مُرَّ على النبي بجنازة فأثني عليها خيرًا فقال وجبت

حديث: مُرَّ على النبي بجنازة فأثني عليها خيرًا فقال وجبت

عن أبي هريرة قال: مُرَّ على النَّبِيّ ﷺ بجنازة فأُثني عليها خيرًا في مناقب الخير فقال: «وجبتْ» ثمّ مرُّوا عليه بأُخرى، فأُثني عليها شرًا في مناقب الشر فقال: «وجبتْ إنكم شهداءُ الله في الأرض».

حسن: رواه ابن ماجة (١٤٩٢) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حَدَّثَنَا عليّ بن مُسْهر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تحمل معاني عظيمة في الحث على حسن الخلق والتحذير من سوئه.

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● مُرَّ على النبي ﷺ بجنازة: أي جيء بجنازة أمام النبي ﷺ.
● فأُثني عليها خيرًا: ذُكرت محاسنها وأعمالها الصالحة.
● في مناقب الخير: في صفات الخير التي كانت تتصف بها.
● «وجبتْ»: أي وجبت لها الجنة وحقت واستحقت.
● فأُثني عليها شرًا: ذُكرت مساوئها وأعمالها السيئة.
● في مناقب الشر: في صفات الشر التي كانت تتصف بها.
● «وجبتْ»: هنا تعني وجبت لها النار.
● «إنكم شهداء الله في الأرض»: أي أن شهادتكم على الناس في الدنيا مقبولة، فأنتم تشهدون على أعمالهم.

ثانيًا. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أنهم كانوا مع النبي ﷺ فمرت بهم جنازة، فقام الناس يذكرون محاسن المتوفى وأخلاقه الحسنة وأعماله الصالحة، فقال النبي ﷺ كلمة واحدة موجزة لكنها حاسمة: «وجبتْ»، أي وجبت له الجنة واستحقت له بسبب هذا الثناء الحسن الذي هو انعكاس لحسن عمله في الدنيا.
ثم مرت جنازة أخرى، فقام الناس يذكرون مساوئ المتوفى وأخلاقه السيئة وأعماله القبيحة، فقال النبي ﷺ أيضًا: «وجبتْ»، ولكن هذه المرة وجبت له النار بسبب سوء عمله وما انعكس عنه من ثناء سيء.
ثم بين النبي ﷺ الحكمة من ذلك فقال: «إنكم شهداء الله في الأرض»، أي أن شهادتكم على الناس في الدنيا وتحدثكم عن أحوالهم مقبولة ومعتبرة، فالله جعلكم شهداء على أعمال العباد في الأرض.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- قبول شهادة أهل الخبرة والعدول: فشهادة الناس على الشخص بعد موته مقبولة إذا كانوا عدولاً، وهي دليل على عمله.
2- الجزاء من جنس العمل: فمن عمل صالحاً ذُكر بخير، ومن عمل سيئاً ذُكر بشر.
3- التحذير من سوء الخلق: فالحديث تحذير شديد من سوء الخلق والأعمال السيئة التي تترك أثراً سيئاً بين الناس.
4- الحث على حسن الخلق: فإن حسن الخلق والأعمال الصالحة تترك أثراً طيباً بين الناس حتى بعد الموت.
5- أن ثناء الناس على المرء بعد موته دليل على رضا الله عنه: كما أن ذمهم له دليل على سخط الله عليه.
6- عظمة سنة النبي ﷺ في إيجاز اللفظ مع كثرة المعاني: فقد عبر بكلمة واحدة «وجبت» عن معان عظيمة.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على أن شهادة الناس على الشخص بعد موته معتبرة، وهي من الأدلة على حسن خاتمته أو سوئها.
- يستحب الثناء على الميت بما فيه من خير، والتحذير من ذكره بسوء إلا إذا كان للعبرة.
- ينبغي للمسلم أن يحاسب نفسه دائماً: كيف سيكون ثناء الناس عليه بعد موته؟ فإن ذلك دليل على عمله.
- هذا الحديث يظهر أهمية السمعة الطيبة بين الناس، فإنها ثمرة العمل الصالح.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لحسن الخلق والأعمال الصالحة، وأن يتوفانا وهو راض عنا، وأن يجعلنا ممن يثنى عليهم خيراً بعد الموت.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجة (١٤٩٢) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حَدَّثَنَا عليّ بن مُسْهر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
وصحَّحه ابن حبَّان (٣٠٢٤)، وأخرجه الإمام أحمد (٧٥٢) كلاهما من طريق محمد بن عمرو بإسناده.
وإسناده حسن لأجل محمد بن عمرو وهو الليثي فإنه حسن الحديث.
ورواه أبو داود (٣٢٣٣)، والنسائي (١٩٣٣) كلاهما من طريق شعبة، عن إبراهيم بن عامر، عن عامر بن سعد، عن أبي هريرة قال: مروا على رسول الله ﷺ بجنازة فأثنوا عليها خيرًا، فقال: «وجبتْ» ثمّ مروا بأخرى فأَثنوا عليه شرًّا فقال: «وجبتْ» ثمّ قال: «إن بعضكم على بعض شهداءُ» وفي لفظ النسائيّ: «الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض».
وأخرجه الإمام أحمد (١٠٠١٣) من طريق سفيان ومسعر، عن إبراهيم بن عامر بن مسعود الجُمحيّ، بإسناده.
وفيه عامر بن سعد وهو البجلي روى له مسلم وأصحاب السنن غير ابن ماجة، إِلَّا أنه لم يوثقه غير ابن حبَّان، ولذا جعله الحافظ في مرتبة «مقبول».
قال الأعظمي: وهو كذلك فإنه تابعه أبو سلمة في الإسناد السابق.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 279 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مُرَّ على النبي بجنازة فأثني عليها خيرًا فقال وجبت

📜 حديث: مُرَّ على النبي بجنازة فأثني عليها خيرًا فقال وجبت

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مُرَّ على النبي بجنازة فأثني عليها خيرًا فقال وجبت

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مُرَّ على النبي بجنازة فأثني عليها خيرًا فقال وجبت

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مُرَّ على النبي بجنازة فأثني عليها خيرًا فقال وجبت

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية