حديث: عمر يرى حلة سيراء عند باب المسجد
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب صلة قرابة المشرك
متفق عليه: رواه مالكٌ في اللباس (١٨) عن نافعٍ، عن ابن عمرَ، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد والتقشف وذم الترف والخيلاء، وهو وارد في الصحيحين وغيرهما.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● حُلَّةً سِيَرَاءَ: الحلة هي الثوب الكامل الذي يتكون من رداء وإزار. و"سيراء" من السير، وهو الحرير. فمعناها: حلة من حرير.
● عِنْدَ بَابِ المَسْجِدِ: في مكان قريب من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.
● لِلْوَفْدِ إِذَا قَدِمُوا عَلَيْكَ: الوفد هم الجماعة الذين يأتون لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم إما للتفاوض أو للإسلام أو لغير ذلك. وكان عمر رضي الله عنه يرى أن لبس الثوب الفاخر يزيد من هيبة النبي أمامهم.
● لَا خَلاقَ لَهُ: الخَلاق: النصيب والحظ. أي لا نصيب له في ثواب الآخرة وخيرها.
● حُلَّةِ عُطَارِدٍ: عطارد هو اسم تاجر كان يبيع هذه النوعية من الثياب، فنُسبت إليه، أو هو نوع معروف من الثياب الفاخرة.
ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن والده أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رأى حلة فاخرة من حرير تُعرض للبيع near مسجد الرسول. فرغب عمر في أن يشتريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلبسها في المناسبات المهمة كيوم الجمعة أو عند استقبال الوفود، thinking that this would increase the prestige and appearance of the Prophet.
فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم رداً حاسماً يعلمه وأمته أن هذا النوع من الثياب الفاخرة (الحرير للرجال) هو من زينة الدنيا الفانية، وأن الذي يحرص عليها ويتفاخر بها هو إنسان ليس له رغبة حقيقية في الآخرة، أو أن هذا الترف ينقص من أجره فيها.
ثم تأتي المفارقة العظيمة: بعد ذلك، أُهديت إلى النبي صلى الله عليه وسلم عدد من هذه الحلل، فأعطى واحدة منها لعمر بن الخطاب. فاستغرب عمر واستشكل الأمر، قائلاً: كيف تعطينيها وقد نهيت عن لبسها وقلت فيها ما قلت؟ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم مبيناً الحكمة: "إني لم أعطكها لتلبسها أنت"، فأدرك عمر المقصود، فلم يلبسها هو، بل أعطاها لأخ له ما زال مشركاً في مكة، رجاء أن يكون هذا العطاء سبباً في دخوله الإسلام أو软化 قلبه.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- ذم الترف والخيلاء في اللباس: الحديث أصل عظيم في ذم التباهي بالملابس الفاخرة والحرير خاصة للرجال، لما فيه من مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد والتواضع.
2- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم التربوية: instead of أن يرفض طلب عمر جملة وتفصيلاً، انتظر حتى تأتيه هذه الحلل كهدية، ثم أعطاها لعمر ليعلمه بنفسه الفرق بين أن يشتريها الإنسان ليتزين بها، وبين أن يأخذها ليتصرف فيها لمصلحة شرعية (كالصدقة أو هدية للتأليف).
3- مراعاة المقاصد والمصالح: نهى النبي عن لبس الحرير للرجال، لكنه أعطاه لعمر ليتصرف فيه لمصلحة أعلى، وهي تأليف قلب أخيه المشرك. وهذا من فقه الأولويات، حيث تكون مصلحة الدعوة إلى الإسلام وهداية الناس أعظم من مصلحة ترك الشيء المباح أصلاً (فالحرير حرام على الرجال للبس، لكن يجوز بيعه وهديته etc.).
4- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم يختار البساطة في ملبسه ومأكله ومشربه، مع أنه سيد البشر، وكان بإمكانه أن يعيش في ترف، لكنه آثر الآخرة على الدنيا.
5- حرص الصحابة على الفهم والتطبيق: لم يسكت عمر على ما أشكل عليه، بل سأل مباشرة ليفهم الحكمة، وهذا دليل على حرصهم على التعلم والتطبيق الصحيح.
6- جواز استخدام المباحات أو حتى المحرمات (في بعض الصور) للمصلحة الراجحة: فإعطاء الحرير لكافر للتأليف جائز مع كونه محرماً على الرجال لبسه، لأن المصلحة هنا أعظم.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
● حكم لبس الحرير للرجال: هو حرام بالإجماع، إلا لحاجة طبية أو غيرها كما ذهب بعض العلماء.
● الفرق بين المنهي عنه والمأذون فيه: النهي عن لبس الحرير للرجل هو للتبرج والخيلاء، أما إذا كان للضرورة أو للمصلحة الراجحة كما في الحديث، فيجوز التصرف فيه دون لبسه.
● هذا الحديث من أبلغ الأحاديث في ذم التكاثر والتفاخر بالدنيا.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يقتدي بنبيه صلى الله عليه وسلم في زهده وتواضعه، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه البخاريّ في الجمعة (٨٨٦) عن عبد الله بن يوسف، ومسلم في اللباس (٢٠٦٨) عن يحيى بن يحيى كلاهما عن مالك.
وفي رواية للبخاريّ في الهبة (٢٦١٩) من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، نحوه، وزاد: «تبيعها أو تكسوها».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 280 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 255 أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك
- 256 إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك
- 257 أفضل دينار ينفقه الرجل على عياله ودابته وأصحابه في سبيل...
- 258 كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته
- 259 ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا
- 260 تصدقوا على نفسك وزوجتك وولدك وخادمك
- 261 إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها...
- 262 لَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ أَخْوَالِكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ
- 263 مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ
- 264 ما أنفق الرجل في بيته وأهله وولده وخدمه فهو له...
- 265 أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح
- 266 الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان
- 267 تصدقوا فإن النساء أكثر أهل النار
- 268 تصدقن ولو من حليكن
- 269 أنفقي عليهم فإن لك في ذلك أجر ما أنفقت
- 270 النبي ﷺ يقول: يا معشر النساء ما رأيت من نواقص...
- 271 لك أجر ما أنفقت عليهم
- 272 لَا تَصُمِ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ
- 273 إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها...
- 274 لا تجوز للمرأة عطية إلا بإذن زوجها
- 275 لَا تُنْفِقُ الْمَرْأَةُ شَيْئًا مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا
- 276 نعم والاجر بينكما نصفان
- 277 إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ
- 278 الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ ما أمر به
- 279 صلي أمك وإن كانت مشركة
- 280 عمر يرى حلة سيراء عند باب المسجد
- 281 اليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة
- 282 ولست أسألك شيئا ولا أرد رزقا رزقنيه الله منك
- 283 الأيدي ثلاثة: يد الله العليا، ويد المعطي، ويد السائل السفلى
- 284 أفضل الصدقة عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول
- 285 يَدُ المُعْطِي العُلْيَا وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ
- 286 يد المعطي العليا أمك وأباك وأختك وأخاك
- 287 يَدُ المُعْطِي العُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ
- 288 مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ
- 289 مَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ
- 290 من يستعفف يُعِفّه الله ومن يستغن يُغْنِه الله
- 291 اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِن اليَدِ السُّفْلَى
- 292 إعطاء المال فتنة وإمساكه فتنة
- 293 لا تُلْحِفُوا فِي المَسْأَلَةِ
- 294 من سأل وله أوقية فقد سأل إلحافًا
- 295 من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف
- 296 من سأل وله أربعون درهما فهو الملحف
- 297 من سأل الناس وله عدل خمس أواق
- 298 لا تلحفوا بالمسألة فإنه لا يبارك فيه
- 299 خذه وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا...
- 300 خذه فتموله أو تصدق به
- 301 المال خضرة حلوة من أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه
- 302 مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ فَلْيَقْبَلْهُ
- 303 مَنْ آتاهُ اللهُ مالًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ
- 304 ليس المسكين الذي يطوف على الناس
معلومات عن حديث: عمر يرى حلة سيراء عند باب المسجد
📜 حديث: عمر يرى حلة سيراء عند باب المسجد
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عمر يرى حلة سيراء عند باب المسجد
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عمر يرى حلة سيراء عند باب المسجد
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عمر يرى حلة سيراء عند باب المسجد
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








