لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء

حديث: لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء

عن المغيرة بن شعبة يقول: قال رسول الله ﷺ: «لا تسبوا الأموات، فتؤذوا الأحياء».

صحيح: رواه الترمذيّ (١٩٨٢) عن محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا أبو داود الحُفريّ، عن سفيان، عن زياد بن عِلاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن المغيرة بن شعبة يقول: قال رسول الله ﷺ: «لا تسبوا الأموات، فتؤذوا الأحياء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث «لا تسبوا الأموات، فتؤذوا الأحياء» حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، وصححه الألباني.

1. شرح المفردات:

● لا تسبوا: السَّبُّ هو الشتم والتقبيح والذم، وهو محرم في الإسلام.
● الأموات: جمع ميت، ويقصد به من مات من الناس.
● فتؤذوا: أي فتُحْدِثوا أذىً وحزناً.
● الأحياء: هم أقارب الميت وأصدقاؤه الذين ما زالوا على قيد الحياة.

2. شرح الحديث:

يأمرنا النبي ﷺ في هذا الحديث بعدم سب الأموات أو شتمهم أو ذكرهم بسوء، حتى لو كانوا من الكفار أو الفساق، لأن ذلك يؤذي مشاعر أقاربهم الأحياء الذين يحبونهم ويحترمونهم. فالإسلام دين يراعي مشاعر الناس ويحفظ كرامتهم حتى بعد موتهم.

3. الدروس المستفادة منه:

● حرمة سب الموتى: يحرم سب الموتى أو انتقاصهم، لأنهم قد انتقلوا إلى دار الجزاء ولا يستفيدون من الذم ولا يتأثرون به.
● مراعاة مشاعر الأحياء: من حكمة النهي عن سب الأموات الحفاظ على مشاعر أقاربهم وأحبابهم، وعدم إيذائهم بكلام لا فائدة منه.
● التأدب مع الموتى: ينبغي للمسلم أن يتأدب مع الموتى، فلا يذكرهم إلا بخير، أو يسكت عن ذكر شرهم إن كان فيه شر.
● التعامل بحكمة: حتى مع أعداء الإسلام من الكفار، لا يجوز سب موتاهم؛ لأن ذلك قد يزيد من عداء أحيائهم للإسلام.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدل على رحمة الإسلام وعدله، حيث يمنع إيذاء المشاعر حتى لأعداء الدين.
- يستثنى من ذلك ما كان فيه مصلحة شرعية، مثل التحذير من بدعة ضالة أو فكر منحرف، ولكن يكون بالطريقة الشرعية دون سب أو شتم.
- من الأدب مع الموتى الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة إن كانوا مسلمين، والاستغفار لهم إن كانوا من غير المسلمين.
أسأل الله أن يرزقنا الأدب مع الأحياء والأموات، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (١٩٨٢) عن محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا أبو داود الحُفريّ، عن سفيان، عن زياد بن عِلاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة فذكره.
وصحَّحه ابن حبَّان (٣٠٢٢) فرواه من طريق أبي داود الحفريّ، والحديث في مسند الإمام أحمد (١٨٢٠٩) عن أبي نعيم، حَدَّثَنَا سفيان بإسناده مثله.
قال الترمذيّ: «وقد اختلف أصحاب سفيان في هذا الحديث، فروى بعضهم مثل رواية الحُفري، وروى بعضُهم عن سفيان، عن زياد بن عِلاقة قال: سمعتُ رجلًا يُحدث عن المغيرة بن شعبة، عن النَّبِيّ ﷺ نحوه».
قال الأعظمي: ومن هؤلاء عبد الرحمن، قال حَدَّثَنَا سفيان، عن زياد بن عِلاقة قال: سمعتُ رجلًا عند
المغيرة بن شُعبة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تسبوا الأموات، فتُؤذوا الأحياء» رواه أحمد (١٨٢١٠) عن عبد الرحمن وهو ابن مهدي بإسناده، وهذا الرّجل المبهم هو «زيد بن أرقم» كما في الحديث الآتي.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 284 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء

📜 حديث: لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية