حديث: لولا أنا محرمون لقبلناه منك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يحلّ للمحرم أكله من الصّيد وما لا يحلّ

عن عبد الله بن عباس، قال: أَهْدَى الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ حِمَارَ وَحْشٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهُ عَلَيْهِ وَقَال: «لَوْلا أَنَّا مُحْرِمُونَ لَقَبِلْنَاهُ مِنْكَ».

صحيح: رواه مسلم في الحج (١١٩٤) من طرق، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن عبد الله بن عباس، قال: أَهْدَى الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ حِمَارَ وَحْشٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهُ عَلَيْهِ وَقَال: «لَوْلا أَنَّا مُحْرِمُونَ لَقَبِلْنَاهُ مِنْكَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أَهْدَى الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ حِمَارَ وَحْشٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهُ عَلَيْهِ وَقَال: «لَوْلا أَنَّا مُحْرِمُونَ لَقَبِلْنَاهُ مِنْكَ».


1. شرح المفردات:


● أَهْدَى: أي قدّم هدية.
● الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ: صحابي جليل من بني ليث.
● حِمَارَ وَحْشٍ: هو الحمار الوحشي، وهو من صيد البر المباح أكله للمُحِل.
● مُحْرِمٌ: أي النبي ﷺ كان في حالة إحرام للحج أو العمرة.
● فَرَدَّهُ عَلَيْهِ: رفض قبوله وأعاده إليه.
● لَوْلا أَنَّا مُحْرِمُونَ: لولا أننا في حالة إحرام.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن الصعب بن جثامة قدم هدية إلى النبي ﷺ، وهي لحم حمار وحشي (وهو حيوان بري مباح أكله)، ولكن النبي ﷺ كان في تلك اللحظة مُحْرِمًا - أي أدخل في نسك الحج أو العمرة ولبى بهما -.
فرفض النبي ﷺ قبول هذه الهدية، ولكنه رفضها مع بيان السبب، حيث قال: «لَوْلا أَنَّا مُحْرِمُونَ لَقَبِلْنَاهُ مِنْكَ». أي أن سبب الرفض ليس كراهة الهدية أو عدم إباحة أكل لحم الحمار الوحشي، بل هو حالة الإحرام التي تمنع المحرم من صيد البر أو الأكل منه إذا صيد من أجله.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم الصيد على المحرم: هذا الحديث أصل من أصول تحريم الصيد على المحرم، وهو أمر مجمع عليه. فالمحرم يحرم عليه الاصطياد أو الإعانة عليه أو أكل ما صيد من أجله.
2- رفق النبي ﷺ في التعليم: لم يرد النبي ﷺ الهدية فحسب، بل بين سبب الرفض بلطف حتى لا يُوهم الراوي أو غيره أن الهدية مكروهة أو أن اللحم محرم، فقال: «لَوْلا أَنَّا مُحْرِمُونَ لَقَبِلْنَاهُ». وهذا من كمال خلقه وحسن تعليمه.
3- جواز أكل لحم الحمار الوحشي: يفهم من تعليل النبي ﷺ أن أكل لحم الحمار الوحشي حلال في الأصل، وأنه كان ليأكله لولا حالة الإحرام.
4- قبول هدايا الكفار إذا كانت طيبة: الصعب بن جثامة كان قد أسلم، ولكن الحديث يدل على جواز قبول هدايا غير المسلمين إذا كانت من الطيبات ولم تكن محرمة بذاتها.
5- التزام الشرع حتى مع وجود المغريات: النبي ﷺ هو المشرع، وكان بإمكانه أن يقبل الهدية ويأكل منها، لكنه التزم بالحكم الشرعي الذي يمنع المحرم من أكل الصيد ليكون قدوة لأمته.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
- اختلف العلماء في حكم من صيد من أجله: فجمهور العلماء على أن الصيد إذا صيد من أجل المحرم حَرُمَ على المحرم أكله، وهذا هو القول الراجح المستفاد من هذا الحديث.
- هذا الحكم (تحريم الصيد على المحرم) من محظورات الإحرام التي يجب على المحرم اجتنابها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١١٩٤) من طرق، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وفي رواية: «رجْل حمار وحْش».
وفي رواية: «عجز حمار وحش يقطر دمًا».
وفي رواية: «شقُّ حمار وحش».
قال الشافعي: وحديث مالك أن الصّعب أهدى للنبيّ ﷺ حمارًا أثبت من حديث من حدّث أنه أهدي له من لحم حمار».
وأما ما روي عن يحيى بن سليمان الجعفي، قال: حدثني ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضّمريّ، عن أبيه، أنّ الصّعب بن جثّامة أهدي
للنبيّ ﷺ عجز حمار وحشي، وهو بالجحفة فأكل منه، وأكل القوم» فهو منكر.
رواه البيهقي (٥/ ١٩٣) من هذا الوجه.
ويحيى بن سليمان الجعفي مختلف فيه، فقال أبو حاتم: «شيخ»، وقال الدارقطني: «ثقة»، وذكره ابن حبان في الثقات.
ولكن قال النسائي: ليس بثقة، والراوي عنه يحيى بن أيوب، وهو الغافقي قال النسائي: ليس بذاك القوي، وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال أحمد: يخطئ خطأ كبيرًا. وكذّبه مالك في حديثين.
ولذا قال ابن التركماني بعد أن نقل أقوال أهل العلم فيهما: «فعلي هذا لا يشتغل بتأويل هذا الحديث لأجل سنده، ولمخالفته للحديث الصحيح. وقول البيهقي: وقبل اللحم. يردّه ما في الصحيح أنه عليه السلام ردّه» انتهى كلام ابن التركمانيّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 116 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لولا أنا محرمون لقبلناه منك

  • 📜 حديث: لولا أنا محرمون لقبلناه منك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لولا أنا محرمون لقبلناه منك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لولا أنا محرمون لقبلناه منك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لولا أنا محرمون لقبلناه منك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب