حديث: كان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتي القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما لا يجوز من الثمرة في الصّدقة
حسن: رواه الترمذي (٢٩٨٧) وقال: «هذا حديث حسن صحيح غريب، وأبو مالك هو الغفاريّ، ويقال: اسمه غزوان».

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
الحديث الشريف: يروي لنا الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه سبب نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} [البقرة: 267].
1. شرح المفردات:
● تَيَمَّمُوا: تقصدوا وتوجهوا لاختياره.
● الْخَبِيثَ: الرديء والسيء من الطعام والمال.
● طَيِّبَاتِ: الحلال الجيد الذي تحبونه.
● أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ: الغلات والثمار من الزرع والنخل.
● القِنْو: (ج: قنوان) العذق أو العرجون الذي يحمل الشمراخ من التمر.
● أهل الصُّفّة: فقراء المسلمين الذين كانوا يسكنون في صفة (ظلة) في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
● البُسْر: التمر الذي بدأ ينضج ولم يصبح رطباً.
● الشِّيص: التمر الرديء الذي لم ينضج جيداً.
● الحَشَف: التمر الرديء المتساقط الذي تأكله الدواب.
● إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ: إلا إذا أغمضتم عيونكم عن رداءته واستحييتم من رده.
2. شرح الحديث:
يصف لنا الصحابي البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو من الأنصار، واقعاً عملياً كان في المدينة المنورة. فكان الأنصار، وهم أصحاب بساتين النخيل، يتصدقون بثمارها على فقراء المسلمين، وخاصة "أهل الصفة" الذين كانوا فقراء غرباء لا مأوى لهم إلا المسجد.
وكان نظام الصدقة أن يأتي صاحب النخيل بقنو (عرجون من التمر) ويعلقه في المسجد ليأكل منه المحتاجون. وكان المحتاج إذا جاع يضرب القنو بعصاه فيسقط منه شيء من البسر أو التمر فيأكله.
المشكلة التي نزلت الآية لمعالجتها: أن بعض الناس – ممن ضعف إيمانهم أو بخلت أنفسهم – كانوا يأتون بأردأ ما عندهم من التمر: إما قنواً فيه الشيص والحشف (التمر الرديء غير الناضج والمهزول)، أو قنواً منكسراً لا فائدة فيه. أي كانوا يتجهون ويقصدون (يَتَيَمَّمون) الخبيث والرديء للتصدق به، ويحتفظون بالجيد لأنفسهم.
فنزلت الآية الكريمة تؤدبهم وتعلمهم أدب الإنفاق:
- أن ينفقوا من الطيب الذي يكسبونه ويحبونه، لا من الخبيث الذي يزدروه.
- وأن يتذكروا أن هذا المال هو من فضل الله ورزقه: {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}.
- ثم ضربت لهم مثلاً يقيسون به فعلهم: {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ}، أي لو أهدي إلي أحدهم مثل هذا الرديء الذي يتصدق به، لما قبله إلا استحياءً أو إغماضاً للعين عن قبحه ورداءته. فكيف يعطي لله ما لا يرضاه لنفسه؟
أثر التربية الإلهية: يقول الراوي: فاستجاب الأنصار لهذا التوجيه الرباني، وصار كل واحد منهم بعد نزول الآية يأتي بأجود ما عنده وأفضله للتصدق به، لا بأردئه.
3. الدروس المستفادة منه:
1- الإخلاص في العبادة: الإنفاق عبادة يتقرب بها العبد إلى الله، فلا يجوز أن يكون القصد منها التخلص من الفضلات والرديء، بل يجب أن تكون خالصة لوجه الله وبأطيب المال.
2- جودة العمل وإتقانه: الإسلام يحث على إتقان العمل وإخراجه في أحسن صورة، وهذا يشمل أعمال البر والصدقات.
3- مراقبة الله في السر والعلن: المسلم يعلم أن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
4- التعاطف مع المحتاج: على الغني أن يتخيل نفسه مكان الفقير، فلا يعطيه إلا ما يحب أن يعطى له. هذا من كمال الإيمان.
5- الاستجابة الفورية لأمر الله: هذا هو حال الصحابة رضي الله عنهم، يسمعون الأمر فيمتثلون فوراً دون تردد، {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● السياق العام للآية: هذه الآية جزء من سياق أطول في سورة البقرة يتحدث عن الإنفاق في سبيل الله وبيان صفات المتقين.
● العبرة بعموم اللفظ:雖然 الحديث يذكر سبب النزول في صدقة التمر، إلا أن حكم الآية عام في كل إنفاق، سواء كان زكاة واجبة أو صدقة تطوعية، وفي كل أنواع المال والطع
تخريج الحديث
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل السّديّ وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة من رجال مسلم مختلف فيه، فكذّبه الجوزجانيّ وأفرط فيه لعلّه لتشيّعه، ووثقه الإمام أحمد وقال النسائي: «صالح»، وقال ابن عدي: «له أحاديث يرويها عن عدّة شيوخ وهو عندي مستقيم الحديث، صدوق لا بأس به».
قال الأعظمي: ولعلّ هذا الحديث مما يرويه عن شيخين وكلاهما صدوقان، وصحّحه الحاكم (٢/ ٢٨٥) على شرط مسلم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 95 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 70 الرِّكاز الخمس
- 71 ما كان في طريق مأتي أو قرية عامرة فعرّفها سنة
- 72 السائبة جبار والجب جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس
- 73 تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن
- 74 امرأة أتت النبي ومعها ابنتها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان...
- 75 دخل رسول الله فرأى في يدي فتخات من ورق
- 76 أدّ زكاة الذهب فليس بكنز
- 77 أخرجوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض
- 78 العشر فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا
- 79 فيما سقت الأنهار والغيم العشور وفيما سقي بالسانية نصف العشر
- 80 بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ إِلَى الْيَمَنِ وَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ الْعُشْرَ
- 81 أخذ الصدقة من الحنطة والشعير والزبيب والتمر
- 82 لا تأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة: الشعير والحنطة والزبيب...
- 83 من أدى عشور نحله فليحم له الوادي
- 84 غزوة تبوك وخبر المرأة في حَدِيقَتِهَا
- 85 رسول الله يفتح خيبر ويشترط له الأرض وكل صفراء وبيضاء
- 86 خَرَصَهَا ابْنُ رَوَاحَةَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ وَسْقٍ
- 87 بعث النبي ﷺ أبا حثمة خارصًا فزاد عليه
- 88 ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة
- 89 لا يحل في البر والتمر زكاة حتى يبلغ خمسة أوسق
- 90 ليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة
- 91 نصاب زكاة الزروع والثمار خمسة أوسق
- 92 نهي النبي عن الجعرور ولون الحبيق في الصدقة
- 93 لو شاء رب هذه الصدقة تصدق بأطيب منها
- 94 اعلموا أن الله غني عن صدقاتكم
- 95 كان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع...
- 96 العامل على الصدقة بالحق كالغازي في سبيل الله
- 97 أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى...
- 98 من استعملناه على عمل فليجئ بقليله وكثيره
- 99 انطلق أبا مسعود ولا ألفينك يوم القيامة تجيء وعلى ظهرك...
- 100 اتق الله لا تأت يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء
- 101 بعير له رغاء
- 102 أنا ممسك بحجزكم عن النار وأنتم تهافتون فيها
- 103 من استعملناه على عمل فرزقناه رزقًا فما أخذ بعد ذلك...
- 104 كتاب من رسول الله لا يُتَعَدَّى علينا في صدقاتنا
- 105 المعتدي في الصدقة كمانعها
- 106 اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب
- 107 أتاني رسولك ليأخذ مني صدقة مالي
- 108 ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان
- 109 أرضوا مصدقيكم إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راض
- 110 إذا جاءكم المصدق فلا يصدر إلا وهو راض
- 111 من كان لنا عاملا فليكتسب زوجة وخادما ومسكنا
- 112 إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق
- 113 صاحب المكس في النار
- 114 تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد
- 115 رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق
- 116 لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن ورجل...
- 117 لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن ورجل...
- 118 لا حسد إلا في اثنتين
- 119 ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه
معلومات عن حديث: كان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتي القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر
📜 حديث: كان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتي القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتي القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتي القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتي القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








