حديث: وأنا أصبح جنبا وأريد الصيام فأغتسل وأصوم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صحّة صوم من أدركه الصّبحُ وهو جنب

عن عائشة، أنّ رجلًا قال لرسول الله ﷺ، وهو واقف على الباب، وأنا أسمع: يا رسول الله، إنّي أُصْبحُ جُنُبًا وأنا أريد الصّيام. فقال ﷺ: «وأنا أصبحُ جُنبًا وأنا أريد الصّيامَ، فأغتسلُ وأصومُ». فقال له الرجل: يا رسولَ الله، إنّك لست مثلنا، قد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر. فغضب رسول الله ﷺ وقال: «إني لأرجو أن أكونَ أخشاكم لله، وأعلَمَكم بما أتَقي».

صحيح: رواه مالك في الصيام (٩) عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاريّ، عن أبي يونس مولي عائشة، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة، أنّ رجلًا قال لرسول الله ﷺ، وهو واقف على الباب، وأنا أسمع: يا رسول الله، إنّي أُصْبحُ جُنُبًا وأنا أريد الصّيام. فقال ﷺ: «وأنا أصبحُ جُنبًا وأنا أريد الصّيامَ، فأغتسلُ وأصومُ». فقال له الرجل: يا رسولَ الله، إنّك لست مثلنا، قد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر. فغضب رسول الله ﷺ وقال: «إني لأرجو أن أكونَ أخشاكم لله، وأعلَمَكم بما أتَقي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

الحديث:


عن عائشة، أنّ رجلًا قال لرسول الله ﷺ، وهو واقف على الباب، وأنا أسمع: يا رسول الله، إنّي أُصْبحُ جُنُبًا وأنا أريد الصّيام. فقال ﷺ: «وأنا أصبحُ جُنبًا وأنا أريد الصّيامَ، فأغتسلُ وأصومُ». فقال له الرجل: يا رسولَ الله، إنّك لست مثلنا، قد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر. فغضب رسول الله ﷺ وقال: «إني لأرجو أن أكونَ أخشاكم لله، وأعلَمَكم بما أتَقي».


1. شرح المفردات:


● أصبح جنبًا: أي يكون عليه جنابة (الحدث الأكبر) عند دخول وقت الفجر وهو صائم.
● جُنُبًا: حالة الشخص الذي عليه غسل بسبب جماع أو إنزال.
● أغتسل: أتوضأ وأغتسل من الجنابة.
● أصوم: أستمر في صومي.
● غضب: انفعل وأظهر عدم الرضا.
● أخشاكم لله: أكثركم خوفًا وتعظيمًا لله تعالى.
● أعلمكم بما أتقي: أعلمكم بالأمور التي يجب تجنبها خوفًا من الله.


2. شرح الحديث:


جاء رجل إلى النبي ﷺ يسأله عن حكم من أصبح صائمًا وهو جنب (أي عليه غسل من جماع أو إنزال)، هل يصح صومه أم لا؟ فأجابه النبي ﷺ بأنه يحدث له ذلك أيضًا (أي يصبح جنبًا وهو يريد الصيام)، فيغتسل ويصوم، مما يدل على أن الصيام صحيح ولا يؤثر عليه الجنابة.
لكن الرجل استنكر ذلك وقال: "إنك لست مثلنا، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر"، أي أنك معصوم ولا يؤثر عليك ما يؤثر علينا. فغضب النبي ﷺ من هذا القول، لأنه يوحي بأن النبي يتساهل في العبادة أو أنه لا يخاف الله كما يخافه الناس، فرد عليه ﷺ بقوله: «إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتقي»، أي أنه أكثر الناس خوفًا من الله وأعلمهم بما يجب تجنبه من المعاصي والمحرمات.


3. الدروس المستفادة:


1- صحة صوم الجنب: إذا أصبح الصائم جنبًا، فلا بأس بأن يغتسل ويستمر في صيامه، ولا يؤثر ذلك على صحة صومه. وهذا الحكم عام لكل الصائمين.
2- غضب النبي ﷺ على من خصص الحكم بنفسه: غضب النبي عندما ظن الرجل أن الحكم خاص به لكونه معصومًا، فأكد أن الحكم عام وأنه يخاف الله كما يخافه الناس بل أكثر.
3- بيان خشية النبي ﷺ لله: النبي ﷺ هو أكثر الناس خشية لله تعالى، وهو قدوة في التقوى والورع، وليس كما ظن الرجل من أنه يتساهل في العبادة.
4- الرد على الشبهات: النبي ﷺ لم يترك هذا الاعتقاد الخاطئ، بل صححه مباشرة حتى لا يظن أحد أن له خصوصية في الأحكام العملية التي تتعلق بالعبادات.
5- أهمية العلم الشرعي: الحديث يبين أن الجهل بالحكم الشرعي قد يؤدي إلى سوء الظن بالأنبياء أو بالشريعة، لذا يجب على المسلم أن يتعلم ويسأل أهل العلم.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في إثبات أن الجنابة لا تفطر الصائم، ما دام أنه يغتسل بعد طلوع الفجر ويستمر في صيامه.
- الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان يغتسل من الجنابة ويصوم، مما يرد على من ظن أن الاغتسال من الجنابة في نهار رمضان يفطر (بل هو واجب ولا يفطر).
- غضب النبي ﷺ هنا كان لله، لأنه يتعلق بتعظيم الله وخشيته، وليس غضبًا شخصيًا.
- يستفاد من الحديث أيضًا أن المسلم لا ينبغي أن يظن بأن أحدًا يتساهل في العبادة حتى ولو كان معصومًا، بل الجميع مطالب بالتقوى والخشية.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتقين الخاشعين، وأن يفقهنا في ديننا، ويوفقنا لطاعته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الصيام (٩) عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاريّ، عن أبي يونس مولي عائشة، عن عائشة، فذكرته.
ورواه مسلم في الصيام (١١١٠) من طريق إسماعيل بن جعفر، أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن،
به، نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 284 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وأنا أصبح جنبا وأريد الصيام فأغتسل وأصوم

  • 📜 حديث: وأنا أصبح جنبا وأريد الصيام فأغتسل وأصوم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وأنا أصبح جنبا وأريد الصيام فأغتسل وأصوم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وأنا أصبح جنبا وأريد الصيام فأغتسل وأصوم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وأنا أصبح جنبا وأريد الصيام فأغتسل وأصوم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب