لا يحل في البر والتمر زكاة حتى يبلغ خمسة أوسق

حديث: لا يحل في البر والتمر زكاة حتى يبلغ خمسة أوسق

عن أبي سعيد الخدريّ، عن رسول الله ﷺ قال: «لا يحلُّ في البُرّ والتّمر زكاة حتى يبلغ خمسة أوسق، ولا يحلُّ في الورق زكاة حتى تبلغ خمسة أواق، ولا يحلُّ في إبل زكاة حتى تبلغ خمس ذود».

صحيح: رواه النسائي (٢٤٨٤) عن إسماعيل بن مسعود، حدّثنا يزيد بن زريع، قال: حدّثنا روح بن القاسم، قال: حدّثني عمرو بن يحيى بن عُمارة، عن أبيه، عن أبي سعيد، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ قال: «لا يحلُّ في البُرّ والتّمر زكاة حتى يبلغ خمسة أوسق، ولا يحلُّ في الورق زكاة حتى تبلغ خمسة أواق، ولا يحلُّ في إبل زكاة حتى تبلغ خمس ذود».

أولاً. شرح المفردات:

● لا يحلُّ: أي لا يجب أو لا يتعلق به وجوب الزكاة.
● البُرّ: القمح الجيد.
● التمر: معروف، وهو ثمر النخيل.
● خمسة أوسق: (الوَسْق) مكيال يساوي (60 صاعاً) بصاع النبي ﷺ. والخمسة أوسق = 300 صاع.
● الورق: الفضة.
● خمسة أواق: (الأوقية) تساوي 40 درهماً. والخمس أواق = 200 درهم.
● الإبل: معروفة.
● خمس ذود: (الذَّوْد) من الإبل: ما بين الثلاث إلى العشر. والمقصود هنا خمسة رؤوس من الإبل.

ثانياً. شرح الحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث النصاب الشرعي لأهم أموال الزكاة في ذلك الوقت، وهو يحدد الحد الأدنى للمال الذي إذا بلغه وجبت فيه الزكاة.
1- في البُرّ والتمر (الزروع والثمار):
- النصاب: خمسة أوسق.
- والحكمة: أن هذا المقدار (300 صاع) يعتبر قدراً معتبراً يكفي لقوت صاحبه وعياله عادةً، فإذا زاد عن حاجته الأساسية وجبت فيه الزكاة شكراً لله على نعمته.
- وهذا النصاب خاص بما يُقتات ويدخر كالحبوب والثمار، ولا زكاة فيها حتى تبلغ هذا المقدار.
2- في الورق (الفضة) والنقدين (الذهب والفضة):
- النصاب للفضة: خمس أواق، أي 200 درهم.
- ونصاب الذهب -كما في الأحاديث الأخرى- هو 20 ديناراً (ما يعادل 85 جراماً من الذهب تقريباً).
- والحكمة: أن هذا المقدار هو حد الكفاية والنماء، فمن ملكه فقد بلغ درجة الغنى التي تجب فيها الزكاة.
3- في الإبل (بهيمة الأنعام):
- النصاب: خمس ذود، أي خمسة رؤوس.
- فمن ملك خمساً من الإبل فصاعداً، وجبت فيها الزكاة، ولكل مقدار من الزيادة مقدار معين من الزكاة، كما هو مفصل في الأحاديث الأخرى.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- التيسير ورفع الحرج: من حكمة الشريعة أنها لم توجب الزكاة إلا على القادرين، فجعلت للنصاب حداً معيناً، فلا زكاة في المال القليل الذي لا يكفي حاجة صاحبه.
2- العدل والإنصاف: تحديد النصاب يحقق العدالة، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ويضمن أن تؤخذ الزكاة من الأغنياء لترد على الفقراء.
3- الشريعة شاملة: بينت السنة النبوية بالتفصيل أنصبة الزكاة المختلفة، مما يدل على عناية الإسلام بالجانب الاقتصادي والاجتماعي.
4- التدرج في التشريع: فرضية الزكاة على هذه الأنصبة تدل على التدرج في بناء المجتمع المسلم اقتصادياً، بدءاً من تحقيق الكفاية ثم التكافل.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أصل عظيم في باب زكاة الزروع والثمار والنقدين والأنعام.
- أجمع العلماء على العمل بهذه الأنصبة، وهي ثابتة في الصحيحين وغيرهما.
- المقصود بـ "لا يحل" أي لا يجب إخراج الزكاة منه، لأنه لم يبلغ النصاب الشرعي.
- من ملك نصاباً من هذه الأموال وحال عليه الحول (مر عليه عام قمري) وجبت فيه الزكاة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على أداء حقّه في أموالنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
*والله أعلم.*

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٢٤٨٤) عن إسماعيل بن مسعود، حدّثنا يزيد بن زريع، قال: حدّثنا روح بن القاسم، قال: حدّثني عمرو بن يحيى بن عُمارة، عن أبيه، عن أبي سعيد، فذكره.
وصحّحه ابنُ خزيمة (٢٣٠١)، ورواه من وجه آخر عن يزيد بن زريع بإسناده، مثله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 89 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يحل في البر والتمر زكاة حتى يبلغ خمسة أوسق

📜 حديث: لا يحل في البر والتمر زكاة حتى يبلغ خمسة أوسق

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا يحل في البر والتمر زكاة حتى يبلغ خمسة أوسق

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا يحل في البر والتمر زكاة حتى يبلغ خمسة أوسق

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا يحل في البر والتمر زكاة حتى يبلغ خمسة أوسق

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية