حديث: من شاء أن يهل بحج فليهل ومن شاء أن يهل بعمرة فليهل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تخيير النبيّ ﷺ في ذي الحليفة بالإفراد أو بالتمتع لمن لم يسق الهدي

عن عائشة، أنّها قالت: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُوَافِينَ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، قَالَ: «مَنْ شَاءَ أَنْ يُهِلَّ بِحَجٍّ فَلْيُهِلَّ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهِلَّ بِعُمْرَةٍ».
قَالَ مُوسَى فِي حَدِيثِ وُهَيْبٍ: «فَإِنِّي لَوْلَا أَنِّي أَهْدَيْتُ لَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ«وَقَالَ فِي حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: «وَأَمَّا أَنَا فَأُهِلُّ بِالْحَجِّ فَإِنَّ مَعِي الْهَدْيَ». ثُمَّ اتَّفَقُوا: «فَكُنْتُ فِيمَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ حِضْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكِ؟». قُلْتُ: وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ خَرَجْتُ الْعَامَ! قَالَ: «ارْفِضِي عُمْرَتَكِ وَانْقُضِي رَأْسَكِ وَامْتَشِطِي». قَالَ مُوسَى: «وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ» وَقَالَ سُلَيْمَانُ: «وَاصْنَعِي مَا يَصْنَعُ الْمُسْلِمُونَ فِي حَجِّهِمْ». فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الصَّدَرِ أَمَرَ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عبد الرحمن فَذَهَبَ بِهَا إِلَى التَّنْعِيمِ. زَادَ مُوسَى: «فَأَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ مَكَانَ عُمْرَتِهَا وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ فَقَضَى اللَّهُ عُمْرَتَهَا وَحَجَّهَا».

صحيح: رواه أبو داود (١٧٧٨) من ثلاثة أوجه: عن سليمان بن حرب، حدّثنا حماد بن زيد.

عن عائشة، أنّها قالت: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُوَافِينَ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، قَالَ: «مَنْ شَاءَ أَنْ يُهِلَّ بِحَجٍّ فَلْيُهِلَّ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهِلَّ بِعُمْرَةٍ».
قَالَ مُوسَى فِي حَدِيثِ وُهَيْبٍ: «فَإِنِّي لَوْلَا أَنِّي أَهْدَيْتُ لَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ«وَقَالَ فِي حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: «وَأَمَّا أَنَا فَأُهِلُّ بِالْحَجِّ فَإِنَّ مَعِي الْهَدْيَ». ثُمَّ اتَّفَقُوا: «فَكُنْتُ فِيمَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ حِضْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكِ؟». قُلْتُ: وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ خَرَجْتُ الْعَامَ! قَالَ: «ارْفِضِي عُمْرَتَكِ وَانْقُضِي رَأْسَكِ وَامْتَشِطِي». قَالَ مُوسَى: «وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ» وَقَالَ سُلَيْمَانُ: «وَاصْنَعِي مَا يَصْنَعُ الْمُسْلِمُونَ فِي حَجِّهِمْ». فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الصَّدَرِ أَمَرَ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عبد الرحمن فَذَهَبَ بِهَا إِلَى التَّنْعِيمِ. زَادَ مُوسَى: «فَأَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ مَكَانَ عُمْرَتِهَا وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ فَقَضَى اللَّهُ عُمْرَتَهَا وَحَجَّهَا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يروي قصة حجتها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه مسائل فقهية مهمة تتعلق بالحج والعمرة، وإليك الشرح الوافي:

أولاً. شرح المفردات:


● مُوَافِينَ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ: أي خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت اكتمال هلال ذي الحجة، أي في بداية الشهر.
● بِذِي الْحُلَيْفَةِ: مكان معروف بالقرب من المدينة المنورة، وهو ميقات أهل المدينة ومن يمر به.
● يُهِلَّ: أي يرفع صوته بالتلبية ويبدأ في النسك.
● أَهْدَيْتُ: أي سقت الهدي معي (والهدي هو ما يُساق من الأنعام للذبح في الحج).
● حِضْتُ: أي نزل عليّ الحيض.
● ارْفِضِي عُمْرَتَكِ: أي اتركي العمرة وأحرمي بالحج بدلاً منها.
● انْقُضِي رَأْسَكِ وَامْتَشِطِي: أي أطلقي شعرك ومشطيه (وهذا يدل على الخروج من إحرام العمرة).
● لَيْلَةُ الصَّدَرِ: أي ليلة النفر من منى بعد انتهاء مناسك الحج.
● التَّنْعِيمِ: مكان قريب من مكة، وهو ميقات لأهل مكة.


ثانياً. شرح الحديث:


يذكر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج للحج في ذي الحجة، فلما وصل إلى ذي الحليفة (الميقات) خيّر أصحابه بين ثلاثة أنواع من النسك:
1- الإحرام بالحج مفرداً.
2- الإحرام بالعمرة مفردة.
3- الجمع بين الحج والعمرة (أي القِران).
ثم بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لو لم يكن معه الهدي لأحرم بالعمرة (أي تمتع)، لكن لأنه ساق الهدي معه، فقد أحرم بالحج قارناً (أي جمع بين الحج والعمرة).
أما عائشة رضي الله عنها، فقد أحرمت بالعمرة مفردة، ولكنها حاضت في الطريق، فحزنت وبكت لأنها ظنت أن هذا يمنعها من أداء العمرة، فجاءها النبي صلى الله عليه وسلم وطمأنها، وأمرها أن:
- ترفض العمرة (أي تتحلل منها).
- تحرم بالحج بدلاً منها (فتصبح قارنة).
- ثم بعد انتهاء مناسك الحج، تذهب إلى التنعيم وتحرم بعمرة أخرى.


ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- جواز التمتع والقران والإفراد في الحج، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خيّر أصحابه بين هذه الأنواع.
2- أن الحائض يمكنها الإحرام بالحج، ولكنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر.
3- رفق النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وتيسيره عليهم، حيث طمأن عائشة رضي الله عنها وحلّ لها ما أشكل عليها.
4- جواز تحويل النسك من العمرة إلى الحج عند وجود عذر كالحيض.
5- أن من أحرم بعمرة ثم تحول إلى حج فإنه يلزمه دم (أي ذبح شاة) لأنه تمتع بالعمرة إلى الحج، وهذا من تمام النسك.
6- أن المرأة إذا حاضت بعد الإحرام بالعمرة فإنها تتحلل منها وتحرم بالحج، ثم تقضي العمرة بعد انتهاء الحج.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في مسألة تمتع النبي صلى الله عليه وسلم بالعمرة إلى الحج، وأنه كان قارناً لأنه ساق الهدي.
- فيه دليل على أن الإحرام بالعمرة في أشهر الحج جائز، خلافاً لمن قال بخلافه.
- وفيه بيان لفضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ودقتها في رواية الحديث.
- وهذا الحديث من الأحاديث التي استدل بها الفقهاء على جواز التمتع والقران في الحج.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٧٧٨) من ثلاثة أوجه: عن سليمان بن حرب، حدّثنا حماد بن زيد. وعن موسى بن إسماعيل، حدّثنا حماد -يعني ابن سلمة-. وعن موسي، حدثنا وهيب. كلهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ورواه أيضًا النسائيّ (٢٧١٧)، وابن خزيمة (٢٦٠٤)، وابن حبان (٣٧٩٢) كلّهم من طريق عن حماد بن زيد، بإسناده، مثله بقوله: «من شاء أن يهلّ بحج ... الخ». غير أنهم لم يذكروا في حديثهم كان ذلك في ذي الحليفة.
وأصل حديث عائشة في الصّحيحين بدون لفظ: «من شاء» وبدون ذكر ذي الحليفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 196 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من شاء أن يهل بحج فليهل ومن شاء أن يهل بعمرة فليهل

  • 📜 حديث: من شاء أن يهل بحج فليهل ومن شاء أن يهل بعمرة فليهل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من شاء أن يهل بحج فليهل ومن شاء أن يهل بعمرة فليهل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من شاء أن يهل بحج فليهل ومن شاء أن يهل بعمرة فليهل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من شاء أن يهل بحج فليهل ومن شاء أن يهل بعمرة فليهل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب