حديث: كان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتي القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما لا يجوز من الثمرة في الصّدقة

عن السّديّ، عن أبي مالك، عن البراء بن عازب، قال: وهذا لفظه: «﴿وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ﴾ قال: نزلت فينا معشر الأنصار، كنّا أصحاب نخل، فكان الرّجلُ يأتي من نخله على قدر كثرته وقلّته، وكان الرّجل يأتي بالقنو والقنوين فيعلِّقه في المسجد، وكان أهل الصُّفّة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتي القنو فضربه بعصاه فيسقط البُسْر والتَّمرُ فيأكل، وكان ناسٌ ممّن لا يرغبُ في الخير يأتي الرجلُ بالقِنُو فيه الشِّيصُ والحَشَف، وبالقنو قد انكسر فيعلِّقه، فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ﴾ قالوا: لو أنَّ أحدهم أُهدي إليه مثلُ ما أعطاهُ لم يأخذْه إلا على إغماض أو حياء. قال: فكُنّا بعد ذلك يأتي أحدُنا بصالح ما عنده».

حسن: رواه الترمذي (٢٩٨٧) وقال: «هذا حديث حسن صحيح غريب، وأبو مالك هو الغفاريّ، ويقال: اسمه غزوان».

عن السّديّ، عن أبي مالك، عن البراء بن عازب، قال: وهذا لفظه: «﴿وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ﴾ قال: نزلت فينا معشر الأنصار، كنّا أصحاب نخل، فكان الرّجلُ يأتي من نخله على قدر كثرته وقلّته، وكان الرّجل يأتي بالقنو والقنوين فيعلِّقه في المسجد، وكان أهل الصُّفّة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتي القنو فضربه بعصاه فيسقط البُسْر والتَّمرُ فيأكل، وكان ناسٌ ممّن لا يرغبُ في الخير يأتي الرجلُ بالقِنُو فيه الشِّيصُ والحَشَف، وبالقنو قد انكسر فيعلِّقه، فأنزل الله ﵎: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ﴾ قالوا: لو أنَّ أحدهم أُهدي إليه مثلُ ما أعطاهُ لم يأخذْه إلا على إغماض أو حياء. قال: فكُنّا بعد ذلك يأتي أحدُنا بصالح ما عنده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
الحديث الشريف: يروي لنا الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه سبب نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} [البقرة: 267].


1. شرح المفردات:


● تَيَمَّمُوا: تقصدوا وتوجهوا لاختياره.
● الْخَبِيثَ: الرديء والسيء من الطعام والمال.
● طَيِّبَاتِ: الحلال الجيد الذي تحبونه.
● أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ: الغلات والثمار من الزرع والنخل.
● القِنْو: (ج: قنوان) العذق أو العرجون الذي يحمل الشمراخ من التمر.
● أهل الصُّفّة: فقراء المسلمين الذين كانوا يسكنون في صفة (ظلة) في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
● البُسْر: التمر الذي بدأ ينضج ولم يصبح رطباً.
● الشِّيص: التمر الرديء الذي لم ينضج جيداً.
● الحَشَف: التمر الرديء المتساقط الذي تأكله الدواب.
● إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ: إلا إذا أغمضتم عيونكم عن رداءته واستحييتم من رده.


2. شرح الحديث:


يصف لنا الصحابي البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو من الأنصار، واقعاً عملياً كان في المدينة المنورة. فكان الأنصار، وهم أصحاب بساتين النخيل، يتصدقون بثمارها على فقراء المسلمين، وخاصة "أهل الصفة" الذين كانوا فقراء غرباء لا مأوى لهم إلا المسجد.
وكان نظام الصدقة أن يأتي صاحب النخيل بقنو (عرجون من التمر) ويعلقه في المسجد ليأكل منه المحتاجون. وكان المحتاج إذا جاع يضرب القنو بعصاه فيسقط منه شيء من البسر أو التمر فيأكله.
المشكلة التي نزلت الآية لمعالجتها: أن بعض الناس – ممن ضعف إيمانهم أو بخلت أنفسهم – كانوا يأتون بأردأ ما عندهم من التمر: إما قنواً فيه الشيص والحشف (التمر الرديء غير الناضج والمهزول)، أو قنواً منكسراً لا فائدة فيه. أي كانوا يتجهون ويقصدون (يَتَيَمَّمون) الخبيث والرديء للتصدق به، ويحتفظون بالجيد لأنفسهم.
فنزلت الآية الكريمة تؤدبهم وتعلمهم أدب الإنفاق:
- أن ينفقوا من الطيب الذي يكسبونه ويحبونه، لا من الخبيث الذي يزدروه.
- وأن يتذكروا أن هذا المال هو من فضل الله ورزقه: {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}.
- ثم ضربت لهم مثلاً يقيسون به فعلهم: {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ}، أي لو أهدي إلي أحدهم مثل هذا الرديء الذي يتصدق به، لما قبله إلا استحياءً أو إغماضاً للعين عن قبحه ورداءته. فكيف يعطي لله ما لا يرضاه لنفسه؟
أثر التربية الإلهية: يقول الراوي: فاستجاب الأنصار لهذا التوجيه الرباني، وصار كل واحد منهم بعد نزول الآية يأتي بأجود ما عنده وأفضله للتصدق به، لا بأردئه.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الإخلاص في العبادة: الإنفاق عبادة يتقرب بها العبد إلى الله، فلا يجوز أن يكون القصد منها التخلص من الفضلات والرديء، بل يجب أن تكون خالصة لوجه الله وبأطيب المال.
2- جودة العمل وإتقانه: الإسلام يحث على إتقان العمل وإخراجه في أحسن صورة، وهذا يشمل أعمال البر والصدقات.
3- مراقبة الله في السر والعلن: المسلم يعلم أن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
4- التعاطف مع المحتاج: على الغني أن يتخيل نفسه مكان الفقير، فلا يعطيه إلا ما يحب أن يعطى له. هذا من كمال الإيمان.
5- الاستجابة الفورية لأمر الله: هذا هو حال الصحابة رضي الله عنهم، يسمعون الأمر فيمتثلون فوراً دون تردد، {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● السياق العام للآية: هذه الآية جزء من سياق أطول في سورة البقرة يتحدث عن الإنفاق في سبيل الله وبيان صفات المتقين.
● العبرة بعموم اللفظ:雖然 الحديث يذكر سبب النزول في صدقة التمر، إلا أن حكم الآية عام في كل إنفاق، سواء كان زكاة واجبة أو صدقة تطوعية، وفي كل أنواع المال والطع
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٩٨٧) وقال: «هذا حديث حسن صحيح غريب، وأبو مالك هو الغفاريّ، ويقال: اسمه غزوان».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل السّديّ وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة من رجال مسلم مختلف فيه، فكذّبه الجوزجانيّ وأفرط فيه لعلّه لتشيّعه، ووثقه الإمام أحمد وقال النسائي: «صالح»، وقال ابن عدي: «له أحاديث يرويها عن عدّة شيوخ وهو عندي مستقيم الحديث، صدوق لا بأس به».
قال الأعظمي: ولعلّ هذا الحديث مما يرويه عن شيخين وكلاهما صدوقان، وصحّحه الحاكم (٢/ ٢٨٥) على شرط مسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 95 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتي القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر

  • 📜 حديث: كان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتي القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتي القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتي القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتي القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب