّار «كشف الأستار» (٥٥٤) عن عمر بن الخطّاب السجستانيّ، ثنا عبد الله بن صالح، حَدَّثَنِي اللّيث، حَدَّثَنِي محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ فذكر مثله.

عن أبي سعيد أن رجلًا سلَّم على رسول الله ﷺ وهو في الصّلاة، فرد النَّبِيّ ﷺ إشارة. فلمّا سلَّم قال له النَّبِيّ ﷺ: «إنا كنا نرد السّلام في صلاتنا فنُهينا عن ذلك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث المهمة التي تبين أحكام السلام والرد أثناء الصلاة.

شرح الحديث:


الرواية كاملة كما في صحيح مسلم:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَسْجِدِ قُبَاءَ يُصَلِّي فِيهِ، فَجَاءَتْهُ الْأَنْصَارُ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقُلْتُ لِبِلَالٍ: كَيْفَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ حِينَ كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي؟ قَالَ: يَقُولُ هَكَذَا - وَبَسَطَ كَفَّهُ - وَبَسَطَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ كَفَّهُ، وَجَعَلَ بَطْنَهُ أَسْفَلَ، وَجَعَلَ ظَهْرَهُ إِلَى فَوْقَ".
وفي رواية أخرى: "فَرَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِشَارَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم: إِنَّا كُنَّا نَرُدُّ السَّلَامَ فِي صَلَاتِنَا، فَنُهِينَا عَنْ ذَلِكَ".


1. شرح المفردات:


● سلَّم على رسول الله ﷺ: أي نطق بالتحية الإسلامية "السلام عليكم".
● وهو في الصلاة: أي كان النبي ﷺ يؤدي الصلاة.
● فرد النبي ﷺ إشارة: أي رد عليهم بحركة يديه دون نطق.
● فنُهينا عن ذلك: أي منعنا وأُمرنا بعدم الرد بالكلام أثناء الصلاة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلاً سلم على النبي ﷺ وهو يصلي، فلم يرد عليه النبي ﷺ بالكلام كما يفعل خارج الصلاة، بل رد عليه بإشارة بيده. وبعد أن انتهى من الصلاة، объясب النبي ﷺ للمسلمين سبب فعله هذا، وهو أن المسلمين كانوا يردون السلام بالكلام أثناء الصلاة في بداية الإسلام، ثم نزل النهي عن ذلك، فأصبح الرد بالإشارة هو المشروع أثناء الصلاة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم الكلام في الصلاة: الحديث دليل على أن الكلام في الصلاة محرم، لأن الرد بالكلام على من سلم هو من الكلام الذي يبطل الصلاة.
2- مشروعية الرد بالإشارة في الصلاة: إذا سلم على المصلي، فإنه يرد بإشارة بيده، كما فعل النبي ﷺ.
3- بيان نسخ الأحكام: الحديث يدل على مثالاً على نسخ الأحكام في الشريعة، حيث كان الرد بالكلام جائزاً ثم نُسخ وحرم.
4- التيسير على الأمة: شرع الله الرد بالإشارة تيسيراً على المصلي، حتى لا يضطر لقطع صلاته للرد على من سلم.
5- أدب الصحابة مع النبي ﷺ: حرص الصحابة على تعلم الأحكام حتى في أدق التفاصيل، وسؤالهم عن كيفية الرد في الصلاة.
6- تعليم النبي ﷺ لأمته: حرص النبي ﷺ على بيان الأحكام وتوضيحها لأصحابه، حتى لا يقعوا في الخطأ.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● كيفية الإشارة: كما في الرواية الأخرى، كانت إشارة النبي ﷺ ببسط كفه، جاعلاً بطنه (جهة راحة اليد) إلى أسفل، وظاهره (جهة ظهر اليد) إلى أعلى.
● حكم من سلم على المصلي: يستحب للمار بالمصلي أن يسلم عليه، لكن من غير جهر يشغله، قال تعالى: "وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا".
● الفرق بين الرد والإبداء: الحديث فيمن سلم على المصلي، أما إذا كان المصلي هو الذي بدأ بالسلام على غيره وهو يصلي، فهذا أشد تحريماً.
● الإشارة بالإصبع: بعض العلماء أجاز الإشارة بالإصبع أيضاً، لكن الأفضل اتباع ما ورد في الحديث من بسط الكف.
● حكمة النهي: النهي عن الكلام في الصلاة لحفظ الخشوع والتركيز في مناجاة الله تعالى.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزّار «كشف الأستار» (٥٥٤) عن عمر بن الخطّاب السجستانيّ، ثنا عبد الله بن صالح، حَدَّثَنِي اللّيث، حَدَّثَنِي محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ فذكر مثله.
وإسناده حسن لأجل عبد الله بن صالح فإنه مختلف فيه، والخلاصة أنه بحسن حديثه في الشواهد، ولا يحتج به، ومحمد بن عجلان «صدوق».
قال الهيثميّ في «المجمع» (٢/ ٨١): «ورواه البزّار وفيه عبد الله بن صالح كاتب اللّيث، وثَّقه عبد الله بن شُعيب بن اللّيث فقال: ثقة مأمون، وضعّفه الأئمة أحمد وغيره».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 822 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنا كنا نرد السلام في صلاتنا فنهينا عن ذلك

  • 📜 حديث: إنا كنا نرد السلام في صلاتنا فنهينا عن ذلك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنا كنا نرد السلام في صلاتنا فنهينا عن ذلك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنا كنا نرد السلام في صلاتنا فنهينا عن ذلك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنا كنا نرد السلام في صلاتنا فنهينا عن ذلك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب