حديث: نهي رسول الله ﷺ عن سب الموتى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما ينهي عن سَبِّ الأموات

عن قطبة بن مالك قال: سَبَّ أمير من الأُمراء عليّا فقام زيد بن أرقم فقال: أما أن قد علمتَ أن رسول الله ﷺ نهي عن سَبِّ الموتى، فلم تشُبُّ عليًا وقد مات.

حسن: رواه الإمام أحمد (١٩٣١٥) عن وكيع، حَدَّثَنَا مِسْعر، عن أبي أيوب مولي لبني ثعلبة، عن قطبة بن مالك فذكره.

عن قطبة بن مالك قال: سَبَّ أمير من الأُمراء عليّا فقام زيد بن أرقم فقال: أما أن قد علمتَ أن رسول الله ﷺ نهي عن سَبِّ الموتى، فلم تشُبُّ عليًا وقد مات.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن قطبة بن مالك قال: سَبَّ أمير من الأُمراء عليًّا فقام زيد بن أرقم فقال: أما أن قد علمتَ أن رسول الله ﷺ نهى عن سَبِّ الموتى، فلم تَسُبَّ عليًا وقد مات.

1. شرح المفردات:


● سَبَّ: أي شتم وذم وعاب.
● أمير من الأمراء: قائد أو حاكم من الحكام.
● عليًّا: هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ابن عم النبي ﷺ وصهره، وأحد الخلفاء الراشدين.
● قام زيد بن أرقم: أي نهض وتكلم دفاعًا عن الحق. وزيد بن أرقم رضي الله عنه صحابي جليل.
● نهى عن سَبِّ الموتى: أي حرم النبي ﷺ شتم الأموات أو التعرض لهم بسوء.
● فلم تَسُبَّ عليًا وقد مات: أي لماذا تشتم عليًا وهو قد توفي وانتقل إلى ربه.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي قطبة بن مالك رضي الله عنه أن أحد الأمراء (ولم يُسمَّ) قام بسبّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد وفاته. فلم يسكت الصحابي الجليل زيد بن أرقم رضي الله عنه عن هذه المنكر، بل قام ونصح ذلك الأمير موجهًا إليه العتب قائلاً: "أما أنك تعلم أن رسول الله ﷺ نهى عن سب الموتى، فلماذا تشتم عليًا وهو قد مات؟".
وهذا الموقف يدل على:
- أن النهي عن سب الموتى شامل لجميع المسلمين، بل وحتى لغير المسلمين؛ لأن السب لا فائدة منه بعد الموت، وهو إيذاء بلا طائل.
- أن عليًا رضي الله عنه كان قد توفي في ذلك الوقت، فكان سبّه منكرًا مضاعفًا؛ لأنه سب لصحابي جليل وخليفة راشد.
- جرأة الصحابة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى لو كان المرتكب له منكرًا ذا سلطة وجاه.

3. الدروس المستفادة:


● تحريم سب الموتى: وهذا يشمل جميع الموتى، مسلمين كانوا أو غير مسلمين، لأن النبي ﷺ قال: "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" (رواه البخاري). والسب لا ينفع الميت ولا يغير من حاله، بل هو إيذاء وتعصب غير مبرر.
● الدفاع عن صحابة رسول الله ﷺ: فالصحابة كلهم عدول، ومنهم الخلفاء الراشدون، وسبهم أو انتقاصهم منكر عظيم، وقد قال النبي ﷺ: "لا تسبوا أصحابي..." (رواه البخاري ومسلم). وموقف زيد بن أرقم يدل على غيرته على صحابة رسول الله.
● الجهر بالحق: لا بد للمسلم أن يقول الحق ولو أمام من هو أعلى منه منصبًا، كما فعل زيد بن أرقم مع ذلك الأمير.
● التأدب مع الموتى: ينبغي للمسلم أن يتذكر أن الموتى قد انتهت أعمالهم، والسب لا فائدة منه، بل قد يجلب الإثم.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- زيد بن أرقم رضي الله عنه هو من الصحابة الشباب، وقد شهد غزوات كثيرة مع النبي ﷺ، وهو راوي حديث "من صنع إليكم معروفًا فكافئوه..." وهو حديث صحيح.
- علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو رابع الخلفاء الراشدين، ومن العشرة المبشرين بالجنة، وقد قتل شهيدًا سنة 40 هـ.
- نهي النبي ﷺ عن سب الموتى يشمل حتى الكفار؛ فقد نهى عن سب أبي لهب بعد موته، مع أنه من أشد الناس عداوة للإسلام.
نسأل الله أن يرزقنا محبة الصحابة جميعًا، والدفاع عنهم، والاقتداء بهم في القول والعمل.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٩٣١٥) عن وكيع، حَدَّثَنَا مِسْعر، عن أبي أيوب مولي لبني ثعلبة، عن قطبة بن مالك فذكره.
وأخرجه الطبرانيّ في «الكبير» (٥/ ١٨٨) من طريق الإمام أحمد.
وأبو أيوب هو الحجاج مولى بني ثعلبة كما جاء التصريح به في رواية الإمام أحمد (١٩٢٨٨) فإنه رواه عن محمد بن بشر، حَدَّثَنَا مِسْعر، عن الحجاج مولى بني ثعلبة، عن قُطبة بن مالك عم زياد بن عِلاقة قال: نال المغيرة بن شعبة من عليّ، فقال زيد بن أرقم فذكر الحديث.
والحجاج أبو أيوب من رجال «التعجيل» (١٢٣٢) وهو مجهول كما قاله الحسيني.
ولكن رواه الطبرانيّ (٥/ ١٨٨)، والحاكم (١/ ٣٨٤ - ٣٨٥) كلاهما من طريق عمرو بن محمد ابن أبي رَزين، ثنا شعبة، عن زياد بن عِلاقة، عن عمه (يعني قطبة بن مالك) أن المغيرة بن شعبة سَبَّ عليّ بن أبي طالب، فقام إليه زيد بن أرقم فذكر الحديث.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه».
قال الأعظمي: هذا وهمٌ منه فإن عمرو بن محمد بن أبي رَزين ليس من رجال مسلم، وإنما هو من رجال الترمذيّ فقط كما أشار الحافظ في «التقريب». وذكره ابن حبَّان في «الثّقات» وقال: «ربما أخطأ».
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (٨/ ٧٦) وقال: «رواه الطبرانيّ بأسانيد، ورجال أحد أسانيد الطبرانيّ ثقات».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 285 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي رسول الله ﷺ عن سب الموتى

  • 📜 حديث: نهي رسول الله ﷺ عن سب الموتى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي رسول الله ﷺ عن سب الموتى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي رسول الله ﷺ عن سب الموتى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي رسول الله ﷺ عن سب الموتى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب