خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ

حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ

عن عائشة، قالت: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ، وَفِي حُرُمِ الْحَجِّ، وَلَيَالِي الْحَجِّ، حَتَّى نَزَلْنَا بِسَرِفَ فَخَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: «مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ مِنْكُمْ هَدْيٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٥٦٠)، ومسلم في الحج (١٢١١: ١٢٣) كلاهما من
طريق أفلح بن حميد، قال: سمعت القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

نص الحديث:

1. شرح المفردات:

● مُهِلِّينَ: أي قائلين "لبيك اللهم لبيك" عند الإحرام، والمُهِلُّ هو المُحرِم.
● بِالْحَجِّ: أي محرمين بالحج.
● أَشْهُرِ الْحَجِّ: وهي شوال وذو القعدة وذو الحجة.
● حُرُمِ الْحَجِّ: جمع حُرْمَة، وهي الأماكن المقدسة التي يحرم فيها الصيد والقتال.
● لَيَالِي الْحَجِّ: الليالي العشر من ذي الحجة.
● سَرِفَ: موضع قريب من مكة على بعد نحو 10 كيلومترات.
● هَدْيٌ: ما يُهدى إلى الحرم من الأنعام (الإبل، البقر، الغنم) ليُذبح تقرباً إلى الله.

2. شرح الحديث:

يصف هذا الحديث المشهد العظيم لخروج النبي ﷺ وأصحابه لأداء فريضة الحج، حيث كان الجميع محرمين بالحج قائلين التلبية. وعندما نزلوا في مكان يسمى "سَرِف" - وهو على مشارف مكة - خرج النبي ﷺ إلى أصحابه وأعلن أمراً مهماً يتعلق بنية الإحرام.
فقال ﷺ: من كان قد أحرم بالحج ولكن لم يكن معه هدي (لم يسق معه أضحية)، وأراد أن يحول إحرامه من حج إلى عمرة، فله ذلك. أما من كان معه هدي (ساق الأضحية معه) فلا يحل إحرامه حتى يبلغ الهدي محله (أي حتى يذبحه في منى يوم النحر).
وهذا الحديث أصل في مسألة "تمتع الحج بالعمرة" وهو ما يسمى بـ "حج التمتع"، حيث يعتمر المسلم في أشهر الحج ثم يحل منها، ثم يحرم بالحج في نفس العام.

3. الدروس المستفادة منه:

1- التيسير على الأمة: في هذا الحديث تجلّى رحمة النبي ﷺ بأمته ورفقه بهم، حيث خيّر من لم يسق الهدي بين الاستمرار في الحج أو التحول إلى العمرة، تخفيفاً عنهم وتيسيراً.
2- مراعاة أحوال الناس: النبي ﷺ لم يفرض على الجميع نفس النوع من النسك (الإحرام)، بل راعى تفاوت أحوالهم المادية، فمن استطاع سوق الهدي له حكم، ومن لم يستطع له حكم آخر.
3- مشروعية حج التمتع: الحديث دليل على جواز الإحرام بالعمرة في أشهر الحج ثم التحلل منها، ثم الإحرام بالحج لاحقاً.
4- الحكمة في التشريع: الأمر النبوي هنا جاء في المكان والزمان المناسبين (قرب مكة وفي وقت الحج)، مما يدل على حكمة التشريع ومرونته.
5- القيادة الحكيمة: النبي ﷺ هنا يعلّم القادة كيف يخففون على أتباعهم ويراعون ظروفهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث جزء من "حجة الوداع" التي حج فيها النبي ﷺ في السنة العاشرة للهجرة.
- المكان المذكور (سَرِف) هو المكان الذي أحرمت منه عائشة رضي الله عنها بالعمرة في حجة الوداع بأمر النبي ﷺ.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث أحكاماً كثيرة تتعلق بأنواع النسك (تمتع، إفراد، قران) وشروط كل منها.
- الحديث يدل على أن من ساق الهدي لا يحل من إحرامه حتى يذبح هديه، بخلاف من لم يسق الهدي.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يرزقنا حج بيته الحرام، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٥٦٠)، ومسلم في الحج (١٢١١: ١٢٣) كلاهما من
طريق أفلح بن حميد، قال: سمعت القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكرته.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 197 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ

📜 حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية