إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها

حديث: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها

عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا أَنْفَقَتِ المَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِزَوْجِهَا أَجْرُهُ بِمَا كَسَبَ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لَا يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئًا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٢٥)، ومسلم في الزّكاة (١٠٢٤) كلاهما من حديث جرير، عن منصور، عن شقيق، عن مسروق، عن عائشة، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فيسرني أن أقدم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف، الذي يوضح عظيم عدل الله تعالى وكرمه، حيث وسع بالأجر للمؤمنين جميعًا دون أن ينقص أجر أحد منهم.

نص الحديث:

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا أَنْفَقَتِ المَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِزَوْجِهَا أَجْرُهُ بِمَا كَسَبَ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لَا يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئًا».
مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 1435)، والإمام مسلم في صحيحه (رقم 1024).

الشرح التفصيلي:

# 1. شرح المفردات:

● أَنْفَقَتِ: تصدقت أو أعطت شيئًا من الطعام للفقراء والمحتاجين.
● مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا: من الطعام الذي في بيتها، وهو الذي جهزه وكسبه زوجها.
● غَيْرَ مُفْسِدَةٍ: أي بدون إسراف أو تبذير، وبالقدر المناسب الذي لا يضر بمصلحة البيت وأهله.
● الخَازِنِ: هو الذي يقوم بحفظ الطعام وتدبيره في البيت، وقد يكون خادمًا أو وكيلاً للزوج.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أن المرأة إذا تصدقت بشيء من طعام بيتها – الذي هو في الأصل من كسب زوجها – دون إسراف أو إضرار بمصلحة الأسرة، فإنها تنال أجر هذا الإنفاق والصدقة. وفي الوقت نفسه، يحصل زوجها على الأجر الكامل لكسبه الحلال الذي أنفقه في بيته، والذي مكّنها من الصدقة منه. وكذلك الخادم أو الأمين الذي ساعد في حفظ هذا الطعام وإعداده، فإنه ينال أجرًا similarًا على عمله. والأجر العظيم من الله تعالى يتسع للجميع دون أن ينقص أجر أحد منهم بسبب حصول الآخر على أجره.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:

● سعة فضل الله وكرمه: إن من كرم الله تعالى وفضله أنه يعطي الأجر الكامل لكل عاملٍ على عمله، ولا يظلم أحدًا شيئًا. فالأجر ليس محدودًا بحيث إذا أخذ أحدهم منه نقص من الآخر، بل فضل الله واسع.
● تشجيع الصدقة والإنفاق: يحث الحديث المرأة على الصدقة والبر من طعام بيتها، ما دامت لا تُسرف ولا تفسد في الإنفاق.
● العدل في توزيع الأجر: الزوج الذي كسب المال الحلال له أجره، والزوجة التي أنفقته في وجوه الخير لها أجرها، والخادم أو الأمين الذي ساعد في ذلك له أجره. وهذا يظهر عدل الإسلام وتوازنه.
● الحث على الكسب الحلال: لأن الكسب الحلال هو أصل كل برٍّ وخير، فهو الذي enables الإنفاق في سبيل الله.
● الإخلاص في العمل: العمل الدنيوي إذا قُصد به وجه الله تعالى وكسب الحلال فإنه يصبح عبادة يؤجر عليها المسلم.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من الأدلة على أن الإنسان يؤجر على نفقته على أهله، إذا قصد بها وجه الله تعالى.
- فيه إشارة إلى أهمية التعاون على البر والتقوى، وأن كل من ساهم في عمل الخير له أجره.
- يستفاد منه أيضًا أن المرأة لها استقلاليتها في التصرف في مال بيتها بالمعروف، ما لم يكن ذلك إسرافًا أو إضرارًا.

الخلاصة:

يحثنا هذا الحديث العظيم على الكرم والصدقة، ويطمئننا إلى سعة فضل الله تعالى، حيث إنه يعطي الأجر الكامل لكل من ساهم في عمل الخير، من كاسبٍ ومنفقٍ وخادم، دون أن ينقص من أجر أحدهم شيء. وهو دليل على سماحة الإسلام وعدله، وحثه على التعاون في البر والتقوى.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٢٥)، ومسلم في الزّكاة (١٠٢٤) كلاهما من حديث جرير، عن منصور، عن شقيق، عن مسروق، عن عائشة، فذكرته.
وفي رواية: «من طعام زوجها».
وأمّا ما رُوي عن سعد قال: «لَمَّا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ النِّسَاءُ قَامَتِ امْرَأَةٌ جَلِيلَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نِسَاءِ مُضَرَ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! إِنَّا كَلٌّ عَلَى آبَائِنَا، وَأَبْنَائِنَا -قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَأُرَى فِيهِ: وَأَزْوَاجِنَا- فَمَا يَحِلُّ لَنَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ؟ فَقَالَ: «الرَّطْبُ تَأْكُلْنَهُ وَتُهْدِينَهُ». فهو منقطع.
رواه أبو داود (١٦٨٦) عن محمد بن سوّار المصريّ، حَدَّثَنَا عبد السّلام بن حرب، عن يونس ابن عبيد، عن زياد بن جبير بن حية، عن سعد، قال (فذكره). وصحّحه الحاكم (٤/ ١٣٤) على شرط الشّيخين.
قال الأعظمي: وهو كما قال، إِلَّا أن فيه انقطاعًا بين زياد بن جبير وبين سعد بن أبي وقَّاص.
قال أبو حاتم وأبو زرعة: إنَّ حديثه عن سعد بن أبي وقَّاص مرسل.
انظر: مراسيل ابن أبي حاتم (ص ٦١)، وجامع التحميل (١٧٧).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 273 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها

📜 حديث: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية