حديث: أفضت مع النبي في عرفات فلم يزل يلبي حتى رمي جمرة العقبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب الاستدامة على التلبية في الحج إلى رمي جمرة العقبة يوم النحر

عن الفضل بن عباس قال: أفضتُ مع النبي ﷺ في عرفات، فلم يزل يُلبِّي حتى رمي جمرة العقبة، يكبِّر مع كل حصاةٍ، ثم قطَع التلبيةَ مع آخرها حصاةً.

حسن: رواه ابنُ خزيمة (٢٨٨٧) عن عمر بن حفص الشيباني -وفي المطبوعة: محمد بن عمر، وهو خطأ- ثنا حفص بن غياث، ثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عمر بن حسين، عن ابن عباس، عن أخيه الفضل، فذكره.

عن الفضل بن عباس قال: أفضتُ مع النبي ﷺ في عرفات، فلم يزل يُلبِّي حتى رمي جمرة العقبة، يكبِّر مع كل حصاةٍ، ثم قطَع التلبيةَ مع آخرها حصاةً.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح، وفيه وصفٌ دقيقٌ لهدي النبي ﷺ في يوم عرفة ويوم النحر، وهو من جوامع كلمه ﷺ التي جمعت علماً عظيماً في ألفاظٍ موجزة.

أولاً. شرح المفردات:


● أفضتُ مع النبي ﷺ: الإفاضة هنا: الدفع والخروج من عرفة إلى مزدلفة بعد غروب الشمس.
● يُلبِّي: يرفع صوته بقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
● رمي جمرة العقبة: وهي الرمي الذي يكون يوم النحر (أول أيام عيد الأضحى)، ورمي الجمرات بسبع حصيات.
● يكبِّر مع كل حصاة: يقول "الله أكبر" عند رمي كل حصاة من الحصيات السبع.
● قطَع التلبيةَ مع آخرها حصاةً: أي أنه ﷺ استمر في التلبية حتى أنهى رمي الجمرة السابعة (آخر حصاة)، ففي تلك اللحظة قطع التلبية.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف لنا الصحابي الجليل الفضل بن عباس رضي الله عنهما، وهو راكب مع النبي ﷺ، كيف كان هديه ﷺ في الدفع من عرفة:
1- الاستمرار في التلبية: لم يزل النبي ﷺ يلبي من حين دفع من عرفة بعد الغروب، واستمر في التلبية طوال طريقه إلى مزدلفة، وفي مزدلفة، وفي طريقه إلى منى يوم النحر.
2- الجمع بين التلبية والتكبير عند الرمي: حتى عندما شرع في رمي جمرة العقبة الكبرى (وهي أولى مناسك يوم النحر)، ظل يلبي، وكان مع كل حصاة يرميها يكبر قائلاً "الله أكبر"، مستمراً في التلبية في الفترات بين الرميات.
3- نهاية التلبية: لم يقطع النبي ﷺ التلبية إلا عند انتهائه من الرمي تماماً، أي بعد رمي الحصاة السابعة (آخر حصاة). فكان انقطاع التلبية مرتبطاً بانتهاء هذا النسك العظيم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- استحباب الإكثار من التلبية في هذه الأوقات: التلبية هي شعار الحاج، وفيها إجابة لنداء الله تعالى وإظهار للعبودية والخضوع. واستمرار النبي ﷺ فيها يدل على عظم فضلها وأجرها.
2- الجمع بين الذكر والنسك: لم يمنع النبي ﷺ أداء منسك الرمي عن الاستمرار في الذكر (التلبية)، بل جمعهما، مما يدل على أن العبادة لا تنقطع، وأن الذكر يمكن أن يصاحب جميع أفعال الحاج.
3- بيان وقت قطع التلبية: يحدد الحديث وقت انقطاع التلبية بدقة، وهو عند انتهاء رمي جمرة العقبة، وهذا من تمام اتباع الهدي النبوي.
4- التكبير مع الرمي: استحباب التكبير مع كل حصاة يرميها الحاج، وهو تعظيم لله تعالى وإعلان bahwa هذا النسك يُفعل طاعة لله وخضوعاً له.
5- الحرص على الاقتداء بالنبي ﷺ في جميع الحركات والسكنات: فالحديث دليل على أن السعادة والفلاح في تتبع هدي النبي ﷺ في أدق细节 مناسك الحج.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول فقه مناسك الحج، وقد استدل به العلماء على مشروعية الاستمرار في التلبية حتى يبدأ الحاج في رمي جمرة العقبة، وأنها تنقطع ببدء الرمي أو بانتهائه على خلاف بين العلماء، ولكن الراجح من هدي النبي ﷺ أنها تنقطع بانتهاء الرمي، كما هو صريح الحديث.
- يفهم من هذا أن التلبية تشرع في جميع أيام الحج حتى يوم النحر.
- هذا الهدي النبوي يربي في قلب الحاج استشعار عظمة الله تعالى في كل لحظة من لحظات النسك، من خلال الجمع بين التلبية التي هي إجابة للنداء، والتكبير الذي هو تعظيم لله.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يرزقنا اتباع سنة نبيه ﷺ في القول والعمل، وأن يبلغنا حج بيته الحرام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابنُ خزيمة (٢٨٨٧) عن عمر بن حفص الشيباني -وفي المطبوعة: محمد بن عمر، وهو خطأ- ثنا حفص بن غياث، ثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عمر بن حسين، عن ابن عباس، عن أخيه الفضل، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمر بن حفص الشيباني -شيخ ابن خزيمة-، وفي «التهذيب»: «واحتج به ابنُ خزيمة في صحيحه» وفي «التقريب»: «صدوق».
قال ابنُ خزيمة: «فهذا الخبر يصرح أنه قطع التلبية مع آخر حصاةٍ، لا، مع أولها».
وارتضاه الحافظ في «الفتح» (٣/ ٥٣٣) وقال: «وإن المراد بقوله: حتى رمَي جمرة العقبة، أي أتم رميها».
ورَوى هذا الحديث ابنُ حزم في كتاب حجة الوداع من حديث أبي الزبير، عن أبي معبد مولي
ابن عباس، عن الفضل بن عباس، ولفظه: «ولم يزل عليه السلام يُلبِّي حتى أتم رمي جمرة العقبة«، ذكره ابنُ التركماني في الجوهر النقي، وقال: «إسنادُه جيد».
ولكنْ استغربه البيهقي (٥/ ١٣٧) وقال: «تكبيره مع كل حصاةٍ«كالدلالة على قطعه التلبية بأول حصاةٍ، كما رُوينا في حديث عبد الله بن مسعود، وقوله: «يُلبِّي حتى رمي الجمرة«أراد به حتى أخذ في رمي الجمرة».
وقال: «وأما ما في رواية الفضل بن عباس من الزيادة فإنها غريبة، أوردها محمد بن إسحاق بن خزيمة، واختارها، وليست في الروايات المشهورة عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس» انتهى.
قال الأعظمي: الغريب في الأمر أن البيهقي روي بعد ذلك حديث عبد الله بن مسعود، وفيه تهليل، وتكبير، وهو ما يأتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 194 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أفضت مع النبي في عرفات فلم يزل يلبي حتى رمي جمرة العقبة

  • 📜 حديث: أفضت مع النبي في عرفات فلم يزل يلبي حتى رمي جمرة العقبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أفضت مع النبي في عرفات فلم يزل يلبي حتى رمي جمرة العقبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أفضت مع النبي في عرفات فلم يزل يلبي حتى رمي جمرة العقبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أفضت مع النبي في عرفات فلم يزل يلبي حتى رمي جمرة العقبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب