حديث: لا تجوز للمرأة عطية إلا بإذن زوجها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب لا يجوز للمرأة أن تنفق إِلَّا بإذن زوجها
حسن: رواه النسائيّ (٣٧٥٧)، وأبو داود (٣٥٤٧) كلاهما من حديث خالد بن الحارث، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، أنَّ أباه أخبره، عن عبد الله بن عمرو، فذكره في خطبة طويلة منها هذا الجزء.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بحديث نبيه ﷺ.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وغيرهم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ قال يوم فتح مكة: «لَا يَجُوزُ لِامْرَأَةٍ عَطِيَّةٌ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا».
وفي رواية: «لَا تَصْلُحُ لِامْرَأَةٍ عَطِيَّةٌ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا».
أولاً. شرح المفردات:
● لَا يَجُوزُ / لَا تَصْلُحُ: أي لا تكون صحيحةً شرعاً، وغير نافذة.
● عَطِيَّةٌ: هي التبرع بالمال أو الهبة، وإخراجه من ملكها لشخص آخر بدون عوض.
● إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا: أي إلا بعد أن يأذن لها زوجها ويوافق على ذلك.
ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث حكماً مهماً من أحكام المعاملات المالية في الإسلام، وهو أن للمرأة المتزوجة أن تملك المال وتكتسبه، ولكن ليس لها أن تتصرف فيه بصفة التبرع (كالهبة والصدقة) إلا بعد موافقة زوجها وإذنه. وهذا الحكم جاء في سياق عظيم وهو يوم فتح مكة، مما يدل على أهميته.
ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
1- إثبات أهليّة المرأة للملكية: الحديث صريح في أن للمرأة مالها الخاص، وهو حق ثابت لها شرعاً، وهذا من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة.
2- تقيد حقها في التبرع بإذن الزوج: الحكمة من هذا القيد حماية الأسرة ومالها من التبديد، فالتبرع إخراج للمال بدون عوض، وقد يؤثر على النفقة الواجبة للزوجة والأولاد، أو يؤدي إلى خلاف بين الزوجين. فالزوج مسؤول عن الإنفاق على الأسرة، ولذلك جعل الشارع له نوعاً من الولاية على التصرفات التي تستنزف المال دون فائدة تعود على كيان الأسرة.
3- الفرق بين التبرع وغيره من التصرفات: هذا القيد خاص بالعطية والهبة (التبرع). أما التصرفات الأخرى كالبيع والشراء والاستهلاك الشخصي بما هو معتاد، فلها أن تتصرف فيه دون حاجة إلى إذن زوجها، لأن هذا من حقها في التصرف في مالها، ما لم يشترط الزوج في عقد النكاح خلاف ذلك.
4- حكمة التشريع والحفاظ على الأسرة: الشرع الحكيم يوازن بين الحقوق، فحق المرأة في التملك والتصرف مقرر، ولكن لا يكون على حساب stability واستقرار البيت الذي تشارك هي في بنائه. إذن الزوج هنا ليس تسلطاً، بل هو رعاية للمصلحة المشتركة للأسرة.
5- مقدار العطية التي تحتاج إلى إذن: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن هذا المنع يشمل العطية الكبيرة أو التي تؤثر على مال الأسرة. أما الهبة اليسيرة التي لا تضر ولا تُعتبر تبذيراً (كإعطاء صدقة قليلة أو هدية بسيطة)، فإنها تجوز ولا تحتاج إلى إذن، خاصة إذا كانت من جنس ما اعتادت أن تتصرف فيه.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
● الاستثناءات: إذا كان الزوج بخيلاً أو يمنعها من الصدقة الواجبة أو من صلة رحمها بهدايا معتادة، فيمكنها أن تتصرف بالمعروف دون إذنه، لأن حق الله وحق الأرحام مقدم.
● رأي المذاهب: هذا هو مذهب الجمهور (الشافعية، والحنابلة، وبعض المالكية). بينما ذهب الحنفية إلى أن للمرأة الحرية الكاملة في التصرف في مالها بالهبة وغيره، ولا تحتاج إلى إذن زوجها، لأن المال ملك لها.
● التطبيق العملي: على الزوجة أن تستأذن زوجها في الهبات الكبيرة حفاظاً على المشاعر ودرءاً للخلاف، وعلى الزوج أن يتفهم حاجاتها ويأذن لها في البر والمعروف، فليس المقصود منعها من الخير، بل تنظيمه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وكذلك رواه أحمد (٦٦٨١) من وجه آخر عن حسين المعلّم في سياق طويل. والمقصود من هذا الإنفاق النقدين من غير الطّعام.
وفي لفظ: «لا يجوز لامرأة أمر في مالها إذا ملك زوجها عصمتها».
رواه النّسائيّ (٣٧٥٦)، وأبو داود (٣٥٤٦).
كلاهما من حديث حمّاد بن سلمة، عن داود بن أبي هند وحبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
ورواه ابن ماجه (٢٣٨٨) من وجه آخر عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، فذكره، مثله. وصحّحه الحاكم (٢/ ٤٧).
وهذا يحمل على الاستحباب، وإلَّا فالمرأة لا تحتاج إلى الإذن في مالها وهو يحمل عند أكثر العلماء على معنى حسن العشرة واستطابة نفس الزّوج.
وإلَّا فقد نقل السّندي في حاشية النسائيّ عن الشافعي: «أن هذا الحديث ليس بثابت، وكيف نقول به والقرآن يدل على خلافه، ثمّ السنة، ثمّ الأثر، ثمّ المعقول، ويمكن أن يكون هذا في موضع الاختيار مثل ليس لها أن تصوم وزوجها حاضر إِلَّا بإذنه، فإن فعلتْ جاز صومها، وإن خرجت بغير إذنه فباعت جاز بيعها، وقد أعتقت ميمونة قبل أن يعلم النَّبِيّ ﷺ فلم يُعب ذلك عليها، فدل هذا مع غيره على أنّ هذا الحديث إن ثبت فهو محمول على الأدب والاختيار».
قال الأعظمي: أما الحديث فهو حسن، وأمّا الجمع بينه وبين غيره فهو كما قال الشّافعي الأمر يحمل على الأدب والاختيار.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 274 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 249 أمر النبي بذبح شاة وقسمتها بين الجيران
- 250 ابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى
- 251 يا ابن آدم! إن تعط الفضل فهو خير لك، وإن...
- 252 المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له...
- 253 إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ...
- 254 أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد...
- 255 أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك
- 256 إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك
- 257 أفضل دينار ينفقه الرجل على عياله ودابته وأصحابه في سبيل...
- 258 كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته
- 259 ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا
- 260 تصدقوا على نفسك وزوجتك وولدك وخادمك
- 261 إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها...
- 262 لَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ أَخْوَالِكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ
- 263 مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ
- 264 ما أنفق الرجل في بيته وأهله وولده وخدمه فهو له...
- 265 أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح
- 266 الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان
- 267 تصدقوا فإن النساء أكثر أهل النار
- 268 تصدقن ولو من حليكن
- 269 أنفقي عليهم فإن لك في ذلك أجر ما أنفقت
- 270 النبي ﷺ يقول: يا معشر النساء ما رأيت من نواقص...
- 271 لك أجر ما أنفقت عليهم
- 272 لَا تَصُمِ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ
- 273 إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها...
- 274 لا تجوز للمرأة عطية إلا بإذن زوجها
- 275 لَا تُنْفِقُ الْمَرْأَةُ شَيْئًا مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا
- 276 نعم والاجر بينكما نصفان
- 277 إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ
- 278 الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ ما أمر به
- 279 صلي أمك وإن كانت مشركة
- 280 عمر يرى حلة سيراء عند باب المسجد
- 281 اليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة
- 282 ولست أسألك شيئا ولا أرد رزقا رزقنيه الله منك
- 283 الأيدي ثلاثة: يد الله العليا، ويد المعطي، ويد السائل السفلى
- 284 أفضل الصدقة عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول
- 285 يَدُ المُعْطِي العُلْيَا وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ
- 286 يد المعطي العليا أمك وأباك وأختك وأخاك
- 287 يَدُ المُعْطِي العُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ
- 288 مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ
- 289 مَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ
- 290 من يستعفف يُعِفّه الله ومن يستغن يُغْنِه الله
- 291 اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِن اليَدِ السُّفْلَى
- 292 إعطاء المال فتنة وإمساكه فتنة
- 293 لا تُلْحِفُوا فِي المَسْأَلَةِ
- 294 من سأل وله أوقية فقد سأل إلحافًا
- 295 من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف
- 296 من سأل وله أربعون درهما فهو الملحف
- 297 من سأل الناس وله عدل خمس أواق
- 298 لا تلحفوا بالمسألة فإنه لا يبارك فيه
معلومات عن حديث: لا تجوز للمرأة عطية إلا بإذن زوجها
📜 حديث: لا تجوز للمرأة عطية إلا بإذن زوجها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تجوز للمرأة عطية إلا بإذن زوجها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تجوز للمرأة عطية إلا بإذن زوجها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تجوز للمرأة عطية إلا بإذن زوجها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








