حديث: لا تأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة: الشعير والحنطة والزبيب والتمر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ليس في الخضروات والفواكه زكاة

عن أبي موسى ومعاذ بن جبل حين بعثهما رسول الله ﷺ إلى اليمن يعلِّمان النّاس أمر دينهم: «لا تأخذوا الصّدقة إلّا من هذه الأربعة: الشّعير، والحنطة، والزّبيب، والتمر».

حسن: رواه الدّارقطنيّ (١٩٢١)، والحاكم (١/ ٤٠١)، والبيهقيّ (٤/ ١٢٥) كلّهم من حديث أبي حذيفة، حدّثنا سفيان، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى ومعاذ بن جبل، فذكراه.

عن أبي موسى ومعاذ بن جبل حين بعثهما رسول الله ﷺ إلى اليمن يعلِّمان النّاس أمر دينهم: «لا تأخذوا الصّدقة إلّا من هذه الأربعة: الشّعير، والحنطة، والزّبيب، والتمر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابيين الجليلين أبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما، يحمل توجيهاً نبويّاً مهماً في باب الزكاة وأحكامها.

أولاً. شرح المفردات:


● بعثهما: أرسلهما رسول الله ﷺ.
● إلى اليمن: منطقة في جنوب الجزيرة العربية.
● يعلِّمان النّاس أمر دينهم: ليعلموا الناس تعاليم الإسلام وأحكامه.
● الصّدقة: هنا المقصود بها زكاة المال المفروضة، وليست الصدقة التطوعية.
● هذه الأربعة: المقصود بها الأصناف الأربعة المذكورة.

ثانياً. شرح الحديث:


لما أرسل النبي ﷺ أبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن ليكونا حكاماً وقاضيين ومعلّمين لأهلها، أعطاهما توجيهاً عاماً في كيفية جمع الزكاة. فبيّن لهما ﷺ أن الزكاة المفروضة لا تؤخذ إلا من أربعة أصناف معينة من المحاصيل والثمار، وهي:
1- الشعير: من الحبوب الأساسية.
2- الحنطة: وهي القمح.
3- الزبيب: وهو العنب المجفف.
4- التمر: ثمرة النخيل.
وهذا الحصر لهذه الأصناف الأربعة كان في زكاة الزروع والثمار خاصة، والتي تجب فيها الزكاة بشروط معينة (كأن تبلغ النصاب وأن تكون مما يقتاته الناس ويدخره).

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- التيسير ورفع الحرج: هذا التحديد من النبي ﷺ ييسر على الناس ويحدد لهم ما يجب عليهم إخراجه بدقة، فلا يكلفهم beyond ما وسعهم.
2- الحكمة في التشريع: هذه الأصناف الأربعة كانت هي القوت الأساسي والمال المدخر لأهل تلك البقعة (اليمن والجزيرة العربية بشكل عام)، فشرعت الزكاة في ما يعتبر ثروةً ومالاً حقيقياً لهم.
3- أهمية تعلم الفقه وفهم النصوص: الحديث يظهر أن الأحكام قد تكون خاصة بزمان أو مكان معين. فالعلماء من أهل السنة والجماعة قد أجمعوا على أن زكاة الزروع والثمار لا تقتصر على هذه الأربعة فقط، بل تشمل كل ما يقتاته الناس ويدخّر من زرع وثمر، كالأرز والذرة والعدس والفول وغيرها، إذا بلغ النصاب. وهذا الفهم مأخوذ من أدلة أخرى، مثل عموم قوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141].
4- طاعة ولي الأمر في الجباية: الحديث يوجه العمال (الجباتة) على كيفية أخذ الزكاة وفق ما شرعه الله ورسوله، فلا يتعدون ذلك.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي يُستدل بها على خصوص السبب، وأن الحكم قد يُذكر لسبب معين ولا يعني حصر الحكم فيه مطلقاً.
- أجمع الفقهاء على أن الزكاة واجبة في كل ما يقتاته الناس من زرع وثمر إذا بلغ النصاب (وهو خمسة أوسق، أي ما يعادل aproximadamente 653 كجم تقريباً).
- النصاب شرط لوجوب الزكاة في الزروع والثمار، وكذلك الحول (مرور عام) هو شرط في زكاة الأموال الأخرى كالنقود والذهب والفضة، لكن اختلف العلماء في اشتراط الحول في زكاة الزروع والثمار، والراجح أنها تجب عند الحصاد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الدّارقطنيّ (١٩٢١)، والحاكم (١/ ٤٠١)، والبيهقيّ (٤/ ١٢٥) كلّهم من حديث أبي حذيفة، حدّثنا سفيان، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى ومعاذ بن جبل، فذكراه.
قال البيهقيّ: «رواته ثقات وهو متصل». وصحّحه الحاكم.
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل الكلام في أبي حذيفة وهو موسي بن مسعود النّهدي، وطلحة بن يحي التيمي غير أنهما حسنا الحديث.
ثم هذا الحديث موافق لحديث موسى بن طلحة في أخذ الصّدقة عن هذه الأربعة.
وأمّا ما رُوي عن معاذ أنّه كتب إلى النبيّ ﷺ يسأله عن الخضروات وهي البقول، فقال: «ليس فيها شيء». فهو ضعيف.
رواه الترمذيّ (٦٣٨) عن علي بن خشرم، أخبرنا عيسي بن يونس، عن الحسن بن عُمارة، عن محمد بن عبد الرحمن بن عبيد، عن عيسى بن طلحة، عن معاذ، فذكره.
قال الترمذي: «إسناد هذا الحديث ليس بصحيح. وليس يصح في هذا الباب عن النبيّ ﷺ شيء، وإنّما يُروى هذا عن موسى بن طلحة، عن النبيّ ﷺ مرسلًا، والعمل على هذا عند أهل العلم، أن ليس في الخضروات صدقة».
وقال: «والحسن هو ابن عمارة وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعّفه شعبة وغيره، وتركه ابن المبارك». انتهى قول الترمذيّ.
وذكر البيهقي في «السنن الكبرى» (٤/ ١٢٩) مراسيل الحسن، والشّعبيّ، ومجاهد وغيرهم وقال: «هذه الأحاديث كلّها مراسيل إلّا أنها من طرق مختلفة، فبعضها يؤكّد بعضًا، ومعها رواية أبي بردة عن أبي موسى، وقول بعض الصّحابة» انتهى.
وفي الباب ما رُوي عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة بن عبيدالله التيمي قال: قال رسول الله ﷺ «ليس في الخضروات صدقة».
رواه الطبرانيّ في «الأوسط» (مجمع البحرين ١٣٥٠)، والبزار (كشف الأستار ٨٨٥) كلاهما عن أبي كامل الجحدريّ، ثنا الحارث بن نبهان، ثنا عطاء بن السّائب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، فذكره.
قال البزّار: «لا نعلم أحدًا أسنده فوصله إلّا الحارث، ولا رُوي عطاء عن موسى إلّا هذا، ورواه جماعة عن موسي مرسلًا».
وقال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٦٩) بعد أن عزاه إليهما: «وفيه الحارث بن نبهان وهو متروك، وقد وثقه ابن عدي».
قال الأعظمي: لم يوثقه ابن عدي صراحة، وإنما قال بعد أن ساق له عدّة أحاديث منها حديث الباب: «وللحارث هذا غير ما ذكرت أحاديث حسان، وهو ممن يكتب حديثه». وفيه إشارة إلى تضعيفه أكثر من توثيقه.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن محمد بن عبد الله بن جحش، عن رسول الله ﷺ «أنه أمر معاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن أن يأخذ من كلّ أربعين دينارًا دينارًا، وليس في الخضروات صدقة».
وفيه عبد الله بن شبيب، قال ابن حبان في كتاب «الضعفاء»: «يسرق الأخبار، لا يجوز الاحتجاج به بحال».
وكذلك لا يصح عن أنس بن مالك وعائشة وعلي. انظر تخاريج هذه الأحاديث في «نصب الراية» (٢/ ٣٨٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 82 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة: الشعير والحنطة والزبيب والتمر

  • 📜 حديث: لا تأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة: الشعير والحنطة والزبيب والتمر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة: الشعير والحنطة والزبيب والتمر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة: الشعير والحنطة والزبيب والتمر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة: الشعير والحنطة والزبيب والتمر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب