حديث: إهداء حمار وحشي لرسول الله ﷺ ورده لأنه حرم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يحلّ للمحرم أكله من الصّيد وما لا يحلّ

عن الصّعب بن جثّامة اللّيثيّ، أَنَّهُ أَهْدَى لِرُسُولِ اللهِ ﷺ حِمَارًا وَحْشِيًّا، وَهُوَ بِالأبْوَاءِ أو بِوَدَّانَ فَرَدَّهُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ قال: فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ ﷺ مَا فِي وَجْهِي. قَال: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلا أَنَّا حُرُمٌ».

متفق عليه: رواه مالك في الحج (٨٣) عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، عن الصعب بن جثامة، به.

عن الصّعب بن جثّامة اللّيثيّ، أَنَّهُ أَهْدَى لِرُسُولِ اللهِ ﷺ حِمَارًا وَحْشِيًّا، وَهُوَ بِالأبْوَاءِ أو بِوَدَّانَ فَرَدَّهُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ قال: فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ ﷺ مَا فِي وَجْهِي. قَال: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلا أَنَّا حُرُمٌ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن الصّعب بن جثّامة اللّيثيّ، أَنَّهُ أَهْدَى لِرُسُولِ اللهِ ﷺ حِمَارًا وَحْشِيًّا، وَهُوَ بِالأبْوَاءِ أو بِوَدَّانَ فَرَدَّهُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ قال: فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ ﷺ مَا فِي وَجْهِي. قَال: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلا أَنَّا حُرُمٌ».


1. شرح المفردات:


● الصّعب بن جثّامة اللّيثيّ: صحابي جليل، كان من سكان البادية.
● أَهْدَى: قدّم هدية.
● حِمَارًا وَحْشِيًّا: هو الحمار الذي يعيش في البرّي، وهو من الصيد.
● بِالأبْوَاءِ أو بِوَدَّانَ: اسمان لمكانين قريبين من المدينة المنورة على طريق مكة، وكان النبي ﷺ في أحد هذين المكانين.
● فَرَدَّهُ عَلَيْهِ: رفض قبوله وأعاده إليه.
● مَا فِي وَجْهِي: التغير والانكسار الذي ظهر على وجه الصحابي من جراء الرد.
● حُرُم: جمع "حَرام"، أي أننا في حالة إحرام للعمرة أو الحج.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل الصعب بن جثامة أنه قدم هدية إلى رسول الله ﷺ، وهي حمار وحشي (صيد)، وكان ذلك في مكان يسمى "الأبواء" أو "ودان". فرفض النبي ﷺ قبول الهدية وأعادها إليه.
فلما رأى النبي ﷺ أثر الحزن والانكسار على وجه الصعب بن جثامة لرده هديته، بادر ﷺ لطمأنته وبيان سبب الرفق، فقال: (إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلا أَنَّا حُرُمٌ)، أي: إن سبب رفضنا لهديتك ليس كرهاً لها أو لك، ولكن لأننا في حالة إحرام، وحكم المحرم أنه يحرم عليه صيد البر، ويحرم عليه أيضاً أكل الصيد إذا صيد من أجله، أو إذا كان داخل الحرم.
فالنبي ﷺ وهو المعصوم المؤيد بالوحي، أراد أن يعلّم أمته دينهم، ويبيّن لهم أحكام الإحرام، فامتنع عن قبول هدية الصيد لأنه كان محرماً، ليكون ذلك سنةً يُقتدى بها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- بيان حكم مهم من أحكام الإحرام: وهو تحريم الصيد على المحرم، وتحريم أكله له إذا كان قد صيد من أجله. وهذا الحكم مأخوذ من قوله تعالى: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} [المائدة: 96].
2- رفق النبي ﷺ وحسن خلقه: حيث لاحظ التغير في وجه صحابيه، فبادر فوراً بشرح السبب وطمأنته، مما يدل على شدة حرصه على مشاعر أصحابه وحسن معاملته لهم.
3- التعليم بالعمل: لم يكتفِ النبي ﷺ بالقول بتحريم أكل الصيد على المحرم، بل طبقه عملياً ليكون أوضح وأبلغ في التعليم.
4- جواز قبول الهدية والإهداء: أصل الحديث يدل على مشروعية الإهداء وقبول الهدية، وهي من الأمور المحببة في الإسلام التي تورث المحبة وتذهب الضغائن.
5- مراعاة مشاعر الآخرين: ينبغي للمسلم أن يكون مرهف الإحساس، يلاحظ ما يظهر على إخوانه من آثار، ويسعى لإزالة ما قد يكون في نفوسهم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- جمهور العلماء على أن المحرم يحرم عليه أكل الصيد إذا صيد من أجله، أما إذا وجد صيداً ميتاً لم يُصَد من أجله، فحكمه حكم الميتة، يحرم على المحرم وغيره.
- هذا الحديث من أدلة العلماء على ذكاء الصحابة وفطنتهم، حيث فهم الصعب بن جثامة أن الرد ليس له سبب شخصي، بل هو لحكم شرعي، فسُرّي عنه بعد بيان النبي ﷺ.
- فيه دليل على أن الهدية قد ترد لمانع شرعي، ولا يعني ذلك إهانةً للمهدي أو نقصاً في حقه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحج (٨٣) عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، عن الصعب بن جثامة، به.
ورواه البخاريّ في جزاء الصيد (١٨٢٥)، ومسلم في الحج (١١٩٣) كلاهما من طريق مالك، به، مثله.
وبوّب له البخاري بقوله: «إذا أهدي للمحرم حمارًا وحشيًا حيًّا لم يقبل».
قال الترمذي عقب إخراج الحديث من طريق الزهري: «وقد روى بعض أصحاب الزهري عن الزهري هذا الحديث وقال: أهدى له لحم حمار وحش، وهو غير محفوظ».
قال الأعظمي: وكذلك قال الشافعي كما سيأتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 115 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إهداء حمار وحشي لرسول الله ﷺ ورده لأنه حرم

  • 📜 حديث: إهداء حمار وحشي لرسول الله ﷺ ورده لأنه حرم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إهداء حمار وحشي لرسول الله ﷺ ورده لأنه حرم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إهداء حمار وحشي لرسول الله ﷺ ورده لأنه حرم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إهداء حمار وحشي لرسول الله ﷺ ورده لأنه حرم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب