حديث: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فِيهِ وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ثناء الجيران على الميت
حسن: رواه الإمام أحمد (١٣٤٥١)، وأبو يعلى (٣٤٤٦٨ تحقيق الأثري) كلاهما من طريق مؤمّل بن إسماعيل، حَدَّثَنَا حمّاد، حَدَّثَنَا ثابت، عن أنس.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه بشرى للمسلمين، وفضيلة للجيران الصالحين، أرويه لكم كما رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره من أئمة الحديث، ثم أشرحه لكم شرحًا وافيًا إن شاء الله.
الحديث: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ إِلَّا خَيْرًا إِلَّا قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فِيهِ، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ».
الشرح المفصل:
# 1. شرح المفردات:
* أهل أبيات: أي رؤوس الأسر أو أرباب البيوت، وهم الجيران العدول الثقات.
* جيرانه الأدنين: جيرانه الأقربين مسكنًا، الذين يلون بيته ويعرفون أحواله ومعاملاته عن قرب.
* يشهدون أنهم لا يعلمون إلا خيرًا: أي يشهدون شهادة حق وصدق بأنهم ما عرفوا منه خلال فترة جوارهم إلا الخلق الحسن والمعاملة الطيبة، ولم يطلعوا على معصية أو خلق ذميم.
* قد قبلت علمكم فيه: أي قبلت شهادتكم الصادقة النابعة من علمكم بحاله الظاهر.
* وغفرت له ما لا تعلمون: أي سترت عليه وتجاوزت عن الذنوب والمعاصي التي كانت خفية عنكم ولم تطلعوا عليها.
# 2. شرح الحديث:
يخبرنا النبي الكريم ﷺ عن فضل عظيم من فضائل الله تعالى ورحمته بعباده. فإذا مات مسلم، وحضر جنازته أربعة من جيرانه الأقربين (وهم الذين يكونون أعلم الناس بأحواله ومعاملاته اليومية في بيته ومحيطه)، فشهدوا له شهادة خير، بأنهم ما عرفوا منه طيلة فترة جوارهم إلا الصلاح والخير والاستقامة في الظاهر، فإن الله تعالى يتجاوز عن هذا العبد ويتقبل هذه الشهادة.
فيقول الله جل وعلا مقرًا لهم: "قد قبلت علمكم فيه" أي قبلت شهادتكم النابعة من علمكم الظاهر بحاله، وهو سبحانه يعلم السرائر.
ثم يمن عليه بفضله العظيم فيقول: "وغفرت له ما لا تعلمون" أي غفرت له تلك الذنوب والخطايا التي كانت خفية عنكم، ولم تصل إليكم أخبارها، تكرمًا منه سبحانه وتعالى وتفضلاً، وقبولاً لهذه الشهادة الصادقة.
# 3. الدروس المستفادة والعبر:
* عظم حق الجار: الحديث يبرز أهمية حسن الجوار وعظم حق الجار في الإسلام، حتى أن شهادة الجيران الصالحين تكون سببًا في مغفرة الله تعالى للعبد بعد موته.
* أهمية السمعة الطيبة: يحث الحديث المسلم على أن يكون ذا سمعة طيبة بين جيرانه وأهل بلده، بحيث يكون معروفًا بالخير والصلاح، فإن ذلك من أسباب رحمة الله بعد الممات.
* الجزاء من جنس العمل: من عامل الناس بخلق حسن، وجاورهم بمعروف، جازاه الله بجزاء حسن في الدنيا والآخرة.
* سعة رحمة الله تعالى: في الحديث بيان لسعة رحمة الله ومغفرته، حيث يتجاوز عن ذنوب العبد بسبب شهادة صادقة من خلقه، مع علمه سبحانه بما خفي عنهم.
* الحث على الصلاح الظاهري: ينبغي للمسلم أن يحرص على الظهور بالمظهر الحسن والخلق الكريم، لأنه لا يعلم أي عمل صالح يكون سببًا في نيل رحمة الله ومغفرته.
* مسؤولية الشهادة: الشهادة للآخرين أمانة، فيجب أن تكون صادقة، والجيران الذين يشهدون مأمورون بالصدق والأمانة في شهادتهم.
# 4. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على فضل الجوار وحقوقه، ومثله قوله ﷺ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ».
* الشهادة هنا هي على الظاهر والحال الذي يعلمه الجيران، والله تعالى هو المطلع على السرائر، وهو الذي يتولى حساب القلوب والنيّات.
* يستحب للجيران والأقارب تشييع جنازة المسلم والصلاة عليه، والدعاء له، وإبداء الشهادة بالخير إذا كان أهلاً لها، فهذا من التعاون على البر والتقوى.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لحسن الجوار وحسن الخلق، وأن يتوفانا وهو راض عنا، ويغفر لنا ما لا يعلمه إلا هو.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وصحه ابن حبَّان (٣٠٢٦)، والحاكم (١/ ٣٧٨) كلاهما من طريق مؤمّل بن إسماعيل بإسناده، واللّفظ لهما، لأنه سقط في المصدرين السابقين قوله: «أنهم لا يعلمون إِلَّا خيرًا إِلَّا قال الله جل وعلا وهو لابد منه، وكذلك ذكره الهيثميّ في «المجمع» وعزاه إلى أحمد وأبي يعلي.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل الكلام على مؤمّل بن إسماعيل فقال ابن معين: ثقة، وقال الدَّارميّ: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق شديد في السنة كثير الخطأ، وقال ابن سعد: ثقة كثير الغلط، فمثله يحسن حديثه.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٤) وقال: «رجال أحمد رجال الصحيح»، وأمّا قول البخاريّ في مؤمّل بن إسماعيل: «منكر الحديث» فلم يثبت منه، كما بينت ذلك في كتاب الصّلاة، ولا أعتقد أنه خالف أصحاب حمّاد في لفظ الحديث، بل أنه حديث آخر. والله تعالى أعلم.
وأمّا ما رُوي عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ ﷺ، عن ربه عز وجل قال: «ما من عبد مسلم يموتُ، يشهد له ثلاثة أيات من جيرانه الأدْنَين بخير إِلَّا قال الله عز وجل: قد قَبلت شهادة عِبادي على ما علموا، وغفرت له ما أعلم» ففي إسناده رجل مبهم لم يُسم. رواه الإمام أحمد (٨٩٨٩، ٩٢٩٥) عن عفّان، حَدَّثَنَا مهدي بن ميمون، حَدَّثَنَا عبد الحميد صاحب الزِياديّ، عن شيخ من أهل البصرة، عن أبي هريرة فذكره.
شيخ من أهل البصرة لا يعرف. وعبد الحميد صاحب الزيادي وإن كان ثقة من رجال الشّيخين، ولكن من شيوخه الحسن البصريّ، فإن كان هو فهو مدلِّس.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 281 من أصل 541 حديثاً له شرح
- 256 النبي ﷺ يُخرج ابن أبي من قبره وينفث فيه من...
- 257 أعطني قميصك أكفنه فيه واستغفر له
- 258 أعطني قميصك أكفنه فيه
- 259 طلب تكفين المنافق في ثياب النبي والصلاة عليه
- 260 لا تُقبروا الموتى بالليل إلا للضرورة وأحسنوا كفنهم
- 261 إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه
- 262 خير ثيابكم البياض فكفنوا فيها موتاكم وألبسوها
- 263 ألبسوا من ثيابكم البياض فإنها أطهر وأطيب
- 264 امرأة من بني إسرائيل حشت خاتمها مسكًا والمسك أطيب الطيب
- 265 اجعلن في الآخرة كافورًا أو شيئًا من كافور
- 266 إذا أجمرتم الميت فأجمروا ثلاثًا
- 267 لا تخمروا رأسه، فإن الله يبعثه يلبي أو ملبيا
- 268 آدم قال لبنيه: إني أشتهي من ثمار الجنة
- 269 فضل حنوط رسول الله ﷺ كان عند علي.
- 270 جُعل في حنوط أنس بن مالك مسك من عرق رسول...
- 271 ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه الإذخر
- 272 خشيت أن تكون عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا
- 273 لولا أني سمعت رسول الله يقول لا يتمنى أحدكم الموت...
- 274 المرأة التي أهدت البردة للنبي لتكون كفنه
- 275 من غسل ميتا فليغتسل
- 276 غسل ميتكم ليس بنجس فحسبكم أن تغسلوا أيديكم
- 277 من شهد له المسلمون بخير وجبت له الجنة
- 278 أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة
- 279 مُرَّ على النبي بجنازة فأثني عليها خيرًا فقال وجبت
- 280 من صلى على جنازة ولم يصل عليها
- 281 قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فِيهِ وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
- 282 لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا
- 283 لا تذكروا هلكاكم إلا بخير
- 284 لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء
- 285 نهي رسول الله ﷺ عن سب الموتى
- 286 إذا مات صاحبكم فدعوه ولا تقعوا فيه
- 287 مستريح ومستراح منه
- 288 استراحت إنما يستريح من غفر له
- 289 إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها
- 290 إذا رأيتم الجنازة فقوموا، فمن تبعها فلا يجلس حتى توضع
- 291 النَّبِيّ ﷺ نهانا عن الجلوس قبل أن توضع الجنازة
- 292 مرّ رسول الله ﷺ بجنازة فقام
- 293 قوموا إذا رأيتم الجنازة
- 294 ما رأينا رسول الله شهد جنازة قط فجلس حتى توضع
- 295 إن الموت فزع، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا
- 296 أليست نفسًا؟
- 297 إن للموت فزعًا
- 298 قمنا للملائكة
- 299 قام رسول الله ﷺ ثم قعد في الجنازة.
- 300 قام الحسن للجنازة ولم يقم ابن عباس
- 301 من لم يحفر اللحد بعد فجلس النبي ﷺ مستقبل القبلة
- 302 اتبعوا الجنائز، وعودوا المريض، وأجيبوا الداعي
- 303 رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس
- 304 من تبع جنازة فله قيراط من الأجر
- 305 من شهد الجنازة حتى تدفن فله قيراطان مثل الجبلين
معلومات عن حديث: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فِيهِ وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
📜 حديث: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فِيهِ وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فِيهِ وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فِيهِ وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فِيهِ وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








