حديث: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما ينهي عن سَبِّ الأموات

عن عائشة قالت: قال النَّبِيّ ﷺ: «لا تسُبُّوا الأموات، فإنهم أفْضَوا إلى ما قَدَّموا».

صحيح: رواه البخاريّ في الجنائز (١٣٩٣) عن آدم، حَدَّثَنَا شُعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة قالت: قال النَّبِيّ ﷺ: «لا تسُبُّوا الأموات، فإنهم أفْضَوا إلى ما قَدَّموا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا».
١. شرح المفردات:
● لَا تَسُبُّوا: النهي عن السب، وهو الشتم والتقبيح والذكر بالقبيح من الأقوال.
● الْأَمْوَاتَ: جمع ميت، وهم من انتقلوا من دار الدنيا إلى دار الآخرة.
● أَفْضَوْا: أي انتهوا ووصلوا إلى مصيرهم النهائي الذي قدَّموه بأعمالهم في الدنيا.
● إِلَى مَا قَدَّمُوا: أي إلى جزاء ما عملوه من خير أو شر في حياتهم الدنيا.
٢. شرح الحديث:
يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث النبوي الشريف بأدب عظيم وخُلُق كريم، وهو النهي عن سب الأموات أو شتمهم أو ذكرهم بعيب أو معصية. والعلة في هذا النهي بيَّنها صلى الله عليه وسلم بقوله: «فَإِنَّهُمْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا».
فالميت قد انتهت حياته الدنيا، وانتقل إلى عالم الآخرة، وحاسبه الله على ما كسبت يداه. فقد يكون من أهل السعادة وقد يكون من أهل الشقاء، ولكن ذلك أمره إلى الله وحده. وسبه لا يفيده شيئاً ولا يغيّر من حاله، بل قد يجرُّ الضرر والشؤم على السابِّ نفسه بإثم العدوان واللغو في الكلام.
وهذا النهي عام يشمل جميع الأموات، مسلمين كانوا أو كفاراً، إلا إذا كان في ذكر معايبهم وتحذير الناس من طريقهم مصلحة شرعية، كتحذير المسلمين من بدعة مبتدع أو ضلالة مضل، على وجه النصيحة للأمة لا على وجه السب والشتم. وهذا من باب قول الحق الذي تُحمَد عاقبته.
٣. الدروس المستفادة والعبر:
● التأدب مع الموتى: فالمسلم يتأدب مع الآخرين أحياءً وأمواتاً، فلا يذكرهم إلا بخير، أو يسكت عن شرهم.
● اليقين بالعدل الإلهي: فالله تعالى هو الذي يتولى حساب الخلائق ويجازيهم على أعمالهم، فلا داعي لأن يتخذ الإنسان نفسه حكماً على الغير.
● حفظ اللسان: الحديث تأكيد على أهمية حفظ اللسان من الفضول واللغو والكلام الذي لا خير فيه، وهو من صفات المؤمن.
● عدم الانشغال بعيوب الآخرين: ينبغي للمسلم أن ينشغل بإصلاح نفسه وتقويم عيوبها بدلاً من اشتغاله بعيوب الناس، أحياءً وأمواتاً.
● الفصل بين النصيحة والسب: يجوز بيان خطأ الشخص الضال أو الفاسق لتحذير الناس من شره، ولكن بضوابط الشرع وآدابه، دون تجريح أو سب.
٤. معلومات إضافية:
● مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
● الحكمة من النهي: حتى لا يؤذي السابُّ مشاعر أقارب الميت الأحياء، وحتى لا يتطاول الإنسان على قدر الله تعالى في خلقه.
● هل يشمل الكفار؟ النهي عام، ولكن يجوز ذكر ما كانوا عليه من الكفر والضلال على وجه التحذير والاعتبار، لا على سبيل الشتم والتشفي.
نسأل الله أن يوفقنا لحسن الأخلاق وجميل الأدب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجنائز (١٣٩٣) عن آدم، حَدَّثَنَا شُعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة فذكرته.
قال البخاريّ: ورواه عبد الله بن عبد القدوس ومحمد بن أنس، عن الأعمش، تابعه عليّ بن الجعد وابن عرعرة وابن أبي عدي، عن شعبة.
قال الأعظمي: حديث علي بن الجعد أخرجه البخاريّ في الرقاق (٦٥١٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 282 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا

  • 📜 حديث: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب