حديث: أخذ الصدقة من الحنطة والشعير والزبيب والتمر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ليس في الخضروات والفواكه زكاة

عن موسى بن طلحة، قال: عندنا كتاب معاذ، عن النبيّ ﷺ أنه إنّما أخذ الصدقة من الحنطة والشّعير والزبيب والتّمر.

صحيح: رواه أحمد (٢١٩٨٩) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عمرو بن عثمان - يعني ابن موهب، عن موسى بن طلحة، قال (فذكره).

عن موسى بن طلحة، قال: عندنا كتاب معاذ، عن النبيّ ﷺ أنه إنّما أخذ الصدقة من الحنطة والشّعير والزبيب والتّمر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف وفق الكتب المعتمدة عند أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن موسى بن طلحة، قال: عندنا كتاب معاذ، عن النبيّ ﷺ أنه إنّما أخذ الصدقة من الحنطة والشّعير والزبيب والتّمر.


1. شرح المفردات:


● موسى بن طلحة: هو موسى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي، ثقة من كبار التابعين، روى عن أبيه وغيره.
● كتاب معاذ: المقصود به الكتاب الذي كتبه النبي ﷺ لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين أرسله إلى اليمن، وفيه تعليمات بشأن الزكاة والصدقات.
● الحنطة: القمح.
● الشعير: معروف.
● الزبيب: العنب المجفف.
● التمر: معروف.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ حدد أنواعًا معينة من الزروع والثمار التي تجب فيها الزكاة، وهي: الحنطة (القمح)، والشعير، والزبيب، والتمر. وهذا يتعلق بزكاة الزروع والثمار، والتي تجب في هذه الأصناف الأربعة إذا بلغت النصاب (وهو خمسة أوسق، والوسق 60 صاعًا، والصاع حوالي 2.04 كيلوغرام تقريبًا، فيكون النصاب حوالي 612 كيلوغرامًا تقريبًا).
والحديث يشير إلى أن الزكاة لا تجب في كل ما تنتجه الأرض، بل في هذه الأصناف الأربعة خاصة، كما هو مذهب جمهور العلماء. وهذا لا يعني عدم وجوب الزكاة في غيرها مطلقًا، بل هناك خلاف بين العلماء في توسعة دائرة الزكاة لتشمل غير هذه الأصناف إذا كانت قوتًا أو مدخرًا، ولكن الأصل في الحديث التحديد بهذه الأربعة.


3. الدروس المستفادة منه:


● التحديد الشرعي: الشريعة الإسلامية تحدد أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة، مما يظهر دقة التشريع ووضوحه.
● التيسير ورفع الحرج: بترك الزكاة في بعض المحاصيل التي ليست من الأقوات الأساسية أو المدخرات، يتضح جانب التيسير في الشريعة.
● أهمية التوثيق والكتابة: الحديث يشير إلى وجود كتاب من النبي ﷺ لمعاذ، مما يدل على أهمية التوثيق في نقل الأحكام الشرعية.
● اتباع السنة: يجب على المسلمين الالتزام بما جاء في السنة النبوية من أحكام الزكاة وغيرها.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند"، والدارمي في "سننه"، وهو حديث حسن بشواهده.
- جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) يرون وجوب الزكاة في هذه الأصناف الأربعة، واختلفوا في غيرها، فمنهم من قاس عليها ما كان قوتًا أو مدخرًا، ومنهم من التزم بالنص.
- الزكاة في الزروع والثمار تكون بنسبة 10% إذا سقيت بماء المطر أو الأنهار، و5% إذا سقيت بالتكلفة (كالآلات وغيرها).

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من المتقين الذين يؤدون زكاة أموالهم طيبة بها أنفسهم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٩٨٩) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عمرو بن عثمان - يعني ابن موهب، عن موسى بن طلحة، قال (فذكره).
وقوله: «عندنا كتاب معاذ» الظاهر أنه لم يسمع منه، ولكنه رواه بالوجادة، وهي إحدى طرق تحمل الحديث؛ ولذا صحّحه الحاكم (١/ ٤٠١) ورواه من هذا الوجه وقال: «هذا حديث قد احتجّ بجميع رواته ولم يخرجاه، وموسى بن طلحة تابعي كبير لم ينكر له أنه يدرك أيام معاذ».
ويؤيده ما رواه أبو عبيد في «الأموال» (١٥٠٦) قال: «فإنّ إسماعيل بن إبراهيم حدّثنا عن عطاء ابن السّائب، قال: أراد المغيرة بن عبد الله أن يأخذ من أرض موسى بن طلحة الصّدقة من الخضروات فقال له موسى: ليس ذلك لك، إنّ رسول الله ﷺ قد نهى عن الخضروات».
وهذا مرسل؛ فإنّ موسى بن طلحة لم يلق النبيَّ ﷺ، ولكنه فهم من كتاب معاذ الذي كان عنده أنه ليس في الخضروات صدقة.
ورواه يحيى بن آدم في «كتاب الخراج» (٥٠٣) عن عبد السّلام بن حرب، عن عطاء بن السّائب، قال: «أراد موسي بن المغيرة أن يأخذ من خضر أرض موسى بن طلحة، فقال له موسي ابن طلحة: إنّه ليس في الخضر شيء. ورواه عن رسول الله ﷺ. قال: فكتبوا بذلك إلى الحجّاج، فكتب الحجّاج: إنّ موسى بن طلحة أعلم من موسي بن المغيرة». انتهى.
وفيه توثيق لموسى بن طلحة، وهو المطلوب في الوجادة، فإنّ الواجد إذا كان ثقة في دعواه الوجادة يقبل حديثه، ثم إن موسى بن طلحة لولا كان واثقًا بكتاب معاذ لما استدلّ به وعزاه إلى النبيّ ﷺ.
قال يحيى بن آدم في كتاب «الخراج» (٤٩٧): «والخضر عندنا الرطاب والرياحين، والبقول، والفاكهة مثل: الكمثرى والسفرجل والخوخ والتفاح والتين والإجاص والمشمش والرّمان والخيار والقثاء والنّبق والباقلي والجزر والموز والمقل والجوز واللّوز والبطيخ وأشباهه».
وقال مالك ﵀: «السنة التي لا اختلاف فيها عندنا، والذي سمعت من أهل العلم أنه ليس في شيء من الفواكه كلها صدقة: الرمان والفرسك والتين وما أشبه ذلك، وما لم يشبهه إذا كان من الفواكه.
وقال: ولا في القضب، ولا في البقول كلها صدقة، ولا في أثمانها إذا بيعت صدقة حتى يحول على أثمانها الحول من يوم بيعها، ويقبض صاحبها ثمنها». انتهى. انظر: «الموطأ» (١/ ٢٧٦ - ٢٧٧).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 81 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخذ الصدقة من الحنطة والشعير والزبيب والتمر

  • 📜 حديث: أخذ الصدقة من الحنطة والشعير والزبيب والتمر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذ الصدقة من الحنطة والشعير والزبيب والتمر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذ الصدقة من الحنطة والشعير والزبيب والتمر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذ الصدقة من الحنطة والشعير والزبيب والتمر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب