حديث: لا غِرارَ في صلاة ولا تسليم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم رد السّلام في الصّلاة

عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «لا غِرارَ في صلاة ولا تسليم».
قال أحمد: يعني فيما أرى أن لا تُسَلِّم ولا يُسَلَّم عليك. ويغرر الرّجل بصلاته فينصرف وهو فيها شاك.

صحيح: رواه أبو داود (٩٢٨) عن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهديّ، عن سفيان، عن أبي مالك الأشجعيّ، عن أبي حازم، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «لا غِرارَ في صلاة ولا تسليم».
قال أحمد: يعني فيما أرى أن لا تُسَلِّم ولا يُسَلَّم عليك. ويغرر الرّجل بصلاته فينصرف وهو فيها شاك.

شرح الحديث:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حياكم الله أخي السائل، وأهلاً وسهلاً بكم في بحثنا لهذا الحديث النبوي الشريف. سأقوم بشرحه لكم وفق منهج أهل السنة والجماعة، معتمداً على كبار شراح الحديث، وبالله التوفيق.

الحديث بلفظه ومصدره:


الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام أبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا غِرارَ في صلاة ولا تسليم».


1. شرح المفردات:


● لا غِرارَ: (الغِرار) من الغَرَر، وهو النقص والخداع والجهل بالشيء. وأصله من "غَرَّهُ" إذا خدعه. فكأن المصلي يخدع نفسه أو ينقص صلاته.
● في صلاة: أي أثناء أداء الصلاة.
● ولا تسليم: أي لا ينبغي أن يكون هناك تسليم (رد السلام) من المصلي على من سلم عليه وهو في الصلاة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يُحذِّر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من أمرين خطيرين يتعلقان بالصلاة:
1- الغِرار في الصلاة نفسه: وهو أن ينصرف المصلي من صلاته وهو فيها شاكٌّ، لم يُحسنها أو لم يكمل أركانها أو يشك في عدد ركعاته، فينصرف وهو لم يتحقق من صحتها. فهو بذلك يغُرُّ نفسه ويخدعها، حيث يظن أنه أتم الصلاة وهو لم يفعل.
2- الغِرار في التسليم: وهو أن يشتغل المصلي برد السلام على من سلم عليه أثناء صلاته، فينقص بذلك من خشوعه ويشغل لسانه عما هو مشغول به من مناجاة الله تعالى. فالتسليم عليه غِرَّة له وخدعة، تشغله عن صلاته.
وقد فسّر الإمام أحمد بن حنبل - كما في نص سؤالكم - المعنى بقوله: "يعني فيما أرى أن لا تُسَلِّم ولا يُسَلَّم عليك"، وهذا يؤكد أن النهي يشمل طرفي العملية: أنت لا تبدأ أحداً بالسلام أثناء صلاتك، وإذا سلم عليك أحد لا ترد عليه.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب إتقان الصلاة وإحكامها: يجب على المسلم أن يؤدي صلاته كاملة الأركان والواجبات، مستحضراً للخشوع، ولا ينصرف منها إلا بعد أن يتيقن من إتمامها على الوجه الصحيح. فإن شك في عدد الركعات، بنى على اليقين (أي الأقل) وأتى بما يسقط عنه الشك.
2- حرمة الانشغال عن الصلاة بأي كلام من كلام الناس: الصلاة هي مناجاة بين العبد وربه، فلا يجوز له أن يقطعها أو يخلّ بها بالكلام مع الناس أو رد تحياتهم. وهذا من كمال الخشوع وآداب الصلاة.
3- الحكمة من النهي عن رد السلام في الصلاة: حفظ للمصلي من الشرود والانشغال، وصوناً لصلاته من النقص. ورد السلام بعد الانتهاء من الصلاة هو السنة.
4- أن السلام على المصلي ليس حراماً ولكنه مكروه: لأن النبي صلى الله عليه وسلم رد على من سلم عليه وهو يصلي بالإشارة (كما في حديث صهيب رضي الله عنه). فمن سلم على مصليفإنه لا يأثم، ولكن الأفضل ترك السلام عليه إلا لحاجة، والمصلي يرد بالإشارة ولا يتكلم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم من تكلم في صلاته ناسياً: إذا رد المصلي على السلام ناسياً أو جاهلاً بالحكم، فصلاته صحيحة، ولكن عليه أن يسجد للسهو بعد السلام لأنه أتى بما ينافي الصلاة سهواً.
● الفرق بين الغرر والسهو: الغرر هو التفريط والتقصير المتعمّد أو الناتج عن عدم التحقق، أما السهو فهو الغفلة غير المتعمدة، وقد شرع سجود السهو لجبر الخلل الحاصل بسببه.
● الحديث يدخل في باب "النهي عن المنكر" في الصلاة، وهو من نصائح النبي صلى الله عليه وسلم لأمته لحماية عبادتهم من النقص والفساد.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحافظين على الصلاة، الموقنين بها، المعظمين لحرمتها. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٩٢٨) عن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهديّ، عن سفيان، عن أبي مالك الأشجعيّ، عن أبي حازم، عن أبي هريرة فذكره.
هذا إسناد صحيح. رواه الإمام أحمد في مسنده (٩٩٣٦) ومن طريقه رواه أيضًا الحاكم (١/ ٢٦٤) وقال: صحيح على شرط مسلم.
قال الأعظمي: وهو كذلك فإن أبا مالك الأشجعي اسمه سعد بن طارق من رجال مسلم.
ولكن أبدى أبو داود علّةً، فقال: ورواه ابن فُضيل على لفظ ابن مهديّ، ولم يرفعه.
قال الأعظمي: ابن فُضيل هو: محمد بن فُضيل بن غزوان تكلَّم فيه البعض فقال: لا يحتج به، غير أنه صدوق، وعبد الرحمن بن مهدي أثبت منه وأحفظ، فلا تضرّ مخالفته، فإن زيادة الثقة مقبولةٌ.
وكذلك لا يُعَلُّ الحديث بالشّك الذي أبداه معاوية بن هشام فرواه عن سفيان، عن أبي مالك، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: أراه رفعه فذكر الحديث.
رواه أبو داود (٩٢٩) عن محمد بن العلاء، عن معاوية بن هشام به؛ فإن اليقين لا يزول بالشك.
وأمّا معنى قوله: لا غِرار في الصّلاة فهو على وجهين: أحدهما أن لا يُتِمَّ ركوعه ولا سجوده.
والآخر أن يشكَّ هل صلَّى ثلاثًا أو أربعًا فيأخذ بالأكثر، ويترك اليقين وينصرف بالشك.
وقد جاءت السنة في رواية أبي سعيد الخدريّ أنه يطرح الشك ويبني على اليقين، ويصلي ركعة حتَّى يعلم أنه قد أكملها أربعًا. كذا قاله الخطّابي.
وأمّا قوله: ولا تسليم فمعناه كما قال الإمام أحمد: لا تسلِّم ولا يُسلَّم عليك. أي لا يجوز الكلام في الصّلاة بغير كلامها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 821 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا غِرارَ في صلاة ولا تسليم

  • 📜 حديث: لا غِرارَ في صلاة ولا تسليم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا غِرارَ في صلاة ولا تسليم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا غِرارَ في صلاة ولا تسليم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا غِرارَ في صلاة ولا تسليم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب