حديث: المرأة التي أهدت البردة للنبي لتكون كفنه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أعد الكفن في حياته

عن سهل بن سعد أن امرأة جاءت النَّبِيّ ﷺ ببردةٍ منسوجةٍ فيها حاشيتُها، أتدرون ما البردةُ؟ قالوا: الشملة، قال: نعم، قالت: نسجتُها بيدي فجئت لأكسوكها، فأخذها النَّبِيّ ﷺ محتاجًا إليها، فخرج إلينا وإنها إزاره، فحَسَّنها فلان فقال: اكسُنِيها ما أحسنَها، قال القوم: ما أحسنتَ، لبسها النَّبِيّ ﷺ محتاجًا إليها،
ثمّ سألته وعلمت أنه لا يردُّ، قال: إني والله! ما سألتُها لأَلْبسها، إنّما سألتُه لتكون كفني. قال سهل: فكانت كفَنه.

صحيح: رواه البخاريّ في الجنائز (١٢٧٧) عن عبد الله بن مسلمة، حَدَّثَنَا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل فذكره.

عن سهل بن سعد أن امرأة جاءت النَّبِيّ ﷺ ببردةٍ منسوجةٍ فيها حاشيتُها، أتدرون ما البردةُ؟ قالوا: الشملة، قال: نعم، قالت: نسجتُها بيدي فجئت لأكسوكها، فأخذها النَّبِيّ ﷺ محتاجًا إليها، فخرج إلينا وإنها إزاره، فحَسَّنها فلان فقال: اكسُنِيها ما أحسنَها، قال القوم: ما أحسنتَ، لبسها النَّبِيّ ﷺ محتاجًا إليها،
ثمّ سألته وعلمت أنه لا يردُّ، قال: إني والله! ما سألتُها لأَلْبسها، إنّما سألتُه لتكون كفني. قال سهل: فكانت كفَنه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه البخاري في صحيحه، وفيه دروس وعبر جليلة. سأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله تعالى.

أولاً. شرح المفردات:


● البردة: ثوب يُلبس، وهو نوع من الشملة أو العباءة.
● منسوجة فيها حاشيتها: أي أن حواشيها (أطرافها) منسوجة بنفسها وليست مخيطة بشكل منفصل، مما يدل على جودتها وإتقان صنعها.
● الشملة: كساء له أكمام أو لا، يشبه العباءة.
● إزاره: ما يُؤتزر به ويُغطي النصف الأسفل من الجسم.
● حَسَّنها: أعجب بها ومدحها.
● فلان: في روايات أخرى أنه رجل من الصحابة، وقيل هو عثمان بن عفان أو غيره.
● لا يردُّ: أي أن النبي صلى الله عليه وسلم معروف بعدم رده لطلب السائل، كرمًا منه وجودًا.

ثانياً. شرح الحديث:


تخبرنا القصة أن امرأة صالحة (وقيل هي أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص) أتت النبي صلى الله عليه وسلم ببردة (ثوب فاخر) نسجته بيدها، مما يدل على تعلقها وحبها للنبي صلى الله عليه وسلم ورغبتها في إكرامه.
فَقَبِلَ النبي صلى الله عليه وسلم هديتها رغم بساطتها وقلة حاجته في الظاهر، لكنه قبلها تكريمًا لها وتشجيعًا على صنع المعروف. بل وخرج إلى الصحابة وهو لابسٌ لها، جاعلاً إياها إزارًا له، مما يدل على تواضعه وعدم تكبره على هدية المرأة.
ثم إن أحد الصحابة (فلان) أعجب بالبردة وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيه إياها، فلامه بقية الصحابة لأنه طلب شيئًا يلبسه النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتاج إليه. لكن الرجل بيَّن أن نيته ليست للبسها في الحياة الدنيا، بل أرادها ككفن له بعد موته، طمعًا في بركتها لأنها لامست جسد النبي صلى الله عليه وسلم.
فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم لطلبه وأعطاه إياها، وتحقق أمنيته فكانت هذه البردة كفنه بعد وفاته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- قبول الهدية وشكر المهدي: النبي صلى الله عليه وسلم قبل هدية المرأة رغم أنها بسيطة، مما يدل على أهمية قبول الهدايا وتقدير مشاعر الناس.
2- التواضع وعدم التكبر: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يلبس البردة متواضعًا، مع أنه мог أن يرفضها أو يلبس تحتها ما هو أفضل.
3- بركة متابعة النبي صلى الله عليه وسلم: حرص الصحابي على أن تكون البردة كفنًا له دليل على تعلقه بالنبي صلى الله عليه وسلم وطلب البركة بملامسة شيء لامس جسده الشريف.
4- الحكمة في الطلب: لم يطلب الصحابي البردة للتباهي بها، بل ليكون فيها ذكرى وبركة عند موته.
5- كرم النبي صلى الله عليه وسلم: استجاب النبي لطلب الصحابي رغم حاجته للبردة، مما يدل على جوده وكرمه.
6- الحرص على الأمور الأخروية: نية الصحابي في جعلها كفنًا له تدل على حرصه على الاستعداد للآخرة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين خلُق النبي صلى الله عليه وسلم العظيم في تعامله مع الناس.
- فيه إشارة إلى فضل صنعة اليد والعمل، حيث نسجت المرأة البردة بيدها.
- البردة أصبحت بعد ذلك من الآثار النبوية الشريفة، وكان الخلفاء يقتدون بالنبي في إكرامها.
أسأل الله أن ينفعنا بما سمعنا وأن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجنائز (١٢٧٧) عن عبد الله بن مسلمة، حَدَّثَنَا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل فذكره.
وقوله: «حاشيتها» أي طرفها، أو أنها جديدة لم تقطع من ثوب.
وقوله: «فلان» قيل: عبد الرحمن بن عوف، وقيل: رجل من الأعراب لا يُعرف اسمه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 274 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المرأة التي أهدت البردة للنبي لتكون كفنه

  • 📜 حديث: المرأة التي أهدت البردة للنبي لتكون كفنه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المرأة التي أهدت البردة للنبي لتكون كفنه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المرأة التي أهدت البردة للنبي لتكون كفنه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المرأة التي أهدت البردة للنبي لتكون كفنه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب